في أواخر ستينيات القرن الماضي . ظهرت الوطنية الفلسطينية الحديثة , و ازداد تأثيرها في الوسط الشعبي بشكل واسع , و خاصة بعد هزيمة عام 1967 والتي هزمت فيها الجيوش العربية واستطاعت إسرائيل احتلال ما تبقى من فلسطين التاريخية , فتم احتلال الضفة الغربية التي كانت تحت سيطرة الإمارة الهاشمية في الأردن وقطاع غزة تحت الإدارة العسكرية المصرية . نشطت فصائل العمل الوطني بعد هزيمة حزيران وتحت وطأة الهزيمة دار الجدل السياسي الأيديولوجي الحاد بين الفلسطينيين عن دورهم الخاص في النضال , وحسم الجدل لصالح الوطنية الفلسطينية وتحت تأثير ذلك استطاعت حركة فتح وفصائل المقاومة الأخرى ، تجنيد الآلاف من الشبان الفلسطينيين وكذلك تحول حركة القوميين العرب إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، ذات الحضور الوسع في الوسطين الفلسطيني و العربي . ومنذ تلك الفترة أصبحت الوطنية الفلسطينية بتياريها حركة فتح و الجبهة الشعبية التيار الرئيس الكاسح في المجتمع الفلسطيني . إن وطأة حرب حزيران وهزيمة الجيوش العربية كانت بالأساس هزيمة لشعارات كانت سائدة ردحا من الزمن تبنته الفصائل و الأحزاب الفلسطينية في تلك الفترة , فأحزاب القوميين العرب وتيارهم الرئيسي في فلسطين حركة القوميين العرب بزعامة جورج حبش و البعثيين الفلسطينيين الذين كانوا يحملون شعار قومية المعركة , "تحرير فلسطين يأتي من خلال الوحدة العربية و الدور القومي في تحرير الأرض من الإحتلال" . وهناك تيار كان حضوره مستترا وضعيفاً في أوساط الفلسطينيين كان يطرح شعارا إسلاموية القضية" فاللوصول إلى المجتمع العابد المتجه إلى الله تعالى يقتضي بناء النظام الإسلامي المجتمعي " وهي فترة إعداد في أوساط الناس أي" من الفرد العابد إلى المجتمع العابد " و التهيئة المجتمعية و الإعداد يكون تحت عباءة الإسلام وهنا كانت تسعى أحزاب الإسلام السياسي من جعل المسلم العربي أو الباكستاني أو الماليزي له في فلسطين مثل ما للفلسطينيين المسلمين وأكثر من المسيحي الفلسطيني تحت تأثير الخطاب الديني التقليدي , و لم يكن هنا للوطنية و لشعاراتها وللخاص الفلسطيني أي حضور , هذا بالرغم من المحاولات التي كانت تحدث هنا و هناك , ففي بداية الستينات وقبل تشكل حركة فتح بسنوات جرت محاولات بائسة لدفع الإخوان المسلمين إلى تبني النضال الوطني الفلسطيني والشروع في الجهاد ضد المحتل الصهيوني , ولكن هذه المحاولات لم تشكل الشكل الرئيس لعمل الإخوان , ففشلت المهمة بخروج عشرات الشبان من حركة الإخوان المسلمين في قطاع غزة بالتحديد , والتفكير بتشكيل حركة سياسية فلسطينية جديدة تطرح الكفاح المسلح و الشروع به ضد المحتل وكانت في هذا السياق بداية نشاط العديد من الشبان منهم خليل الوزير " أبو جهاد " في تشكيل الأنوية المقاتلة التي سرعان ما أعلن عنها وبشكل شمل مختلف مناطق الوطن , في تلك الحقبة في قطاع غزة و الضفة الغربية وفي الشتات وما اصطلح على تسميته لاحقا بحركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " تحت تأثيرات إنتصارات الثورة الجزائرية و الكوبية و الفيتنامية .........الخ ." و يشار هنا و توخيا للموضوعية بأن حركة القوميين العرب بتشكيلاتها المسلحة كانت قد سبقت حركة فتح بعدة سنوات في الشروع بتشكيل المجموعات المسلحة و التي باشرت بشن العديد من العمليات العسكرية المؤلمة و الموجعة ضد الإحتلال الإسرائيلي " ولكن بدون إعطاء الخصوصية الوطنية الفلسطينية الأولوية والسمة العامة للنضال الوطني الفلسطيني , كما أكد ذلك د جورج حبش في أكثر من مناسبة . بدأ العصر الذهبي للوطنية الفلسطينية , وتوج ذلك بدخول فصائل العمل الفدائي إلى منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت في ذلك التاريخ , أوائل السبعينات تحت تأثير النظام الرسمي العربي, وكانت الكرامة المعركة الوطنية الأولى التي صمد فيها الفدائي الفلسطيني في مواجهة الهجوم العسكري الإسرائيلي وهنا وأمام الدعم الهائل الذي لاقاه العمل الفدائي و الالتفاف الشعبي الفلسطيني و العربي تجمعت الشرعيات الفلسطينية في الشرعية النضالية الثورية و الشرعية السياسية المقاومة أي التمثيل الفلسطيني المستقل ولأول مرة في التاريخ الفلسطيني المعاصر أصبح هناك ممثل شرعي للنضال الفلسطيني تم اكتسابه أولا بانطلاق المقاومة المسلحة, التي قامت بالعديد من العمليات العسكرية المؤذية للعدو وثانيا بإعطاء الخاص الوطني الفلسطيني أولوية في تتطلع الفلسطينيين بأنفسهم لتحرير أرضهم ضمن علاقة تفاعل مع عالمهم العربي وتحالفاتهم العالمية المناهضة للاستعمار وللنظام الرأسمالي الغربي الذي يدعم دولة إسرائيل . وثالثا بإ نضواء العديد من التشكيلات السياسية و العسكرية الفلسطينية الفاعلة في ذلك الحين وخاصة حركة فتح و الجبهة الشعبية في إطار م ت ف , التي شكلت لكل الفلسطينيين أينما تواجدوا القوة المعنوية الهائله و الأمل في التحرر و االعودة . هذه المقدمة لابد منها حتى ندلل على الخطأ الفادح الذي وقع فيه الإسلاميون الفلسطينيون " متمثلين في حركة الإخوان المسلمين وحزب التحرير في ذلك الوقت " في عدم تبنيهم للخاص الوطني الفلسطيني و إستنكافهم عن الاندماج في العمل المقاوم الفدائي لمواجهة المحتل .بقيت الصورة على هذا النحو حتى عام 1987 عام الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي يسجل للوطنية الفلسطينية بقيادة فصائل م.ت.ف. بأنها هي من أشعلها وتبناها. أمام ضغط الشارع , ومتطلبات المرحلة اضطرت حركة الإخوان المسلمين ذات الجذور الاخوانية إلى الالتحاق بالانتفاضة و الدخول بمواجهة مفتوحة مع الاحتلال وبالتالي ظهور حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى العلن بتاريخ 11/12/1987.إن التحاق حركة الإخوان المسلمين في النضال الوطني الفلسطيني يسجل انجازا للوطنية الفلسطينية بانضمام قوة كانت تشكل طيلة عملها ومنذ انطلاق المقاومة الفلسطينية حتى عام الانتفاضة الأولى عنصرا كابحا لنشاط الفصائل الفلسطينية وكانت تخوض مواجهات دامية مفتوحة مع الوطنية الفلسطينية تحت شعارات و أجندات اجتماعية فارغة كان الاحتلال يشجعها ويدعمها وكانت إسرائيل تعد سيناريوهات كي يشكل الإسلام السياسي في فلسطين بديلا مفاوضا للوطنية الفلسطينية و م ت ف الأمر الذي فشلت في تحقيقه. إلا أن هذا الانجاز التاريخي بانضمام الإسلام السياسي والمتمثل بحركة حماس و الجهاد الإسلامي قبلها إلى النضال الوطني الفلسطيني , لم يصل إلى مستوى المشاركة في التمثيل السياسي ل م. ت. ف.بل أصبحت حركة حماس هي التحدي الأبرز على الصعيد الوطني ل م.ت.ف. و منافستها عن جبهة التمثيل السياسي . وتمايز نفسها عن المنظمة في برنامجها و نشاطها السياسي .و بحسب النظام الأساسي لحركة حماس الذي يصف المنظمة بأنها علمانية و"عندما يتم أسلمتها يمكن الانضمام إليها بل و السيطرة عليها ببرنامج إسلامي جهادي واضح " , ونعتقد هنا أن العداء للوطنية الفلسطينية بهذا الشكل التناحري الذي وصل إلى حد الاشتباك المسلح معها و الانقلاب فيما بعد عليها بشكل دموي مريع كان له أسبابه أولا : بضعف حالة الجدل الداخلي لدى الإسلام السياسي حول موضوع الهوية الوطنية و الموقف منها و عدم القيام بمرجعات فكرية و سياسية لتصويب المواقف الخاطئة ، خاصة و اننا نحن الفلسطينيين نمر في مرحلة تحرر وطني الأمر الذي يقتضي تعزيز الوحدة الوطنية ذلك لأن جميع شرائح المجتمع و فئاته الإجتماعية متضررة من الإحتلال الصهيوني القائم على الإستيطان و إقتلاع الشعب من أرضه . و يعود ذلك إلى