هل أصدر العراق حُكمًا بالإعدام على شاب سوري لـ”تمجيده الشرع”؟..

الخميس 30 أكتوبر 2025 12:17 م / بتوقيت القدس +2GMT
هل أصدر العراق حُكمًا بالإعدام على شاب سوري لـ”تمجيده الشرع”؟..



سما / وكالات /

يبدو أن العراق الرسمي لا يزال يتحفّظ على التعامل مع نظام الانتقالي أحمد الشرع، وخلفيّته الجهادية أو “الإرهابية” وفقًا للقضاء العراقي، أو كما يقول البعض تحفّظ بدفع من قوى مُوالية لإيران، حيث نهاية علاقة تاريخية جمعت نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وطهران، بسقوط الدولة السورية.

السلطات العراقية لا بد من التذكير أنها اعتقلت مجموعة من السوريين المقيمين على أراضيها، بعد احتفالهم بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد في 8 كانون أول/ ديسمبر الماضي.

إلى الواجهة، شاب سوري، محكومٌ عليه بالإعدام، والسبب صورة للشرع، هذا ما كشفته وثيقة قضائية، وهو محمد سليمان أحمد حسن (22 عاماً)، من محافظة حمص شمال سوريا.
وبحسب الوثيقة فإن الشاب قد حرّض على الإرهاب، بنشره مقطع فيديو على حسابه في “فيسبوك” للشرع.
القضية أبعد من ذلك تبدو، حيث أقرّت عائلة الشاب السوري المحكوم بالإعدام شنقًا، بأن الأمن العراقي عثر في هاتف ابنهم على مقطع فيديو يُظهر وقوع مجموعة من مقاتلي حركة “النجباء” الشيعية أسرى بيد قوات المعارضة السورية سابقًا.
المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى في العراق تفاعل مع الواقعة، وأصدر بيانًا نفى فيه أن يكون حكم الإعدام صدر بسبب صورة الشرع أو فيديوهات “الجيش الحر”.
وقال إن الحكم صدر بالفعل، بسبب “الاعتراف بالتمجيد للإرهابي المقبور أبو بكر البغدادي، وكذلك الإشادة والتشجيع بقتل أفراد الجيش العراقي والحشد الشعبي في منطقة الطارمية، وذلك بنشر فيديوهات تتعلق بذلك عبر صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي”.
ثمّة هُنا تحريض على قتل الجيش العراقي، والحشد الشعبي، ثمّة أيضًا من أراد أن يأخذ الواقعة لزوايا فتنوية، لتزيد من التباعد بين العراق، وسورية، بعض من أنصار النظام الجديد حصروا الرواية بصورة الشرع على هاتف الشاب.
للواقعة أبعاد دينية تحريضية، ذكر بيان مجلس القضاء الأعلى أن الشاب السوري، قام بنشر فيديوهات وهو يقوم بحرق صورة الإمام علي عليه السلام، ولا يحتاج العراق من يصب الزيت على نار الفتنة الطائفية.
وعملًا بالقانون رقم 13، وبالاستناد إلى قانون مكافحة الإرهاب العراقي، جرى توجيه الاتهام للشاب السوري، حيث تنص المادة على: “العمل بالعنف والتهديد على إثارة فتنة طائفية أو حرب أهلية أو اقتتال طائفي وذلك بتسليح المواطنين أو حملهم على تسليح بعضهم بعضا لتحريض أو التمويل”.
مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية السورية الانتقالية، تفاعل مع الوثيقة المتداولة، وقال “من حين نشر الخبر أدناه وبتوجيه من السيد وزير الخارجية والمغتربين، تتم متابعة القضية مع الحكومة العراقية عبر القنوات الرسمية لحين التحقّق من صحة الوثيقة المنشورة ومتابعتها أصولا”.
قناة “العربية” السعودية، نقلت عن شقيق المتهم (فؤاد) بأن الاتهامات عارية عن الصحة، وأن إلقاء القبض عليه نتج عن وشاية، هذا عدا عن تعرّضه للتعذيب، وانتزاع اعترافات منه بالإجبار.
وكان تقدّم رئيس كتلة “حقوق” النيابية، النائب “سعود الساعدي”، بشكوى رسمية إلى رئيس جهاز الادعاء العام في العراق، مُطالبًا باتخاذ الإجراءات القانونية بحق المدعو “أبو محمد الجولاني” (أحمد الشرع) رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا، استنادًا إلى وثائق وأدلة قال إنها تُدين الجولاني بجرائم ضد المدنيين العراقيين.
وفيما يجري اتهام إيران، بالوقوف خلف التحفّظ العراقي على الشرع، تحدّثت تقارير عبرية، بأن حلفاء الشرع طلبوا منه التقارب مع إيران، وذلك لإحداث توازن جديد ضد تدخّلات إسرائيل في الجنوب السوري، حدث هذا بعد زيارة الشرع لموسكو، واستقباله في الكرملين.
وبينما امتنع العراق عن استقبال الشرع، وصل الأخير الانتقالي إلى العربية السعودية، اليوم الثلاثاء، في إطار زيارة رسمية، وهذه هي الزيارة الثالثة له للمملكة منذ سُقوط نظام الأسد، الأمر الذي يُظهر اهتمام سعودي مُتزايد بالشرع، حيث أقنع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن يعقد معه لقاء على هامش زيارة ترامب للرياض.
وسيُشارك الشرع في النسخة التاسعة من مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” بالرياض، حيث من المقرر أن يلقي كلمة رئيسية، ويعقد اجتماعات مع كبرى الشركات الاستثمارية والمؤسسات الاقتصادية العالمية.