خبر : فرح أم ازمة تالية (افتتاح كنيس الخربة)../معاريف

الأحد 14 مارس 2010 11:29 ص / بتوقيت القدس +2GMT
فرح أم ازمة تالية (افتتاح كنيس الخربة)../معاريف



كل من يجتاز البوابة الحديدية ليدخل الى الكنيس المرمم "خربة يهودا"، سيصاب بالدهشة. هذا مؤكد. في اطلالة عاجلة الى الداخل كي يقتنع المرء بان هذا هو أحد المباني الجميلة في الدولة، اعجوبة معمارية يمكنها أن تنافس افضل المتاحف، الكنائس والمساجد المعروفة في العالم. كم حزين ان تدشين المكان الفاخر هذا يترافق وخلاف دولي بهذا القدر من العمق، الذي اضافة الى الاضطرابات التي يعد بها الفلسطينيون، من شأنه أن يلقي بظلاله على احتفالات اليوم وغد. خمس سنوات و 10 مليون دولار استغرقت اعادة بناء المكان. التمويل جاء من الدولة ومن الثري موضع الخلاف، فادم رابينوفتش، رئيس الكونغرس اليهودي الاوكراني. النتيجة رائعة. مبنى بارتفاع 25 مترا في فضاء داخلي مذهل ودائري. السطح الخارجي تعلوه قبة كبيرة. شرفات خارجية وداخلية جميلة تحيط بالكنيس من الداخل ومن الخارج. في الزوايا الاربع من المبنى رسومات جدارية ساحرة للمواقع التراثية: برج داود، مغارة المكفيلا، قبر راحيل ومدينة طبريا. حول الخزانة المقدسة العالية امام الصندوق، الواح خشبية مميزة مطلية بالذهب. وتحت الكنيس ينكشف درب الى الشارع العتيق من عهد البيت الثاني. وفي الطابق الاول، داخل منصة زجاجية سميكة وضعت جبة نابليون الشهيرة التي جيء بها من متحف حيفا. وحسب التقاليد، فان الاستراتيجي العسكري الذي فر بعد الهزيمة الفرنسية امام الروس في 18/12، منح الجبة لليهود الذين وفروا له المأوى فنسجوا عليها ايات بخيطان من الذهب والفضة. وانتقلت الجبة الى حاخام كنيس الخربة وكانت تعرض فيه في الاعياد المركزية. واليوم جاء مرة اخرى عيد مركزي كهذا. هذا المساء سيتم ادخال كتاب التوراة الاول الى الكنيس. المسيرة ستخرج من المبكى، على مسافة 200 متر من الخربة تقريبا. والانفعال سيكون هائلا، على أي حال، مرتين هدم كنيس خربة الذي بني على ما يبدو في بداية القرن الـ 18. مرة احرقه المسلمون بعد أن يئسوا من تلقي اموال الديون التي خلفها الموالون للحاخام يهودا ممن بنوا الكنيس في البداية. وفي المرة الثانية في ايار 1948، فجر قائد الجيش الاردني عبدالله التل الكنيس، الذي كان في المكان منذ 84 سنة. ومنذ ذلك الحين رممه تلاميذ العبقري من فيلنا. نتنياهو لن يصل الى الاحتفالكنيس الخربة يعتبر في نظر الكثيرين مركزا دينيا، سياسيا وثقافيا هو الاهم منذ خراب الهيكل. ولهذا السبب ثمة لتدشين البيت معان هائلة. عشرات الشرطة والحراس احاطوا امس الكنيس في الوقت الذي اجريت فيه الترميمات الاخيرة. من ناحية المسلمين يدور الحديث عن المبنى الاعلى في البلدة القديمة الذي يطل من فوق على المساجد بما فيها قبة الصخرة ومسجد الاقصى. ولعل هذا هو السبل المركزي للاستياء العام في المكان. وقال لي أمس احد ما في الحي اليهودي: "هم بالتأكيد يعتقدون اننا اصبحنا سويسرا، هناك يقطعون مآذن المساجد العالية. وجاءت احتفالات تدشين الموقع في فترة حساسة على نحو خاص. البناء المتوقع في هار شلومو والنزاع المتعمق مع الولايات المتحدة واوروبا تدفع الفلسطينيين للخروج الى الشوارع. كما أنهم لا يريدون أن يروا مواقع تراثية اخرى تنبت في اماكن يعتبرونها ارضا محتلة. احد ما وجد ايضا امورا كتبها الجنرال الاردني عبدالله التل وعد فيها الا تقام كنس يهودي في القدس بعد اليوم بعد أن فجر الخربة وكنيس "تفئيرت يسرائيل". ومن المعقول الافتراض بان المسلمين لا يحبون من يخرق اليوم هذه الوصية المشكوك فيها.رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لن يكون غدا في احتفال التدشين. هذا وحده ينقصه حيال الامريكيين وبشكل عام. رئيس الكنيست روبي ريفلين سيكون مع الحاخامين الرئيسين يونا متسغار وشلومو عمار. والى الاحتفال سيصل ايضا هربرت صموئيل ابن 97 سنة. قبل 90 سنة وقف ابو جده، هربرت صموئيل، المندوب البريطاني السامي الاول (واليهودي) على مدخل الكنيس وتلا صورة نحمه. ويقال انه على اية "على كرسيه لن يجلس غريب" شدد بنبرة خاصة