أن حركة الإخوان المسلمين تضع أولوية لنشاطاتها الإجتماعية و الإقتصادية ذات العباءة الدينية على حساب المشروع السياسي و المواجهة مع الإحتلال ذلك لأنها تستند إلى مرجعيات دينية سياسية متطرفة أصولية كأفكار أبو الأعلى المودودي وسيد قطب في كتابه الشهير معالم في الطريق الذي يحدد فيه رؤيته لطبيعة المجتمعات العربية الراهنة حيث يقول "أن النظام الاجتماعي يعيش وضعية الجاهلية التي تقوم على الاعتداء على سلطان الله في الأرض , وعلى أخص خصائص الألوهية وهي الحاكمية , و الحاكمية في الوضع الجاهلي تستند إلى البشر فتجعل بعضهم لبعض أربابا ..... فينشأ عن هذا الوضع " الاعتداء " جاهلية , جاهلية التصورات و العقائد و العادات و التقاليد و الثقافة و الفنون و الآداب و الشرائع و القوانين ". ويذهب قطب إلى درجة أن يقول " لا صلح مع الواقع الاجتماعي بصورته الحالية " وهنا تظهر مقولة و أفكار تكفير المجتمع الذي شهد تجلياته في فكر التكفير و الهجرة في مصر وسلوك حركة حماس في قطاع غزة وخاصة بعد انقلابها على الشرعية الفلسطينية و م. ت. ف. , و هذا بدا واضحا , في السيطرة على مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها والمجتمع المدني التي لا تدين بالولاء لها و في انتهاك حقوق الإنسان الواسعة و الموثقة لدى مختلف " مؤسسات حقوق الإنسان " العاملة في قطاع غزة .• الانقلاب على الشرعية : في يناير من العام 2006 شاركت حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية . و فازت بها ضمن إخفاقات متعددة أصابت الوطنية الفلسطينية في مقدمة ذلك عدم إنجاز م.ت.ف. وحركة فتح , للبرنامج الوطني الفلسطيني , المتمثل بإنشاء الدولة الفلسطينية في حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس و عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم التي شرودا منها ، إلى جانب ما عانت منه السلطة الفلسطينية من سوء الإدارة و الفساد الذي أصاب مختلف مجالات العمل . استفادت حركة حماس من النظام الانتخابي المختلط في فوزها غير المتوقع , فتشتت الأصوات التي عانت منها حركة فتح في انتخابات الدوائر , بنزول أكثر من مرشح يتنافسون ضد بعضهم البعض ,أدى ذلك إلى فوز مرشحي حماس . ويشار هنا إلى تقارب النسب في القوائم الحزبية بحسب التمثيل النسبي بين قائمة حركة فتح وحماس . الأولى نالت "41.43% " و "الثانية "44.45% وهنا أصبحنا و لأول مرة إزاء مرحلة جديدة في نظامنا السياسي الفلسطيني القائم على التعددية السياسية و الحزبية التي كفلها القانون الفلسطيني سواء القانون الأساسي أو القوانين الأخرى ذات الصلة . لقد غدت حركة حماس ولأول مرة في تاريخها في الحكم وشكل شعارها الإصلاح و التغيير قبولا لدى الناخب الفلسطيني الذي كان يسعى إلى تغيير الواقع وإصلاحه بعد سلسلة الإخفاقات التي أصابت النظام السياسي الإداري للسلطة الوطنية و اتهاما بالفساد وسوء الإدارة .بنى المواطن الفلسطيني آمال على هذه القوى الاجتماعية السياسية القادمة إليه عبر الدين لعلها تساعده من الخروج من أزمات وإخفاقات الوضع الفلسطيني خطاب هنيه ... الولاء و الطاعة للإخوان المسلمين جاء خطاب إسماعيل هنيه رئيس الحكومة المقال شهر ديسمبر 2008 م في الذكرى الواحدة و العشرين لإنطلاقة حركة حماس مفعما بالشعارات و العبارات الدينية . من الممكن أن نلحظ فيه موضوعين الأول بدء المهرجان بقسم الولاء لحركة الإخوان المسلمين و تبعه هنية بالحديث أن حركته عمرها ليس فقط واحد و عشرون عاما بل أكثر من سبعين عاما في إشارة لعمر حركة الإخوان المسلمين. أما الموضوع الثاني فهو الحديث عن الحكم الرشيد الذي تقوم به حكومته "حكومة الأمر الواقع في غزة " لا أحد يشكك بأن حركة حماس هي امتداد للإخوان المسلمين ، بل هي على رأي أحد الباحثين تكاد تكون المثال الأكثر سطوعا في تاريخ الحركة , بعد الاتهامات التي لازمتهم طيلة العقدين الماضيين , باعتبارهم شكلوا للمجتمعات العربية قوة كبح أمام تطور الشعوب العربية و تحررها من الاستعمار .