خبر : عالق مع ايفات ويشاي../معاريف

الإثنين 15 مارس 2010 11:25 ص / بتوقيت القدس +2GMT
عالق مع ايفات ويشاي../معاريف



سياسي التقى الوزير ايلي يشاي يوم الاربعاء الماضي، في عين العاصفة التي اثارتها اللجنة اللوائية باقرارها البناء في هار شلومو. واهتم الرجل بالسؤال: "حسنا، كيف كانت التوبيخات التي تلقيتها من رئيس الوزراء؟". من هنا تختلف الروايات. فقد أقسم السياسي بان الوزير يشاي قال له: "أي توبيخات في رأسك؟ نتنياهو غمزني فقط وربت لي على كتفي". اما يشاي فينفي، وهو يقول: "لم أقل امورا كهذه، ابدا لا". كان أم لم يكن، فان نتنياهو يتورط في هذه الايام ليس فقط مع الامريكيين بل ومع ائتلافه. رئيس الوزراء يجلس على الليكود ويضع قدميه على اسرائيل بيتنا وعلى شاس. اذا اهتز احد هذه الاضلاع الثلاثة، فيمكن لنتنياهو ان يحتسب طريقه الى بيته. هذا هو السبب الذي يجعل نتنياهو يعمد على الا يغضب ليبرمان أو يشاي ابدا. وهذا هو السبب الذي يجعل نتنياهو لا يدخل كديما الى حكومته حتى لو اضطر ليبرمان الى المغادرة. فمن ناحيته هما اللذان ضمنا له رئاسة الوزراء بعد الانتخابات الاخيرة وهما اللذان سيضمنان له الانتصار حتى بعد الانتخابات القادمة ايضا. نتنياهو لا يمكنه ان يلعب مع شاس وليبرمان في أي موضوع سياسي حقيقي ليس تصريحيا وبالتأكيد ليس في موضوع وقف البناء في القدس. كما أنه ليس مريحا لمركز الليكود ايضا أن يسمع اليوم تصريحات معتدلة. ممثلان اصيلان عن هذا المركز يجلسان في سباعية الوزراء ولا يسمحان لنتنياهو بالحراك. احدهما هو بيني بيغن والثاني هو بوغي يعلون. أمس مساء عقد يعلون في وزارته اجتماعا لنشطاء القيادة الوطنية في الليكود. وفهموا بان اسرائيل لن تتنازل ابدا عن أي مستوطنة. وزير في السباعية قال أمس ان نتنياهو سيعطي جوابا سلبيا لهيلاري كلينتون التي تطالبه بالغاء خطة البناء في هار شلومو. بوضوح وجلاء. نتنياهو كان ينبغي أن يتصدى يوم الخميس القريب القادم في حدائق المعارض لمئات اعضاء الليكود في موضوع هامشي تقريبا بالنسبة الى القدس – تجميد البناء في المستوطنات. نتنياهو لم يرغب في هذا الاجتماع الذي فرض عليه باوامر من محكمة الليكود. وبذل امس جهودا كبرى لتجاوز المشكلة وليس للتصدي لها. فهو يريد السعي الى انهاء التجميد في ايلول. وقد تراهن مع رئيس الكنيست روبي ريفلين بان هكذا سيفعل ولكن ليس لديه الشجاعة ليعلن ذلك هذه الايام. اجتماع المركز تأجل رغم انه اُرسلت مئات الدعوات. ويكرر نتنياهو هذه الايام حقا التراجيديا التي رافقته في 1996. وهو مرة اخرى يضطر الى تنفيذ سياسة يكرهها. في الولاية السابقة حاول التملص من اتفاقات اوسلو، تورط بالاكاذيب وامسك به كمخادع في نظر الرئيس كلينتون ووزيرة الخارجية اولبرايت. حين وصل الى امريكا لم يجد مكانا يهبط فيه. وفي نهاية المطاف وقع دون رغبة منه على اتفاقات واي التي سرعت نهايته، ولم تجدي نفعا كل التفسيرات الوطنية. اليمين المتطرف اسقطه. الوضع اليوم مشابه. نتنياهو يغرق في التزامه السياسي الذي يكلفه أزمة خطيرة مع الولايات المتحدة. اذا ما رفض لاوباما وانهى ايضا التجميد، لعل حزب العمل سيغادر وسيبقى مع 61 نائبا. نتنياهو ليس ارئيل شارون بحيث يلقي بالليكود، شاس وليبرمان ويضم كديما الى خطوات تاريخية لا يؤمن بها. نحن نسير نحو تفاقم المواجهة، وعليه فان الخطوة التالية لنتنياهو ستكون تجنيد الجمهور بكل القوة حول الفكرة والاجماع حول القدس الموحدة.