الازمة الحالية مع الولايات المتحدة اثارها اعلان واحد، في توقيت غريب، باقرار لبناء 160 شقة في شرقي القدس. ما لم يعرفه الامريكيون، ولن يفرحوا في اكتشافه ايضا، هو انه لا تزال هناك آلاف الشقق التي اجتازت منذ الان كل البيروقراطية الاسرائيلية وتنتظر فقط أن تصعد الجرافات الى الارض. فقد خططت وزارة الاسكان لان تنشر في الايام القريبة القادمة عطاءات لـ 1300 وحدة سكن في القدس، ولكن "يديعوت احرونوت" علمت بأنهم في الوزارة ينتظرون "ضوءا اخضر" من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ويدور الحديث عن مئات وحدات السكن في بسغات زئيف، النبي يعقوب وهار حوما. وتجدر الاشارة الى ان مرحلة العطاءات هي مرحلة متقدمة اكثر من مرحلة اللجان اللوائية للتخطيط والبناء – والتي اشعلت هذه المرة الازمة. عطاء مشابه نشر قبل ثلاثة اشهر ولكن في حينه لسبب ما لم يخلق أي جلبة. في الوزارة اعتقدوا انه في ضوء الهدوء النسبي في الحالات السابقة، لا يوجد ما يدعوا الى ان تكون مشكلة هذه المرة. في المرة السابقة التي اراد فيها وزير الاسكان اريئيل اتياس تهيئة البناء خلف الخط الاخضر، قبل اربعة اشهر، نشر العطاءات للبناء الى جانب عطاءات بناء في 54 بلدة اخرى في ارجاء البلاد. ويقول مسؤول كبير في وزارة الاسكان "الان سيكون هذا اكثر تعقيدا. نحن ننتظر التعليمات من رئيس الوزراء". كما ان بحثا كان سيجرى أمس في لجنة شؤون رقابة الدولة، عن المخطط الهيكلي الجديد للقدس، الغي فجأة مساء أول أمس بعد ان طلب المبادر الى البحث، النائب ابراهم ميخائيلي من شاس الغاءه. وعلمت "يديعوت احرونوت" اول أمس مساء ان المبادر الى البحث النائب ميخائيلي توجه الى رئيس لجنة شؤون رقابة الدولة، النائب يوئيل حسون وطلب اليه ان يلغي البحث الذي كان مخططا له للغداة. النائب حسون، الذي لم يفهم معنى العجلة، تلقى التعليل لذلك من النائب ميخائيلي بالتوقيت الحساس لموعد البحث، قائلا "هذا ليس الوقت. الموضوع حساس". كما ادعى النائب ميخائيلي بان رئيس بلدية القدس نير بركات هو الذي توجه اليه في هذا الشأن. ونفى النائب ميخائيلي امس ان يكون لالغاء البحث أي صلة بالتوتر مع الولايات المتحدة وادعى بأنه لم يمارس عليه أي ضغط في الموضوع من رئيس البلدية. وقال "اعضاء مجلس البلدية اشتكوا امامي من مشاكل في المخطط الهيكلي. ولكن حين تبين لي بأن بعضا من المادة لم تصلني طلبت تأجيل البحث". من مكتب نير بركات جاء التعقيب التالي: "لم يستخدم أي ضغط. النائب ميخائيلي توجه الى رئيس البلدية وفي اعقاب حديث بينهما اتفق على انه قبل البحث في لجنة الكنيست، سيلتقي رئيس البلدية بالنواب المهتمين بالمخطط كي يتعرفوا على تفاصيله بعمق".
