خبر : تل أبيب تبدأ هجوما مضادا في الأزمة مع واشنطن ووزير إسرائيلي كبير يتهم اوباما بمحاولة إسقاط نتنياهو

الإثنين 15 مارس 2010 03:34 م / بتوقيت القدس +2GMT
تل أبيب تبدأ هجوما مضادا في الأزمة مع واشنطن ووزير إسرائيلي كبير يتهم اوباما بمحاولة إسقاط نتنياهو



القدس المحتلة / سما / وكالات /  بدأت حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامبن نتانياهو التي تواجه اسوأ ازمة ثقة مع الولايات المتحدة منذ عقود, هجومها المضاد معتمدة فيه على اللوبي الاميركي الموالي لاسرائيل والواسع النفوذ في واشنطن.واثار اعلان اسرائيل خلال زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الاسبوع الماضي عن مشروع استيطاني كبير في القدس الشرقية المحتلة, ازمة دبلوماسية حادة بين البلدين الحليفين.ورأى سفير اسرائيل في الولايات المتحدة مايكل اورن في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام الاسرائيلية, ان هذه الازمة هي "الاخطر منذ 35 عاما" حين ارغمت الولايات المتحدة اسرائيل على الانسحاب جزئيا من منطقة سيناء المصرية التي كانت احتلتها.ويمتنع نتانياهو في مواقفه الرسمية عن توجيه انتقادات صريحة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما تجنبا لتفاقم الخلاف, وقد اعطى تعليمات صارمة لوزرائه بتجنب الادلاء باي تصريحات حول المسألة.غير ان ذلك لم يمنع احد وزراء حزبه الليكود من اتهام اوباما ب"السعي لاسقاط حكومة نتانياهو" واستغلال الازمة للحصول على تنازلات من اسرائيل في عملية السلام", وذلك في مقابلة اجرتها معه صحيفة معاريف الشعبية, بشرط عدم ذكر اسمه.وفي الولايات المتحدة, انتقدت لجنة الشؤون العامة الاميركية الاسرائيلية (ايباك) المرتبطة بصلات وثيقة مع اسرائيل, التصريحات الاخيرة الصادرة عن الادارة الاميركية حول العلاقات بين البلدين.وقالت ايباك في بيان نشر الاحد ان ملاحظات الحكومة الاميركية "حول العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل مثيرة للقلق".وكان ايب فوكسمان رئيس منظمة يهودية مهمة هي "رابطة مكافحة التشهير" اعرب عن "ذهوله" لقيام الادارة الاميركية "بتوبيخ اسرائيل علنا حول مسألة البناء في القدس".وقال السفير الاسرائيلي السابق في واشنطن زالام شافال العضو في الليكود الحاكم متحدثا لوكالة فرانس برس ان "من مصلحة البلدين تسوية هذا الخلاف باسرع ما يمكن, وانني على ثقة باننا سنتوصل الى ذلك مثلما فعلنا دوما في الماضي".وحذر من مخاطر ان "تؤدي الانتقادات الاميركية الشديدة اللهجة لاسرائيل التي يفترض ان تسمح بتحريك عملية السلام, الى نتيجة عكسية بدفع الفلسطينيين الى المزيد من التشدد".ورأى الخبير السياسي ايتان جيلبوا ان ازمة الثقة "في الاتجاهين, اذ ان اسرائيل تشك في تصميم الرئيس اوباما على وقف البرنامج النووي الايراني".واوضح هذا الاستاذ في جامعة بار ايلان قرب تل ابيب ان في وسع نتانياهو الافادة من "تراجع شعبية اوباما في الولايات المتحدة على ضوء اخفاقاته على الصعيد الداخلي ولا سيما لدى الناخبين اليهود الذين صوتوا له بكثافة".وفي المقابل, يرى محللون اخرون في اسرائيل ان قسما كبيرا من اليهود الاميركيين غير مستعد لتبني دعم ايباك غير المشروط لاسرائيل.