و هددوا النسيج الاجتماعي لمعظم الدول التي نشطوا فيها لأنهم لم يستوعبوا التلاوين الدينية أو العرقية أو المذهبية و حتى الفكرية و الأمثلة عديدة من مصر إلى سورية إلى العراق إلى الجزائر . ما يهمنا هنا هو أن الارتباط بحركة الإخوان المسلمين يدفع إلى تدين القضية الفلسطينية و إخراجها من الحالة الوطنية العربية ¬- الفلسطينية إلى الحالة الإسلاموية , أي بمعنى اخر هي نقيض لما يمكن ان نصطلح عليه الوطنية الفلسطينية.فبرنامج م ت ف و النظام التعددي و مبدأ تداول السلمي للسلطة و إحترام حقوق الإنسان وحق الاختلاف و إستيعاب مختلف التلاوين الفكرية و الإنفتاح على العالم ,كل هذا لا يمكن أن يلتقي مع برنامج الحركة التي تعتبر نفسها ولية الله على الأرض ,كما صرح الزهار سابقا و حكومتها ربانية و بالتالي كيف يخضع ولي الله للانتخابات فالإنتخابات بالنسبة لها لمرة واحدة فقط و إلى الأبد و لمبدأ التداول السلمي للسلطة ذلك لأنها المطلق الذي لا يخضع للتقيم أوللمحاسبة و المسائلة . فخطاب الحكم الذي ألقاه هنية يقدم دلالة واضحة بأن حركة حماس و من خلفها حركة الإخوان المسلمين العالمية لا تريد مصالحة وطنية و العودة إلى إلشرعية , لأنها إختارت لنفسها شرعية بعبائة إسلاموية ووهم إنطلاق المشروع الإسلامي من قطاع غزة الذي ما زال رازحا تحت الإحتلال ويعاني مشكلات متعددة و صعاب لا حصرا لها , فدولة الإحتلال الإسرائيلي مازالت موجودة بقوة في قطاع غزة و إن دولة حماس التي تسعى حماس لتحقيقها في غزة لا يمكن لها أن تتحقق إلا إذا كانت إسرائيل تشجع ذلك و تدعمه ، و تسعى إليه .ان علاقات حركة حماس مع مكونات النظام السياسي الفلسطيني ، يرتبط بهاجس السيطرة الذي سعت إليه سواء على السلطة " الحكم " أو على منظمة التحرير الفلسطينية. وموضوع السيطرة على السلطة والحكم تحقق لها في غزة بسيطرة مسلحة، تفرض نفسها على المواطنين وفق إجراءات شديدة الصرامة والبأس كسلطة أمر واقع. وبشأن العلاقة مع م. ت. ف هناك أيضاً هاجس للسيطرة ولكنه محكوم بعدة قضايا أولها أن م. ت. ف بالنسبة لحركة حماس كما جاء في ميثاقها هي منظمة علمانية، وشرط الدخول إليها هو يوم تبنيها الإسلام كمنهج، " ذلك لأن فكرة العلمانية مناقضة للفكرة الدينية ، وعلى الأفكار تبني المواقف والتصرفات، وتتخذ القرارات".هذا الحديث يحيلنا إلى الطريقة التي تتعامل بها حركة حماس مع المنظمة رغم أنها وقعت على اتفاق القاهرة عام 2005، الذي يتحدث عن تطوير وتفعيل م.ت.ف وأطرها. هذا التعامل باستمرار كان محكوم بهاجس السيطرة فجدلية العلاقة بينها وبين م.ت.ف كان يشكل لها أحد أكبر التحديات في الساحة الفلسطينية. لقد عانت الحركة من معضلة العمل من خارج أطر م.ت.ف، شد وجذب وتنافس على شرعية التمثيل الفلسطيني، الذي شكل لحركة فتح وفصائل م .ت .ف قضية حياة أو موت وخاضت من أجله صراعات وحروب دفاعاً عن المنظمة كممثل شرعي ووحيد ودفاعاً عن قرارها المستقل الذي كان عرضه للتجاذبات الإقليمية و العربية. وأن أحد أهم الإنجازات التي تحققت في مجال العمل السياسي الفلسطيني هو بلورة وصياغة الهوية الوطنية الفلسطينية والحضور الكاسح لـ م.ت.ف باعتبارها الإطار الجامع لمختلف تلاوين الطيف السياسي الفلسطيني. رغم العثرات هنا وهناك والتي لم تكن بعيدة عن سياسة التجاذب العربية والصراعات الإقليمية في احتواء ومصادرة القرار المستقل لـ م.ت.ف. واجهت حركة حماس عملياً ثلاث خيارات في تعاملها مع م.ت.