غزة / أكد نافذ غنيم عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني بان الحكومة الإسرائيلية برئاسة "نتنياهو" غير معنية بمفاوضات جادة تفضي لتسوية سياسية تعطي للفلسطينيين حقوقهم المشروعة، وتحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أن الوضع في داخل إسرائيل لم ينضج بعد من اجل تحقيق ذلك، ومضيفا بان أفكار الهيمنة والتطرف والعنصرية ما زالت تسيطر على صناع القرار في إسرائيل الذين يجدون في الوضع الفلسطيني المتردي، وكذلك الحالة العربية الهزيلة فرصة للقضاء على المشروع الوطني الفلسطيني، وتحقيق أهداف إسرائيل في بسط هيمنتها المطلقة على المنطقة، وأكد على أن الوصول إلى تسوية سياسية حقيقية وجادة على أساس قرارات الشرعية الدولية يجب أن لا يكون مصلحة فلسطينية فحسب، وإنما مصلحة إسرائيلية وكذلك عربية ودولية، .وبان عكس ذلك يعني استمرار دوامة العنف وخلق مناخات خصبة للتطرف في المنطقة . وعن اندلع المواجهات الأخيرة في القدس قال غنيم " إن الأحداث الأخيرة في القدس تؤكد بان جذوة النضال والمقاومة الشعبية مستمرة لدى شعبنا، وبان الممارسات الإسرائيلية ستواجه بمزيد من الرفض والكفاح، وبان إسرائيل تسعى لاستخدام أوراقها من اجل تفجير الأوضاع، لا سيما في ضوء التحول في الموقف الدولي لصالح شعبنا الفلسطيني بسبب مواصلتها الاستيطان بعد موافقة القيادة الفلسطينية على استئناف المفاوضات غير المباشرة، حيث أكدت هذه التطورات صوابية ما تقدم به حزبنا لاجتماع اللجنة التنفيذية الأخير، بدعوته القيادة الفلسطينية للتمسك بموقفها القاضي بعدم العودة لأي شكل من المفاوضات إلا في حال التزام إسرائيل بالوقف التام للاستيطان، والالتزام بمرجعية سياسية واضحة، وبسقف زمني يحكم عملية التفاوض . وأشار غنيم إلى أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة اعتمدت سياسة الالتفاف على أزماتها، والتهرب من الضغوط الدولية تجاهها من خلال خلق مناخات توتيرية مع الفلسطينيين، وإدخال المنطقة في حروب وجولات عنف، مؤكدا بان الحكومة الإسرائيلية اليمنية التي تحكم في إسرائيل، تسعى هذه المرة لإشعال شرارة العنف والمواجهة مع الفلسطينيين ليسهل عليها الإطباق الكامل على القدس من خلال إكمال حلقات تهويدها، ولاستكمال بناء جدارها العنصري، ومصادرة المزيد من الأراضي، تحت شعار حماية أمنها، ومواجهة "العنف" الفلسطيني . ودعا غنيم إلى ضرورة أن تعيد القيادة الفلسطينية النظر في مواقفها، واعتماد سياسة وإستراتيجية جديدة ترتكز في جوهرها إلى اتخاذ جملة من الإجراءات الفلسطينية بالتعاون مع المجتمع الدولي تهدف لوضع إسرائيل أمام الأمر الواقع، وتخرج الحالة الفلسطينية من التعامل بردة الفعل التي قد تكون استجابة لما تريده إسرائيل، كما شدد على أهمية تعزيز دور الكفاح الشعبي في مواجهة السياسة الإسرائيلية العدوانية، والتحرك في المحافل الدولية لإنضاج فكرة إعلان حدود الدولة الفلسطينية من طرف واحد وحشد الدعم الواسع لها، محذرا من التماهي مع ما تسعى إليه إسرائيل من عسكرة الفعل الفلسطيني، وتفريغ أي هبة شعبية من مضمونها، معتبرا ذلك المدخل المناسب لما تريده إسرائيل لقمع شعبنا بالقوة من خلال استحضار آلتها العسكرية الفتاكة لإلحاق أفدح الخسائر بشعبنا تحت شعار المواجهة العسكرية، وليسهل عليها تبرير كل إجراءاتها العدوانية على الأرض . واعتبر غنيم أن المدخل العملي لتعزيز صمود شعبنا وإعادة الاعتبار لدور الجماهير الكفاحي في كافة محافظات الوطن وفي الخارج، يأتي من خلال تجاوز حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني، وتحقيق هدف المصالحة الوطنية والوحدة، مؤكدا بان لا ثقة بكل الشعارات التي تتحدث عن الصمود والمقاومة إن لم يسبقها إجراءات فعلية من اجل إنهاء هذا الانقسام الكارثي . ودعا غنيم كافة القوى السياسية الفلسطينية للتوحد في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا وأرضه ومقدساته، والابتعاد عن كل ما من شانه تعزيز حالة الانقسام، ومضاعفة المعاناة التي تعانيها غالبية قطاعات شعبنا .