واعربت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية الواسعة الانتشار الاثنين عن تخوفها من "فقدان دعم شريحة كاملة من اليهود الاميركيين هي اليسار المعتدل الذي يعتبر سياسة نتانياهو (الاستيطانية) استفزازية".ووجه عدد من اعضاء فريق اوباما في طليعتهم جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وكبير مستشاري البيت الابيض ديفيد اكسلرود, انتقادات شديدة اللهجة الى المشروع الاستيطاني في القدس الشرقية, حاملين ايضا على توقيت اعلانه.ومن المقرر ان يلقي كل من نتانياهو وكلينتون كلمة خلال المؤتمر السنوي لايباك المقرر بين 21 و23 اذار/مارس.وفي ذات السياق اتهم وزير اسرائيلي كبير من حزب الليكود " في الحكومة الاسرائيلية الرئيس الامريكي باراك ابوما بالتدخل في الشؤون السياسية الداخلية لاسرائيل، ويحاول التأثير على الائتلاف الحكومي الحالي بهدف اسقاط رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ، وذلك من خلال "طرح المزيد من المطالب التي يعارضها اصلا احزاب اليمين المشاركة في الحكومة الاسرائيلية، وكذلك عدد من اعضاء حزب الليكود الذين بدأوا حملة داخل حزب الليكود لمواجهة هذه المحاولات". ونشرت صحيفة " معاريف" عبر صدر صفحتها الاولى ان الادارة الامريكية اعتبرت الاهانة التي لحقت بنائب الرئيس الامريكي اثناء تواجده في اسرائيل والمتمثلة " بالاعلان عن بناء 1600 وحدة استيطانية في مدينة القدس " اهانة تتطلب العقاب وهذا حسب بعض الاوساط الاسرائيلية. واضافت الصحيفة ان وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون فتحت هذا الحساب، عندما اتصلت يوم الجمعة الماضي هاتفيا مع نتنياهو وطلبت منه 3 مطالب بشكل مباشر، حيث طلبت منه الغاء فوري لقرار البناء وتجميد الاستيطان داخل مدينة القدس، والثاني القيام بخطوات حسن نية اتجاه الفلسطينيين للتقدم بعملية السلام في المنطقة يشمل الافراج عن اسرى، ويجب الاعلان عن ذلك قبل وصول المبعوث الخاص للشرق الاوسط جورج ميتشل الثلاثاء القادم، والموضوع الثالث يتعلق بالمفاوضات حيث اكدت ان المفاوضات سوف تشمل كافة المواضيع والقضايا الاساسية وليس كما كانت تطلب اسرائيل الجوانب الفنية للمفاوضات مقدمة لفتح مفاوضات مباشرة، وقد استمرت المحادثة الهاتفية الى 43 دقيقة وتم تسريب بعض ما جاء فيها اليوم. واوضحت الصحيفة ان التقديرات الاسرائيلية والتي دعمتها المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة تشير الى دور الجيش الامريكي لهذا الضغط والمطالب الامريكية على اسرائيل، بحيث قدم قائد المنطقة الوسطى للجيش الامريكي ديفيد بتريوس للبنتاغون تقديراته لاستمرار الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، والذي يؤثر بشكل كبير على كامل منطقة الشرق الاوسط، وحل هذا النزاع سيساهم بشكل كبير على حل العديد من الصراعات والنزاعات في المنطقة". واشارت " ان الادارة الامريكية اعتبرت الموقف الاسرائيلي اثناء زيارة نائب الرئيس الامريكي خطوة خطيرة جدا، بحيث اعتبر احد كبار المسؤولين في المنظمات اليهودية الامريكية ان الازمة التي نشبت بين اسرائيل وتركيا كانت كبيرة، مع ان الامر هنا مختلف من ناحية اهمية امريكا وكذلك طابع الاهانة، لذلك على الحكومة الاسرائيلية ان تفهم ان الادارة الامريكية سوف تقوم بعقابها بشدة على هذا الموقف".