خبر : قريع: نحذر من حرب دينية.. وانتفاضة شعبية ستندلع بفعل الهجمة الإسرائيلية على القدس

الإثنين 15 مارس 2010 02:56 م / بتوقيت القدس +2GMT
قريع: نحذر من حرب دينية.. وانتفاضة شعبية ستندلع بفعل الهجمة الإسرائيلية على القدس



رام الله / سما /  قال أحمد قريع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، اليوم، إن ’مدينة القدس وكل ما فيها يتعرض لخطر حقيقي من قبل الاحتلال الإسرائيلي.. وإن استمرت الاستفزازات الإسرائيلية ستندلع انتفاضة شعبية’. وأضاف قريع، في مؤتمر صحفي عقد في مكتبه ببلدة أبو ديس شرق محافظة القدس المحتلة، أن ’الضغط الذي يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني حاليا بسبب الإجراءات الإسرائيلية خصوصا في القدس المحتلة يدفع باتجاه اندلاع العنف مجددا في المنطقة، واندلاع انتفاضة شعبية جديدة قد تكون تعبير عن رفض شعبي لما يجري’. وتابع أنه ’لا أحد يملك قرار إطلاق انتفاضة شعبية سوى الشعب الفلسطيني، الذي لن يصبر طويلا الممارسات الإسرائيلية الاستفزازية الجارية في القدس المحتلة، ولم تتخذ القيادات الفلسطينية في السابق هذا القرار بل كان تعبيرا شعبيا رافضا للحالات السائدة’. وقال ’مساء اليوم سيكون هناك احتفال بافتتاح كنيس جديد مجاور للمسجد الأقصى في محيط مسجد عمر، بهدف مواصلة تغير المعالم الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة’. وكشف قريع عن بيانات تهديد وجهت إلى أهالي البلدة القديمة في القدس تطالبهم بترك منازلهم والرحيل عن هذه الأرض التي وصفتها البيان  بـ’الإسرائيلية’، مشيرا إلى أن ذلك يعبر عن ’توجه عام لإسرائيل نحو التطرف واستهداف كل ما هو فلسطين وعربي ومسلم في المدينة المقدسة’. وقال ’أتمنى أن لا تكون هناك مزيد من الاستفزازات تؤدي إلى ما هو أخطر في الأراضي الفلسطينية’. وأكد أن المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية لا يمكن أن تستهدف دون تحديد مرجعيتها وفي أساسها الوضع القائم في مدينة القدس، لأنه لا يمكن أن يكون هناك سلام حقيقي في المنطقة دون القدس، ما يجري حاليا يشير إلى أن إسرائيل تبتلع كل حجر في القدس المحتلة. وقال إن ’إسرائيل ومن خلال المشاريع الاستيطانية التي تعلن عنها بين الفينة والأخرى تقوم بعملية تشطيبات نهائية لإغلاق مدينة القدس بالكامل عن محيطها العربي، ما يعني أنه لن تكون هناك فرص حقيقة للسلام في المستقبل في ظل ما يجري’. واستطرد قريع: أن ’أي مساس بالمسجد الأقصى المبارك وبكنيسة القيامة يعني تفجير المنطقة بأكملها لأنه لن يكون هناك سلام دون المسجد الأقصى، وإن اعتقدت إسرائيل أن بإمكانها هدم المسجد الأقصى وإقامة كنيس مكانه فهي مخطئة’. وأكد ان السنة الأخيرة كانت الأصعب في تاريخ مدينة القدس التي تعرضت لإجراءات إسرائيلية غير مسبوقة من التهويد والتضييق على المواطنين هناك، وان ما يجري اليوم ويوم غد الثلاثاء في محيط المسجد الأقصى هو الأخطر على الإطلاق، بفتح المجال أمام اليهود المتطرفين من مختلف أرجاء العالم للممارسة طقوسهم الدينية في الأماكن الإسلامية، وبناء كنيس يهودي على أرض إسلامية وفوقها. وأشار إلى ان القدس وكل ما فيها يتعرض لهجمة غير مسبوقة بما فيها المقدسات والآثار الإسلامية والسكان، وذلك يجري وفق خطة إسرائيلية محكمة بهدف تهويد المدينة، وتدمير الوجود العربي والإسلامي فيها، ومن يتابع الأوضاع على الأرض يتأكد أن إسرائيل تسعى لتغيير الوجه الإسلامي للمدينة. وتابع قائلا:’ اليوم سيكون هناك احتفال بافتتاح كنيس يهودي عند المساء ومن المتوقع أن يشارك فيه عدد من القادة الإسرائيليين بينهم رئيس الكنيست رؤوف رفلين، ما يعني أن الدولة الإسرائيلية والمؤسسة الرسمية توفر الدعم لهؤلاء المتطرفين. وقال إن البيان الذي وزع على المقدسيين والذي يدعوهم لترك منازلهم لن يمر هكذا بل يجب على الجميع التصدي له، ولا يعبر فقط عن وجهة نظر المتطرفين الإسرائيليين بل أن هذا يعتبر سياسة رسمية للدولة في تهجير