القاهرة / قال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، اليوم، إن النائب مروان البرغوثي بإنجازه العلمي، ومناقشته درجة الدكتوراه من معهد عربي وليس إسرائيلي كما تفرض دولة الاحتلال، قد حقق انتصارا جديدا على إدارة السجون الإسرائيلية. وأضاف خلال مشاركته في التحضيرات لمناقشة درجة الدكتورة للنائب مروان البرغوثي، إن السجن حسب المفهوم الإسرائيلي أقيم لتدمير الإنسان الفلسطيني وتحطيمه نفسيا ومعنويا وجسديا ونضاليا، وإفراغه من أي محتوى ثقافي أو إنساني. وذّكر الوزير قراقع بأن الحرب على ثقافة المعتقلين ليست جديدة، وهي متبعة منذ بداية الاحتلال، فإسرائيل عودتنا على ملاحقة القلم، والدفتر، وكل ما يكتبه الأسرى، وعملت على حصل وقتل كافة طاقاتهم الإبداعية والثقافية، ولكن الأسرى بفعل نضالاتهم ولخوضهم إضرابات مفتوحة عن الطعام استطاعوا بعد تضحيات شاقة انتزاع حقوقهم الأساسية ومن أبرزها حقهم بالتعلم، وحقهم في إدخال الكتب والمواد الثقافية للسجن. ولفت الانتباه إلى أن من المطالب التي حققها الأسرى على مدار سنوات النضال الطويلة، هو السماح لهم بالدراسة واستكمال تحصليهم العلمي، ولكن حتى الآن إدارة السجون الإسرائيلية لا تسمح للأسرى بالدراسة إلا بالجامعة العبرية، ولا تسمح لهم بمواصلة تحصيلهم في الجامعات العربية، والجامعات الفلسطينية، ومروان البرغوثي هو الحالة المنفردة، الذي استطاع أن يكمل تعليمه العالي من خلال معهد البحوث والدراسات العربية التابع للجامعة العربية. واشاد بتعاون المعهد من مسؤولين وإداريين وطاقم تدريس، مع حالة النائب مروان البرغوثي، مضيف: إن مروان كسر الحصار الثقافي وسجل انتصارا جديدا يضاف لانتصارات الحركة الأسيرة على إدارة السجون الإسرائيلية. وحول الإضرابات التي تمكنت الحركة الأسيرة تحقيق إنجازات ملموسة على صعيد العمل الثقافي والتعليمي، أجاب قراقع: كان إضراب 1976م، وهو أكبر وأطول إضراب واستمر 45 يوما، وشكل نقلة نوعية بتاريخ الحركة الأسيرة، حيث استطاع الأسرى خلاله اسقاط نظام العبودية الذي كان سائدا، حيث كان يجبر الأسير في حينه على العمل بمرافق الانتاج الإسرائيلية، وكانت كافة حقوقه الأساسية مسلوبة. واعتبر أن هذا الإضراب كان بداية الانتباه للحركة الأسيرة على كافة المستويات، وبدء تحقيق حقوق الأسرى المسلوبة بالمطلق، موضحا أن الإضراب الثاني كان ’إضراب سجن نفحة التاريخي’ عام 1980، والذي استشهد فيه ثلاثة أسرى: علي الجعفري، وراسم حلاوة، واسحق مراغة، وقد خلق نقلة نوعية في تاريخ الحركة الأسيرة، وحقق الأسرى خلاله أمور كثيرة من ضمنها الأسرة، والتلفاز، والمواد الثقافية والسماح لهم بإدخال الكتب، والملابس والعلاج. وأوضح أن إضراب عام 1992 كان بمثابة محطة مهمة جدا في تاريج الحركة الأسيرة، واستمر لمدة 15 يوما، مضيفا: اعتبره من أنجح الإضرابات للأسرى بداخل السجون، وحقق الكثير من المطالب على مستوى الحياة الإنسانية الداخلية، والنتيجة أن كافة ما حققه المعتقلون من إنجازات وحقوق إنسانية لم تأت بمنة أو هبة من إدارة السجون، بل جاءت بنضالات وفعل وصمود وجوع وألم، وتضحيات راح خلالها عدد من الشهداء. وأشار قراقع إلى أن السجون خرجت طاقات ومفكرين، وقادة سياسيين، إلى أن مكنها ذلك من القول أن معظم قادة الشعب الفلسطيني الذين يقودون سواء المؤسسات الرسمية، أو المؤسسات الأهلية هم ممن خاضوا تجربة الاعتقال في السجون الإسرائيلية، بعد أن تحولت السجون إلى قلعة ومدرسة تخرج الكوادر والكادرات واحتلوا مراكز مهمة على الصعيد المجتمعي والسياسي.