خبر : انذار لنتنياهو../ التهديد الامريكي../ اقرار البناء في شرقي القدس يهدد بتدهور العلاقات الاسرائيلية – الامريكية الى درك غير مسبوق../يديعوت

الأحد 14 مارس 2010 11:31 ص / بتوقيت القدس +2GMT
انذار لنتنياهو../ التهديد الامريكي../ اقرار البناء في شرقي القدس يهدد بتدهور العلاقات الاسرائيلية – الامريكية الى درك غير مسبوق../يديعوت



رئيس الوزراء لم يستشرف ذلك. ظن أن الازمة التي أثارها اقرار مخططات البناء في شرقي القدس في اثناء زيارة نائب الرئيس بايدن باتت خلفه. وان الامريكيين قبلوا تفسيراته. ولكن عندها جاءت المكالمة الهاتفية من وزيرة الخارجية ومعها الطلب القاطع: أوقف البناء في شرقي القدس.  في حديث هاتفي اجري عشية السبت واستمر قرابة 45 دقيقة، وبخت هيلاري كلينتون نتنياهو على سلوكه في القضية وطلبت منه بشكل لا لبس فيه ممارسة صلاحياته والعمل على الغاء القرار ببناء 1.600 وحدة سكن في حي رمات شلومو في شمالي القدس. ولم تقبل بشروحات رئيس الوزراء على أن القرار اتخذ من لجنة مستقلة غير خاضعة لديوان رئيس الوزراء، وان على أي حال البناء لن يخرج الى حيز التنفيذ في السنوات الثلاث القريبة القادمة. مع ان كلينتون لم تستخدم كلمة انذار، ولكنها طرحت الطلب بالغاء البناء كشرط لازب سيسمح باستئناف محادثات التقارب بين الطرفين. وافادت "واشنطن بوست" امس بانهم ألمحوا في الادارة بانه اذا لم تفي اسرائيل بالطلب الامريكي، فسيكون مس بالدعم العسكري الامريكي لاسرائيل. ويشار الى أن الحديث لا يدور عن مس بالمساعدة العسكرية السنوية التي تنقلها الولايات المتحدة الى اسرائيل. نتنياهو، الذي فوجيء من شدة الرد الامريكي، وعد كلينتون بطرح الامور على محفل السباعية. وبالفعل، انعقد أمس المحفل للبحث في الموضوع، البحث الذي بدأ امس سيستمر اليوم ايضا ولكن في هذه الاثناء اتخذ السباعية قرارا أوليا بتشكيل فريق من المدراء العامين لفحص تسلسل الاحداث التي خلقت أزمة في اثناء زيارة نائب الرئيس بايدن. اللجنة، التي سيترأسها مدير عام ديوان رئيس الوزراء ستبلور أنظمة تمنع تكرار مثل هذا الحالات في المستقبل. مصدر كبير في الحكومة اطلع على الطلب الامريكي قال أمس انه سيكون ممكنا الاستجابة له. مهما يكن من أمر، لا ريب أن العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة وصلت الاسبوع الاخير الى درك يكاد يكون غير مسبوق، مثل ذاك الذي وقع قبل نحو عشرين سنة حين اعلن وزير الخارجية في حينه جيمس بيكر بانه اذا اراد الاسرائيليون ان يتحدثوا معه فليتصلوا بمركزية وزارة الخارجية. الهجوم على نتنياهو يقوده الرئيس اوباما وتنضم اليه شخصيات اخرى في الادارة، يعرضون رئيس وزراء اسرائيل ككاذب، وكرجل لا يمكن تصديقه. في محادثات مع مسؤولين كبار في الادارة ومع نظرائهم الاسرائيليين في محيط نتنياهو تتكرر عدة مرات كلمات "كذب" وحتى "كذب تام".  هكذا مثلا، في واشنطن يدعون بان اسحق مولكو، ممثل نتنياهو الى المحادثات مع السناتور جورج ميتشيل، وعد بان يتوقف البناء في شرقي القدس على الارض، رغم أن الطرف الاسرائيلي سيواصل عمليا الادعاء بان التجميد لا ينطبق على البناء في القدس. مستشارو نتنياهو يقولون معقبين: "كذب تام". وبزعمهم "مولكو وعد فقط الا يفاجأ الامريكيون والامتناع عن احداث تحرجهم. وكان المقصود أن يشرف نتنياهو بشكل شخصي على لجان التخطيط بهدف عدم احراج ميتشيل الذي يحاول استئناف المحادثات مع الفلسطينيين".  الجديد في الازمة الحالية هو التلميحات التي يطلقها الامريكيون باتجاه نتنياهو من حيث أن الرفض الاسرائيلي من شأنه أن يؤدي الى مس بالدعم العسكري. هذا بالضبط ما ينبغي أن يتذكره كل اولئك الذين يطالبون الا يرعبنا الامريكيون.  نتنياهو يفهم عما يدور الحديث وماذا يوجد على كفة الميزان، وعليه فمنذ أمس بدأ في جولة محادثات طوارىء مع زعماء لمنظمات يهودية في امريكا في محاولة لتجنيدهم امام البيت الابيض. بالتوازي تحدث أيضا مع المستشارة الالمانية انجيلا ماركل ورئيس وزراء بريطانيا برلسكوني. وعرض عليهما ان الامريكيين يتعاملون معه بشكل مغاير عن اسلافه.  الى جانب هذه الخطوات سارع نتنياهو الى دعوة محفل السباعية. المشكلة هي أن تركيبة السباعية لا تسمح له باتخاذ أي قرار في المسائل المتعلقة بالمفاوضات مع الفلسطينيين.