القدس المحتلة / سما / يعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء اجتماعا لهيئة "السباعية" الوزارية لمناقشة رد إسرائيل على مطالب الولايات المتحدة حيال تجميد الاستيطان في القدس وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، فيما كُشف النقاب، أمس، عن أن إسرائيل صادقت على بناء 426 وحدة سكنية في مستوطنتين في القدس الشرقية قبيل مغادرة نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، إسرائيل، الأسبوع الماضي. وقالت التقارير الصحفية الإسرائيلية إن "السباعية" الوزارية ستبحث خلال اجتماعها، اليوم، رد إسرائيل على المطالب التي وضعتها وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أمام نتنياهو خلال محادثة هاتفية بينهما، يوم الجمعة الماضي، والتي شددت فيها كلينتون على أن استجابة إسرائيل لهذه المطالب سيؤدي إلى تسوية الأزمة في العلاقات بين الدولتين. ووفقا للتقارير الإسرائيلية فإن المطالب الأميركية تقضي بإلغاء قرار بناء 1600 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة "رمات شلومو"، الذي تم الإعلان عنه خلال زيارة بايدن لإسرائيل، وأدى إلى نشوء الأزمة بين حكومة إسرائيل والإدارة الأميركية. كذلك طالبت كلينتون نتنياهو بتقديم "مبادرة نية حسنة" تجاه الفلسطينيين تتمثل بإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين وإزالة نقاط تفتيش وحواجز عسكرية في الضفة الغربية وتخفيف الحصار على قطاع غزة. ونقلت تقارير صحفية إسرائيلية عن مقربين من نتنياهو إن اجتماع "السباعية"، اليوم، تم تحديده في وقت سابق للبحث في أمور أمنية. لكن التقارير ذاتها شددت على أن "السباعية" ستبحث في الرد على المطالب الأميركية، خصوصا وأن الولايات المتحدة تتوقع الحصول على الرد الإسرائيلي حتى يوم غد، الخميس. وكانت السفارة الأميركية في تل أبيب أبلغت مكتب الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، صباح أمس، بأن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، أرجأ زيارته إلى إسرائيل على خلفية الأزمة بين الدولتين. وكان مقررا أن يستأنف ميتشل جهوده خلال هذه الزيارة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. الاستيطان مستمر رغم الأزمة وكشفت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، مساء أمس، عن أنه على الرغم من نشوء الأزمة بين إسرائيل والولايات المتحدة على خلفية إقرار مخطط البناء في مستوطنة "رمات شلومو" مع بدء زيارة بايدن، إلا أن إسرائيل نشرت، يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، وقبيل مغادرة بايدن لإسرائيل، مناقصتين لبناء 426 وحدة سكنية جديدة في مستوطنتين أخريين في القدس الشرقية. ووفقا للقناة العاشرة فإن المناقصة الأولى تتعلق ببناء 309 وحدات سكنية في مستوطنة "نافيه يعقوب" في شمال القدس الشرقية، بينما تتعلق المناقصة الثانية ببناء 117 وحدة سكنية في مستوطنة "هار حوماة" في جنوب القدس الشرقية. ووقعت على المناقصتين وزارة الإسكان الإسرائيلية و"دائرة أراضي إسرائيل" في منطقة القدس. نتنياهو: إسرائيل أثبتت التزامها بالسلام قولا وفعلا وفي غضون ذلك أصدر نتنياهو بيانا مساء أمس، رد فيه على مطالبة كلينتون إسرائيل بخطوات لبناء الثقة بينها وبين الفلسطينيين. وقال نتنياهو إنه "فيما يتعلق بالالتزام بالسلام، فقد أثبتت حكومة إسرائيل خلال العام الأخير التزامها بالسلام قولا وفعلا". وأشار البيان، الذي تم نشره على الموقع الالكتروني لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي، إلى الخطوات التي تدل على التزامه بالسلام وهي خطاب نتنياهو في جامعة بار إيلان الذي قال فيه إنه يوافق على قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وإزالة "مئات نقاط التفتيش والحواجز" في الضفة الغربية وقرار الحكومة الإسرائيلية بشأن تعليق البدء بأعمال بناء جديدة في مستوطنات الضفة الغربية لمدة عشرة شهور. وأشار بيان نتنياهو إلى أن كلينتون كانت قد رحبت بالقرار الأخير بشأن تعليق البناء ووصفته بأنه "غير مسبوق"، وذلك على الرغم من أن وزارة الدفاع الإسرائيلية اعترفت قبل أسبوعين أنه لا يتم تطبيق القرار في ربع مستوطنات الضفة الغربية. واعتبر بيان نتنياهو أنه "في مقابل ذلك، فإن الفلسطينيين يضعون الشروط المسبقة لاستئناف المفاوضات السياسية بشكل لم يفعلوا مثله طوال 16 عاما خلت" منذ توقيع اتفاقيات أوسلو. وأضاف أن الفلسطينيين "يشنون حملة لنزع الشرعية عن إسرائيل في المؤسسات الدولية مستخدمين تقرير غولدستون ويواصلون التحريض على الكراهية والعنف، وبضمن ذلك القرار بتدشين ميدان في رام الله يحمل اسم المخربة المسؤولة عن مقتل عشرات الإسرائيليين" في إشارة إلى الفدائية الفلسطينية دلال المغربي. وجاء في البيان أن "نتنياهو يدعو ثانية الفلسطينيين إلى الدخول إلى خيمة السلام من دون شروط مسبقة لأن هذه هي الطريق الوحيدة للتوصل إلى اتفاق يضمن السلام والأمن والازدهار لكلا الشعبين". وكانت كلينتون قد قالت في مقابلة أجرتها معها شبكة "سي ان ان" التلفزيونية الأميركية إن "علاقتنا (مع إسرائيل) جيدة وقوية وهي متجذرة بالقيم المشتركة التي تجمعنا ولكن علينا أن نوضح لأصدقائنا الإسرائيليين أن خيار السلام القائم على دولتين، والذي قلنا إننا ندعمه، يتطلب القيام بخطوات لبناء الثقة بين الجانبين" الفلسطيني والإسرائيلي. وأضافت "لقد شكل الإعلان عن المستوطنات الجديدة في ذات اليوم الذي وصل فيه نائب الرئيس (الأميركي جو بايدن) إلى إسرائيل إهانة لنا.. لقد ذهب بايدن إلى إسرائيل لتأكيد دعمنا الدائم للأمن الإسرائيلي وما حدث كان مؤسفاً". وقال نتنياهو في بيانه إن "دولة إسرائيل تقدر وتثمن الكلمات الدافئة التي قالتها وزيرة الخارجية كلينتون بشأن العلاقة العميقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل والتزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل". اليمين الإسرائيلي: "أوباما معادي للسامية وعميل للفلسطينين وفي ظل الأزمة يعتزم نشطاء اليمين المتطرف الإسرائيلي في الأيام القريبة وضع مئات اللافتات ضد الرئيس الأميركي باراك أوباما وتحمل صورته سوية مع العاهل السعودي الملك عبد الله مع كتابة "احذروا، عميل لمنظمة التحرير الفلسطينية في البيت الأبيض". وذكر الموقع الالكتروني لصحيفة هآرتس أن عضو الكنيست اليميني المتطرف ميخائيل بن أري علق صورة للافتة في مكتبه بالكنيست. ويذكر أن بن أري كان عضوا في حركة "كاخ" الفاشية، بزعامة الحاخام المأفون مائير كهانا. ونقلت هآرتس عن ناشط اليمين المتطرف إيتمار بن غفير، وهو المساعد البرلماني لبن أري، قوله إن "الإعلان يأتي في الإطار العام لحرية التعبير المتبع في الدولة. ونحن نشفق على الذين صفقوا خلال خطاب بايدن (في جامعة تل أبيب عندما انتقد البناء الاستيطاني) وهم وأشكالهم متأكدون من أن أقواله كانت تحريضا لكننا على ثقة بأنه حتى نهاية ولاية بن أري سنعلم اليساريين درسا في الديمقراطية". وأضاف بن غفير أن "أوباما هو شخص معادي للسامية ومؤيد للعرب وعميل لمنظمة التحرير الفلسطينية".