ف وهي إما الانضواء تحت راية المنظمة والعمل من داخلها ومحاولة السيطرة عليها وتوجيهها بما يتواءم مع برنامجها السياسي والاجتماعي ونزع صفة العلمانية عنها كما تقول الحركة في ميثاقها. وإما العمل من خارجها وتحديها على جبهة التمثيل الفلسطيني وإعلان نفسها بديلاً عنها، وإما اختيار حل ثالث يمزج بين الخيارين السالفين أي العمل من خارجها ولكن دون الإعلان عن أنها بديل عن المنظمة، ونعتقد أنه الخيار الذي تعمل بموجبه حركة حماس، ولكن حتى هذا الخيار اتضحت معالمه وفهم من قيادة فتح وم.ت.ف أنه تحدٍ لشرعيتها وكان سبباً دائماً وحاضراً في التوتر.واتضح ذلك عندما رفضت حماس في مجمل حواراتها مع الفصائل الفلسطينية عند تشكيل الحكومة وبعدها في مبادرات المصالحة من التسليم بان م.ت.ف هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بحجة عدم تمثيلها فيها . كما سنلاحظ ذلك في خطب مشعل الاخير. وإذا كان هاجس السيطرة على م.ت.ف لدى حركة حماس محكوم بتعقيدات كبيرة ومرهون، بالدور الذي ممكن أن تلعبه المنظمة في المرحلة المقبلة، وبحجم هذا الدور وكونها إئتلافآ عريضاً يضم في صفوفه مختلف الاتجاهات والتيارات الفلسطينية، و موضوع أسلمة المنظمة سيواجه بآراء ومواقف العديد من القوى والفصائل الفلسطينية ولصعوبة الانقلاب الديمقراطي وحتى العنفي في المنظمة. فلا بد لخيارها الذي تسعى إليه حماس في السيطرة أن يتجه إلى وجهة أخرى، وهذه المرة باتجاه السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث أصبح هذا التوجه أكثر تجسيداً ومعقولية بالنسبة لأدوات التغيير التي تنشدها الحركة، بعد فوزها بالانتخابات الفلسطينية الثانية يناير 2006، الذي كان عاماً للتحولات الكبرى في مسار السلطة ، فالصراع الداخلي حسمه هذه المرة صندوق الاقتراع ، حيث تعتبر حماس ان السيطرة على السلطة ودخول الحكم لا يقيدها كما يقيد حركتها في م.ت.ف صاحبة الالتزامات والاتفاقيات الموقعة مع الطرف الإسرائيلي. إلى جانب ما ينص عليه ميثاقها باعتبارها منظمة علمانية، رغم أن النظام السياسي الفلسطيني الذي أنشأته السلطة الوطنية الفلسطينية هو علماني بامتياز حسب القانون الأساسي والقوانين الفلسطينية التي أقرها المجلس التشريعي الفلسطيني، وهنا كلمة العلمانية التي تخشاها حركة حماس لا تعني الإلحاد بل تعني بدرجة أساسية فصل الدين عن الدولة أو بتعبير أكثر مجازاً فصل الدين عن السياسة، أي الدين الذي يدعو إلى الاعتدال والشراكة والوسطية واحترام الحريات العامة وحق الاختلاف ونبذ العنف الداخلي والاحتكام إلى الديمقراطية والانفتاح على الثقافات الأخرى والتسامح بين الديانات.هذا هو الإسلام المعتدل الذي تفهمه م.ت.ف والفصائل الفلسطينية , وعندما يدعو حزب الرفاه الاجتماعي التركي الى علمنه الإسلام يقصد بذلك، جعل الدين يتواصل مع الحياة والتطور الاجتماعي الاقتصادي السياسي الذي تعيشه تركيا ضمن نسق اجتماعي تركي يستوعب الاختلاف والتنوع الاجتماعي لديها ويفتح لها المجال بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. فالسلطة الوطنية الفلسطينية والحكم شكل عنوان التحرك القادم لحركة حماس، وهنا تبرز إشكالية السؤال الحكم يعني النظام الاجتماعي كما هو النظام السياسي، والحكم تحكمه قوانين وأعراف واتفاقيات دولية، يصعب تجاهلها والخيارات هنا دائماً تكون محدودة جداً إن لم تكن إجبارية، خاصة في الوضع الفلسطيني الاستثنائي، وتجدر الإشارة هنا إلى أنه في بداية الحصار وفرض الشروط الإسرائيلية التي تبناها لاحقا" المجتمع الدولي كان هناك غموضا" حول هل على حركة حماس أم على حكومتها أن تقر وتعترف بالشروط الدولية ,حيث حسم الموقف الدولي باتجاه مطالبة الحكومة وليس الحركة , بنبذ العنف والاعتراف بالاتفاقيات وبإسرائيل كشرط أساسي للتعامل معها. • الحرب