زعيم الحوثيين: أي وجود إسرائيلي بأرض الصومال يعد هدفا عسكريا لقواتنا

الإثنين 29 ديسمبر 2025 10:52 ص / بتوقيت القدس +2GMT
زعيم الحوثيين: أي وجود إسرائيلي بأرض الصومال يعد هدفا عسكريا لقواتنا



القدس المحتلة / سما /

 اعتبر زعيم جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) باليمن، عبدالملك الحوثي، الأحد، أن أي تواجد إسرائيلي في إقليم أرض الصومال يعتبر هدفا عسكريا لقواتهم.

جاء ذلك في بيان، ردا على إعلان مكتب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، الجمعة أن الأخير “أعلن الاعتراف الرسمي بجمهورية أرض الصومال دولة مستقلة ذات سيادة”.

وقال الحوثي، إن “الخطوة العدوانية” الإسرائيلية “بالاعتراف بإقليم أرض الصومال ككيان منفصل عن الصومال تستهدف الصومال ومحيطه الإفريقي وتستهدف به اليمن والبحر الأحمر والبلدان التي على ضفتي البحر الأحمر”.

وأضاف أن “إعلان العدوّ الإسرائيلي بحدّ ذاته هو باطل ليس له أي قيمة في ميزان الحق ولا القانون، وهو عدوان بأهداف عدوانية وبرنامج عدائي، وهو من جهة مغتصِبة لا تملك المشروعية لنفسها فكيف بما تعترف به للآخرين”.

وأشار الحوثي، إلى أن إسرائيل تستهدف من خطوتها هذه أن “تجعل من إقليم أرض الصومال موطئ قدم لها لأنشطة عدائية ضد الصومال والبلدان الإفريقية واليمن والبلدان العربية وبما يهدد أمن البحر الأحمر وخليج عدن”.

وتابع: “نؤكد على موقفنا الثابت مع الشعب الصومالي الشقيق ضد العدوّ الإسرائيلي، وأننا سنتخذ كل الإجراءات الداعمة الممكنة للوقوف معه ومن ذلك اعتبار أي تواجد إسرائيلي في إقليم أرض الصومال هدفًا عسكريًا لقواتنا المسلحة، باعتباره عدواناً على الصومال وعلى اليمن، وتهديداً لأمن المنطقة يجب اتخاذ الإجراءات الحازمة ضده”.

وأكمل: “ولن نقبل أن يتحول جزءٌ من الصومال إلى موطئ قدمٍ للعدوّ الإسرائيلي على حساب استقلال وسيادة الصومال وأمن الشعب الصومالي وأمن المنطقة والبحر الأحمر”.

ودعا “كل البلدان على ضفتي البحر الأحمر وكذلك العالم العربي والإسلامي أن يكون لهم جميعًا خطوات وإجراءات عملية؛ لمنع العدوّ الإسرائيلي من الاستباحة للصومال وسائر البلدان المسلمة والمستقلة”.رفضت الصومال، اليوم الأحد، بشدة الاعتراف الرسمي الذي أعلنته إسرائيل بـ “أرض الصومال”، الإقليم الذي أعلن نفسه دولة في شمال البلاد ويتمتع باستقلال فعلي منذ عقود.

الصومال ترفض بشدة اعتراف إسرائيل بـ “أرض الصومال”

وقال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إن حكومته لن تقبل هذه الخطوة، لأنها تنتهك سيادة الصومال ووحدة أراضيه.
وأضاف محمود في خطاب ألقاه أمام البرلمان وبثه التلفزيون الرسمي: “ستستخدم الصومال كل الوسائل المتاحة للدفاع عن نفسها ضد العدوان الإسرائيلي عبر القنوات الدبلوماسية”.
وتابع قائلا: “على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يعلم أنه لا أحد يستطيع تقسيم شعبنا، وأن أرض الصومال جزء منا”.

وتسعى أرض الصومال منذ عقود للحصول على اعتراف دولي، وهي تحظى بموقع استراتيجي على خليج عدن ولديها عملتها الخاصة وجوازات سفرها وجيشها.

وأعلنت استقلالها عام 1991، عندما انزلقت جمهورية الصومال إلى الفوضى عقب سقوط نظام سياد بري العسكري.

وتبلغ مساحة أرض الصومال 175 ألف كيلومتر مربع، وهي تمتد تقريبا على نفس مساحة الصومال البريطاني سابقا، وتقع في الطرف الشمالي الغربي من الصومال.

وتتميّز أرض الصومال باستقرارها النسبي مقارنة بالصومال الذي يواجه تمرد حركة الشباب وصراعات سياسية مزمنة.

لكنها لم تحظ باعتراف أي دولة، ما أبقاها في عزلة سياسية واقتصادية نسبية رغم موقعها عند مدخل مضيق باب المندب، على طريق تجاري من بين الأكثر ازدحاما في العالم يربط المحيط الهندي بقناة السويس.

ورأى محللون أن التقارب مع أرض الصومال سيمنح إسرائيل وصولا أفضل إلى البحر الأحمر، ما سيمكّنها من ضرب المتمردين الحوثيين في اليمن.

وشنّت إسرائيل غارات متكررة على اليمن بعد اندلاع حرب غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، ردا على هجمات نفذها الحوثيون تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

وأوقف الحوثيون المدعومون من إيران هجماتهم منذ بدء الهدنة الهشة في غزة في تشرين الأول/أكتوبر.

كما إن أرض الصومال من بين حفنة من الدول التي جرى التحدث عنها في تقارير إعلامية قبل أشهر كوجهة محتملة لاستقبال فلسطينيين قد تعمل إسرائيل على تهجيرهم من غزة.

وأثار اعتراف إسرائيل بأرض الصومال ردودا مستنكرة في إفريقيا ودول مسلمة.

وشدّد الاتحاد الأوروبي السبت على ضرورة احترام سيادة الصومال، داعيا على لسان المتحدث باسم شؤونه الخارجية أنور العنوني إلى “حوار هادف بين أرض الصومال والحكومة الفدرالية الصومالية لحلّ الخلافات القائمة منذ فترة طويلة”.