بحث وزراء محفل السباعية أمس حتى ساعات متأخرة من الليل في رد اسرائيل على المطالب التي طرحتها الادارة الامريكية حول البناء في شرقي القدس ومستقبل المسيرة السياسية. وتوقعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان تتلقى منذ يوم أمس الجواب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وحسب مصادر اسرائيلية، فان تأخيرا آخر سيفاقم أكثر فأكثر الخلاف بين الدولتين ومن شأنه أن يؤدي الى رفض نائب الرئيس الامريكي جو بايدن لقاء نتنياهو الاسبوع القادم في واشنطن وبالتوازي، أعلن أمس مبعوث اوباما الخاص الى المنطقة السناتور جورج ميتشيل بانه يفكر بالوصول الى اسرائيل يوم الاحد. في أوساط وزراء السباعية يسود اتفاق في الرأي حول الحاجة الى انهاء الازمة مع الولايات المتحدة في أقرب وقت ممكن. بالمقابل، يتحفظ معظمهم من بعض من مطالب كلينتون، كالغاء مشروع البناء في رمات شلومو. وحاول نتنياهو بلورة رد اسرائيلي يحظى باجماع الوزراء على أمل أن يرضي الامريكيين ايضا. وفي ليل يوم الثلاثاء تحدث نتنياهو وبايدن هاتفيا، الا ان نائب الرئيس لم ينجح في اقناع رئيس الوزراء في الاستجابة لمطالب الادارة. وحسب موظف كبير في القدس فقد "جرت المحادثة في جو صعب وانتهت دون نتائج او اتفاقات". وفي الادارة الامريكية شددوا أمس أيضا على أنهم في واشنطن لا يزالون ينتظرون جواب نتنياهو. وأمس سافرت كلينتون الى موسكو للقاء الرباعية هناك. وأوضح الامريكيون بان من الافضل ان يأتي الجواب قبل لقاء الرباعية يوم الجمعة. يوم الاحد يسافر نتنياهو الى واشنطن كي شارك في مؤتمر اللوبي من أجل اسرائيل في الولايات المتحدة "ايباك". وحسب مصدر اسرائيلي فان احدى الخطوات التي تدرس في واشنطن في حالة عدم نقل نتنياهو جوابه حتى يوم الجمعة هو مقاطعته في زيارته وعدم اجراء أي لقاء سياسي على مستوى عال معه، أي مع كلينتون أو مع بايدن. وسيمكث الرئيس اوباما خارج المدينة في اثناء الزيارة. في سفارة اسرائيل في واشنطن نفوا النية واعربوا عن الثقة بان تتم هذه اللقاءات. الناطق بلسان الخارجية الامريكية مارك تونر، قال ان "كلينتون تنتظر مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء"، ولكنه اضاف: "ليس لدينا جدول زمني بالنسبة للجواب". وأمس حاول نتنياهو مواصلة تهدئة التوتر مع الادارة وهكذا بعد ان وصف نسيبه حجاي بن آرتسي أمس في صوت الجيش الرئيس اوباما بـ "اللاسامي" سارع نتنياهو الى استنكار أقواله. "لدي تقدير عميق لالتزام الرئيس اوباما بأمن اسرائيل والذي عبر عنه مرات عديدة والعلاقة العميقة بين الدولتين"، شدد نتنياهو. أمس، قبل جلسة السباعية بقليل اتصل بنتنياهو الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي وحثه على دفع المسيرة السياسية الى الامام وعلى اتخاذ بادرة طيبة تجاه السلطة الفلسطينية. والتقى نتنياهو أمس بوزيرة خارجية الولايات المتحدة كترين اشتون، التي تزور اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وشرح لها بان توقيت نشر خطة البناء في رمات شلومو كان "خللا بيروقراطيا"، وقال ان الغالبية المطلقة من الاسرائيليين ترى في هذا الحي وفي احياء يهودية اخرى في القدس جزءا من اسرائيل في كل اتفاق مستقبلي. "هذا حي يوجد على مسافة خمس دقائق من ديوان رئيس الوزراء"، قال نتنياهو لاشتون. وحسب اقواله، بسبب فكرة أن هذا حي يهودي بكل معنى الكلمة، فان اللجنة اللوائية التي صادقت على المشروع لم تعتقد أن الحديث يدور عن موضوع موضع خلاف. وفي وقت سابق التقت اشتون بوزير الخارجية افيغدور ليبرمان الذي قال ان توقيت نشر خطة البناء في القدس كان مغلوطا وان اسرائيل اعتذرت على ذلك. ومع ذلك شدد ليبرمان على أن الاسرة الدولية جعلت الحدث "فرصة للانقضاض على اسرائيل وممارسة الضغط وطلب امور غير معقولة. طلب الحظر على اليهود الشراء أو البناء في شرقي القدس هو طلب غير معقول". واضاف بان اسرائيل غير معنية بالصدام مع الولايات المتحدة. وتطرق وزير الخارجية ايضا الى الموضوع الايراني ونقل رسالة قلقة بشأن خطوات الاسرة الدولية حيال النووي. "لا يمكن قبول السياسة الايرانية وتضييع الوقت. نحتاج الى سياسة على نمط تشرتشل وليس تشمبرلين". عبدالله ملك الاردن: القدس هي خط أحمر ملك الاردن عبدالله هاجم اسرائيل بشدة. واتهمها بمحاولة افراغ القدس من سكانها العرب – المسلمين والمسيحيين. في لقاء عقده مع اشتون، قال عبدالله ان على "الاسرة الدولية أن تقدم موقفا حازما وان تعمل بسرعة لوقف الخطوات الاستفزازية التي تتخذها اسرائيل في المناطق الفلسطينية المحتلة والرامية الى تغيير هوية القدس والاماكن المقدسة". وشدد عبدالله أمام اشتون على الخطر الكامن في الخطوات التي تتخذها اسرائيل في القدس وقال ان "القدس هي خط احمر لا يمكن المرور عن افعال اسرائيل فيها بصمت"، قال. واضاف ان الاردن يقدر تأييد الاتحاد الاوروبي لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني في صيغة الدولتين للشعبين، وموقفه الحازم في ضوء الافعال الاسرائيلية "التي تدهور المنطقة الى جولة اخرى من العنف". وقبل نحو اسبوعين التقى الملك عبدالله برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وفي ختام لقائهما دعا الزعيمان الاسرة الدولية للدفاع عن الاماكن المقدسة في القدس ضد اسرائيل. اليهود يتجندون من أجل اسرائيل في اعقاب الازمة بين واشنطن والقدس، تجندت الاسبوع الماضي المنظمات المؤيدة لاسرائيل في الولايات المتحدة من كل الاطياف السياسية في حملات من أجل اسرائيل. وبعث مؤيدو "مشروع اسرائيل" الى الادارة الامريكية والكونغرس ووسائل الاعلام 27 الف رسالة حتى يوم أمس، في اعقاب دعوة "ايباك". وبالمقابل شرع اللوبي اليهودي المعتدل جي ستريت امس في حملة تأييد لادارة اوباما حيال اسرائيل لموقفها الصلب في مسألة خطة البناء في شرقي القدس. وفي الكونغرس نفسه بدأت ردود الفعل بالظهور بحذر نسبي حين اتخذ الديمقراطيون جانب الحذر اكثر في انتقادهم للادارة مقابل الجمهوريين.