على غزةاختارت حركة حماس أن تدخل بمواجهة صغيرة مع إسرائيل بعدم تجديدها للتهدئة إلا وفق شروط محسنة تضمن فتح المعابر وابتزاز الجانب المصري عبر تفجير الوضع الداخلي لديه من خلال نشاطات واحتجاجات حركة الإخوان المسلمين في مصر ، ولكن الحركة التي أرادت القيام بابتزاز بسيط كما ذهب مشعل لدى القاءة الفرنسي مارك هالتر ، وهو من أصل يهودي ، فوجئت بحجم الحملة العسكرية الإسرائيلية . فكان يوم 27/12/2008م بدء هجوم العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة من محاور متعددة ، حيث استخدمت إسرائيل ما يصطلح على تسميته بقوة الردع " الهائلة والمدمرة" ضد المدنيين العزل , فكان حجم الخسائر الهائل أكثر من 1400 شهيد معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ وأكثر من خمسة آلاف جريح ، وتدمير أكثر من أربعة آلاف منزل بشكل كامل و24 ألف بشكل جزئي . الى جانب تدمير بنية السلطة الوطنية الفلسطينية من مقرات أجهزة أمنية وشرطية ووزارات ........... الخ .لم تكن حركة حماس تتوقع هذا الرد الإسرائيلي بهذا الحجم المروع . ونظره سريعة لأبرز سمات هذه الحرب الهمجية ، إنها أولا خيضة في ظل انقسام حاد وصل الى النسيج السياسي و الاجتماعي الفلسطيني . أي ولأول مرة يخوض الفلسطينيون حربا ضد عدوهم التاريخي ، وهم منقسمون بهذا الشكل. لم تقم حكومة الأمر الواقع في القطاع بتهيئة المواطنين لهذا الحرب من خلال توفير الإمكانيات الضرورية لحمايتهم وتعزيز صمودهم . لا الوضع الصحي كان مهيئا ولا الاقتصاد والتموين ولا الكهرباء ، بحيث انه لم تكن هناك خطط للإخلاء وحماية الوثائق والأجهزة الحكومية ، فكانت الضربة الأولى ضخمة وكان ضحيتها من أفراد من الشرطة الذين كانوا يداومون في مقراتهم وكأنه يوم دوام عادي.كما أن حركة حماس المسيطرة على قطاع عزة كانت في عزلة دولية وعربية خانقة خاصة في المحور الإقليمي باستثناء سوريا وقطر ومن خلفها بطبيعة الحال إيران . انتهت الحرب بقرار إسرائيلي من طرف واحد ، لأسباب عديدة لا نرى داعيا لشرحها وخرجت حركة حماس من الحرب , على الأقل محافظة على حكمها في قطاع غزة " الهدف الذي تحدث عنه د سكن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية بأن هدف العملية ليس القضاء على حكم حماس بغزة وإنما بإعادة الرشد لها ودفعها لإبرام اتفاق تهدئة طويل الأجل ".ذلك لان القضاء على حكم حماس بحسب دكسن يطرح سؤال ماذا ستفعل إسرائيل في اليوم التالي ." هل تعيد احتلالها لقطاع غزة وبالتالي تكون امام معضلة بانها مسؤولة عن السكان كقوة احتلال أم تعيدها لأبو مازن الذي بعدها سيفاوضنا على الحدود والمستوطنات والقدس ونقوى أوراقه " .بالطبع إسرائيل ستعزز الانقسام الفلسطيني والتمثيل الفلسطيني وتضعف الوطنية الفلسطينية صاحبة برنامج الدولة المستقلة .وان كانت حماس حافظة على حكمها في قطاع غزة ولكنها فشلت في إلحاق خسائر مؤذية في صفوف العدو الذي دخل إلى إحياء ذات كثافة سكانية في قطاع غزة ، وهنا إسرائيل إستخدمت مفهوم قوة الردع الهائله , " القدرة على التدمير و القتل المريع " وبالتالي أصبحنا أمام معادلة إذا أرادت حماس المحافظة على حكمها فعليها دفع الثمن كونها أصبحت عنوان في قطاع غزة " كما ذهبت حينها ليفني " وذلك بالمحافظة على الأمن ومنع فصائل المقاومة من إطلاق الصواريخ . وفي خضم المعاناة الشعبية والحديث عن دعم واعادة اعمار القطاع وايواء المواطنين الذين هدمت بيوتهم .خرج علينا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في خطاب من الدوحة ومن ثم أعاده علينا من دمشق بانة " لا شرعية لأية مؤسسات او تشكيلات تناقض الخيار الحقيقي لشعبنا وهو المقاومة ، لذلك لا بد ان يعلن موعد اجتماع الامناء للفصائل و اللجنة التنفيذية ل م.