المقدسيين، خصوصا أن البيان يدعو الفلسطينيين إلى ترك بيوتها لأنها كما يزعمون أملاكاً لليهود. وأضاف أن إسرائيل تخطط للاستيلاء على مدينة القدس منذ عشرات السنين وقدم خارطة إسرائيلية طبعت عام 1888 تشير إلى موقع المستوطنات الإسرائيلية التي يجري بنائها حاليا، ما يعني أن إسرائيل تواصل الاستيطان وتهويد القدس بسياسة ممنهجة. وقال قريع: ’ إذا كان هذا هو المنطق الإسرائيلي في التعامل مع القدس والمواطنين المقدسيين المسلمين والمسيحيين، كيف لنا ان نصل إلى سلام حقيقي وعقلية الاستيطان تسيطر على الحكومة الإسرائيلية والمتطرفين الإسرائيليين’. وأضاف، ان إسرائيل أيضا تعمل على تغيير الوضع داخل البلدة القديمة من مدينة القدس بأكملها، ويتمثل ذلك في البناء الاستيطاني المتواصل داخل الأسوار، وفي سحب هويات المقدسيين، حيث أقدم الاحتلال على سحب 4557 هوية عام 2008 فقط، في حين لم يتجاوز عدد الهويات التي جرى سحبها منذ احتلال القدس حتى ذلك التاريخ سوى 8 آلاف هوية. وأوضح قريع أنه العملية داخل البلدة القديمة تتم بالتوازي مع الاستيطان خارجها، إذ أن إسرائيل تحط القدس العربية بحزام من المستوطنات من الشمال حتى الجنوب ومن الشرق حتى الغرب، وأن ما يجري من إضافة وحدات سكنية إلى هذه المستوطنة أو تلك يمثل إحكاما للطوق الاستيطاني المفروض على القدس المحتلة. وبين قريع انه داخل الأحياء العربية الواقعة ضمن حدود بلدية الاحتلال يجري المضايقة على السكان ومصادرة أموالهم وهدم بيوتهم تحت حجج واهية منها إنشاء حدائق توراتية أو السيطرة على المنازل العربية بزعم أنها مملوكة لإسرائيليين، وغيرها من المبررات المفتعلة. وقال: ’ عن ذلك يعني أنه سوف يصبح من المستحيل في المستقبل الفصل بين الأحياء العربية واليهودية في أي عملية مفاوضات سوف تجري لاحقا، ما يعني أن إسرائيل سيطرت على القدس وفرضت أمرا واقعا جديدا’. وأضاف قريع ’ إذا اعتقدت إسرائيل أنها وعبر هذه الممارسات يمكن أن تجعل الفلسطينيين جزء من الاحتلال فهي مخطئة، لأنه لن يكون هناك أي حل أو أي سلام في الشرق الأوسط دون القدس، ولن ينعم أحد بالاستقرار إذا لم يحصل الفلسطينيون على القدس الشرقية كاملة عاصمة لدولتهم’. وأوضح أن المطلوب من الإدارة الأميركية حاليا هو أن تحدد مرجعيات واضحة لأي عملية مفاوضات يمكن أن تجري في المستقبل، وأنه لن تكون هناك مفاوضات قبل الاتفاق أولا على وضع القدس المحتلة. وتوجه قريع إلى الشعب الفلسطيني وطالبه برص الصفوف والوحدة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية وتتعرض فيها القدس للتهويد، ودعا حركة حماس إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية من أجل الوقوف صفا واحدا في مواجهة الاحتلال. كما توجه قريع إلى القمة العربية التي من المتوقع أن تعقد نهاية الشهر الجاري في ليبيا، بدعوة إلى أن تكون القدس والمسجد الأقصى هي زاوية انطلاق القمة وأساس عقدها، ودعا العرب للوقوف إلى جانب القدس بالدعم والمساندة للتصدي للمشاريع الإسرائيلية المتصاعدة لتهويد المدينة والتي رصد لها الملايين من الدولارات. وعلى الصعيد السياسي، أعتبر قريع أن إعلان إسرائيل عن إنشاء 1600 وحدة استيطانية خلال زيارة جو بايدن نائب الرئيس الأميركي بارك أوباما،  والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتتشل هي رسالة واضحة للولايات المتحدة وللعالم أن إسرائيل ماضية في الاستيطان ولا تحترم أحد. وأضاف ’نرحب بالرد الأميركي الرافض للاستيطان والمنتقد له، ولكن نطالب بإجبار إسرائيل على وقف الاستيطان والالتزام بمرجعيات عملية السلام وأسس إطلاق المفاوضات’. وجدد قريع التأكيد أنه ليس هناك أية إمكانية للدخول في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة في ظل تواصل تحديد إسرائيل للمجتمع الدولي بالاستيطان، وتحديد المسلمين والمسيحيين بانتهاك حرمات أماكنهم الدينية واستهدافها المباشر، محذرا من اندلاع حرب دينية في حال تواصل الاستهداف الإسرائيلي للمسجد الأقصى.