ت.ف لاعادة بناء المنظمة على قاعدة الانتخابات الحرة والاحتكام الى الشعب والى حين ان يقر قادة المنظمة فتح الباب لحماس والجهاد وقادة المقاومة نحن سنسعى الى تشكيل مرجعية وقيادة لقوى المقاومة في الداخل و الخارج وصولا إلى اللحظة التي تلتقي فيها البندقية مع المنظمة كما التقت عام 1969 ".وقبل هذا الموقف المعلن ورغم اهميته نشر مركز الزيتون عدة مداخلات لقادة حماس وخاصة أسامه حمدان و سامي خاطر عضوي المكتب السياسي للحركة جاء فيها كلام اكثر وضوحا يعكس الاتجاه الذي تسير عليه حركة حماس في معركتها لاختطاف التمثيل من م.ت .ف . في ندوه حوارية اقامها مركز الزيتون في بيروت تاريخ 2/7/2008 يقول حمدان " ان التغير الذي يحصل في الساحة الفلسطينية هو بين قوه صاعدة وقوه مهيمنة بين الجديد والقديم" .أي بمعنى ان حركة حماس تشكل قوة ازاحة سياسية اجتماعية جديدة لكل ما هو قديم من بنية سياسية قائمة .ويضيف في مكان اخر بان " م.ت.ف لم تعد قائمة بدليل انه ليس هناك إطار مؤسسي وطني جامع يساهم في حل مشكلة الانقسام الحاصل ".اما سامي خاطر فيقول " بان انسحاب حماس من المشهد السياسي أي " الحكم" السلطة الوطنية ستكون سلبياته اكثر من ايجابياته وبالتالي المخرج هو بطبيعة الحال هنا هو التمسك بالحكم والدعوة لان تكون السلطة المسيطرة عليها من قبل حماس في قطاع عزة هي الممثل للفلسطينيين بدلا من م.ت.ف التي انحرفت بحسب اعتاقده عن السبب الذي نشاة لاجله وهو التحرير" . وفي وثيقة وزعت غير رسمية لحركة حماس معنونه باأسس واليات على طريقة الوثاق الوطني . وزعت أواسط عام 2008 كانت اكثر وضوحا ." انه لم يكن موضوع التفاوض مع اسرائيل نيابه عن سكان الضفة وغزة احد اهداف أو أسباب نشوء منظمة التحرير . فغزة والضفة الغربية هي مناطق مأهولة بالفلسطينيين الوطنيين الذين يستطيعون التفاوض حول هذه المناطق إن أرادوا وبكفاءة أكبر "لاحظ حكم السكان أي حكم حماس الذي أصبح شرعيا في غزة" بحسب إعتقادهم" هو المفترض ان يفاوض لا المنظمة ماذا يعني ذلك يعني بدرجة أساسية تقويض المنظمه و بالتالي القضية , فالسلطة في غزة والضفة هي سلطة حكم ذاتي للسكان لها علاقة بالمعابر وتوفير احتياجات السكان اما المنظمة فتعني القضية الفلسطينية برمتها , تعني اللاجئين والقدس والدولة ومن هنا تكمن الخطورة والمحاذير بالطبع له هذا ما يبرره لدى حماس فما دامت لا تستطيع ان تسيطر على منظمة التحرر الفلسطينية فلا باس بشطبها وتكوين مرجعية وصولا إلى أن تكون السلطة هي من تفاوض عن الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية وهذا يتوافق بالحقيقة مع مفهوم حماس لموضوعة الهدنة طويلة الامد مع اسرائيل وسعيها إلى أن يكون حكمها في قطاع غزة إمارة تلق الدعم من العالم الاسلامي وخاصة حركة الاخوان المسلمين في العالم والتي وعدت الحركة بتقديم كافة اشكال الدعم مقابل ان تحافظ حركة حماس على حكمها في القطاع باعتباره التجسيد العملي والانجاز الاكبر للاخوان المسلمين في تاريخهم .وعودة الى الدراسة والتي تقول " ان م.ت.ف عندما فقدت اوراقها وفشلت في تحقيق أي هدف من اهدافها فقدت مبرر وجودها ولهذا تشبثت بورقه الضفة وغزة وحاولت اقناع الفلسطينيين بانها لا زالت تمارس دورها ".ولكن امام هاذا الوضع وسعي حماس لشطب م.ت.ف وتشكيل مرجعية سياسية جديدة يبقى السؤال حاضرا هل فعلا حركة حماس قوه صاعدة تشكل الجديد بالنسبة للفلسطينيين وقوة ازاحة للقديم م .ت.ف وقواها الوطنية ؟ !، وهل تستطيع حركة حماس أن تكون فعلا ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني ؟!للاجابة على هذا السؤال يجب العودة والتاكيد على البديهيات التالية :ان الوطنية الفلسطينية التي انطلقت واخذت مشروعيتها منذ اوائل الستينات من القرن الماضي ما زالت قويه وتلقي الدعم الكاسح في الشارع الفلسطيني ولها تاثير عالمي وعربي واقليمي كبيبر . وتستمد وجودها وحضورها كونها واقعه تحت الاحتلال . فقبل ان تكون قوميا او اسلامويا عليك ان تكون وطنيا أي إعطاء الخصوصية الفلسطينية دورها في التحرر و الإنعتاق , لقد جرب شعبنا شعارات قومية المعركة الخاسرة التي سادت منذ الهجمة الصهيونية على فلسطين حتى هزيمة حزيران 67. ولا أعتقد ان أسلمة القضية الفلسطينية سيوصلنا إلى الإنعتاق والتحرر و بناء دولتنا المستقله . لأن البعد الديني في الصراع يعقد المسألة أكثر فبدلا من الصراع على الأرض وشعبنا مشرد من أرضه يصبح الصراع في السماء بين ديانتين سماويتين . ويؤجل الحل الى مالا نهاية . أما فيما يخص بمدى قبول شعبا الذي تربى تحت لواء الوطنية و م.ت. ف. الذي شكلت الدولة المعنوية للشعب و الهوية وبالتالي التمثيل المستقل , رأى وشاهد بأم عينه نموذج الحكم للاسلام السياسي في قطاع غزة . ففشل حركة حماس في الحكم من خلال ضرب مبدأ التعددية الحزبية و السياسية ومبدأ تداول السلطة بالانتخابات و الانفتاح على القيم والمبادئ و إحترام التعددية الحزبية و السياسية لدى شعبنا ومبادئ الديموقراطية المجتمعية و حقوق المواطن ......الخ لا يشجع على قبول هذا النمط من الحكم الذي انتهك المجتمع و الانسان وقدم نموذجا ردئا في الحكم .الى جانب ان الحركة أدارت المعركة مع اسرائيل بشكل مرتبك فكان بالإمكان تجنيب شعبنا ويلات العدوان الاسرائيلي الهمجي بحكمة وموضوعية و تعقل و عدم إعطاء إسرائيل ذريعه لتبرير عدوانها .وفي مجال العلاقات الدولية فالاسلام السياسي ما زال غير مقبول لدى الغرب والعالم بالرغم من حالات الحوار التي تدور هنا وهناك وسعى حركة الاخوان المسلمين على الصعيد العالمي لفتح حوار يضفي اعتراف متبادل وقبول العالم بالاسلام السياسي المعتدل و لكن الصورة تبدو غير ذلك فالغرب يتحدث اليوم مع حركة حماس لاحتوائها ويمكن أن يقبلها من خلال وجودها ضمن حالة وفاق وطني –حكومة وفاق وطني ومصالحة ،لا أن تنفرد بالحكم من خلال السيطرة عليه بالقوة ولكن الغرب والعالم يخشى من هذه الحركة و تحالفاتها المحمورية مع سوريا وايران . في النهاية ان الصراع يبين م.ت.ف. و حركة حماس على التمثيل الفلسطيني , فشل قبل أن يبدأ لأن الوطنية الفلسطينية ذات جذور عميقة ومتأصلة في الوجدان الفلسطيني وما الارباك الذي أصاب حركة حماس من تصريحات صحفية متضاربة هنا وهناك لهو دليل على ذلك , فلا خيار لحركة حماس اذا أرادت أن تكون فاعلة و مؤثرة أكثر إلا بأن تكون جزءا من الوطنية الفلسطينية ضمن نظام سياسي يحترم التعددية و الرأي والرأي الاخر ويحترم الثقافات ويؤمن بالمشاركة و التعاون بدلا من الاستحواذ و الهيمنة . ---------------------------------------------------------------------- الهوامش : 1.انظر بحثنا الديموقراطية و الاسلام السياسي الذي نشر في مجلة سياسات عدد 6-2008 حيث ضم البحث مساحة واسعة للمراجعات السياسية __ ومستوى تأثيرها بها . 2. انظر للتقارير الدورية لعامي 2007و 2008 التي صدرت عن مختلف مؤسسات حقوق الانسان العاملة في قطاع غزة وخاصة تقارير مؤسسة الميزان و الضمير و حقوق المواطن 3. ميثاق حركة حماس – المادة الثانية 4. حماس الفكرة والممارسة السياسية خالد الحروب الناشر . معهد الدراسات الفلسطينية – واشنطن .5. منشورات مركز الزيتونة - بيروت - حلقة نقاش الحوار بين فتح وحماس وافاق المصالحة 2-7-2008 فندق كروان بلازا .6. الدولة في الفكر الاسلامي المعاصر . عبد الإله بلقزيز الناشر بيروت مركز دراسات الوحدة العربية .7. حماس و الغرب هل توجد افاق للحوار محمد أبورمان سويس أنفو –عمان 5-2-2009 8. خطابي مشعل في الدوحة ودمشق شباط 2009