البحرية الإسرائيلية تقتحم سفن أسطول الصمود وتعتقل ناشطين.. تركيا تعتبرها “جريمة حرب” وإسبانيا تشكل وحدة مراقبة

الأربعاء 01 أكتوبر 2025 09:37 م / بتوقيت القدس +2GMT
البحرية الإسرائيلية تقتحم سفن أسطول الصمود وتعتقل ناشطين.. تركيا تعتبرها “جريمة حرب” وإسبانيا تشكل وحدة مراقبة



وكالات - سما-

أعلنت الجهات المنظمة لأسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة، مساء الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي اقتحم 6 سفن بالأسطول المتجه للقطاع واعتدى على ناشطين مشاركين واعتقل العشرات، تزامنا مع اقتراب بعض السفن من سواحل القطاع.

جاء ذلك في إفادات لكل من اللجنة الدولية لكسر الحصار، وأسطول الصمود العالمي لكسر الحصار، عبر حسابيهما بمنصتي شركتي “إكس” و”فيسبوك” الأمريكيتين، وذلك حتى الساعة 21.30 تغ.

ويشارك بالأسطول ما يقارب 50 سفينة تسير في شكل مجموعات يفصل بينها بضعة أميال بحرية، ما يجعل المسافة بين السفن الموجودة في مقدمة الأسطول، وتلك التي في مؤخرته، نحو 20 ميلا، بحسب ناشطين مشاركين بالأسطول.

وبحسب إفادات أسطول الصمود واللجنة الدولية لكسر الحصار، فإن البحرية الإسرائيلية اقتحمت 6 سفن بالأسطول حتى الساعة 21.30 تغ، وذلك في إشارة إلى السفن التي في مقدمة الأسطول والتي اقتربت أكثر من سواحل غزة.

وجرى ذكرى أسماء 4 من السفن الست، التي تم اقتحامها في المياه الدولية بشكل غير قانوني بعد تعمد إلحاق الضرر بأنظمة الاتصالات الخاصة بها، وهي “ألما” و”سيريس” و”أدارا” و”دير ياسين”.

    ad

كما جرى اعتقال “نحو 70 ناشطا وما زالت نحو 40 سفينة تبحر بإصرار لغزة وتبقى على الوصول 165 كيلومترا”، وفق المصادر ذاتها.

وبالتزامن مع بدء قرصنة الجيش الإسرائيلي لسفن الأسطول، خرجت مظاهرات حاشدة في عدة مدن كبرى حول العالم منها روما وبروكسل وإسطنبول وبرشلونة وبرلين.

وبحسب ما أعلنته اللجنة الدولية وأسطول الصمود، فإنه “تم تعطيل الكاميرات” بعد عملية الاقتحام الإسرائيلية التي قالت تل أبيب إنها جاءت بعد رفض الأسطول الانصياع لطلب تغيير مسار السفن.

  ad

ووفق المصادر ذاتهأ، فإن جنود الجيش الإسرائيلي “اعتدوا على ناشطين على متن السفن”.

وبالتزامن مع اقتحام الزوارق الإسرائيلية، جرى الإعلان عن أن وضع الناشطين على متن بعض السفن المتجهة إلى غزة بات مجهولا بعد اعتراضها وقطع الاتصال عنها.

وتعمدت إسرائيل، وفق المصادر ذاتها، إلحاق الضرر بأنظمة الاتصالات الخاصة بسفن الأسطول في محاولة لمنع إرسال نداءات الاستغاثة ووقف البث المباشر لعملية الاقتحام، حيث “انقطع البث بالفعل عن أغلب السفن المتوجهة لغزة”.

ودعا أسطول الصمود إلى تحرك دولي عاجل لحماية الناشطين على متن سفن تابعة له اقتحمتها إسرائيل، وتأمين الإفراج عنهم.

وتتزامن تلك التطورات مع احتفالات “عيد الغفران اليهودي” الذي بدأ قبيل غروب الشمس ويستمر حتى مساء الخميس، بتوقف كل الفعاليات في إسرائيل بما يشمل المواصلات والمطارات والموانئ ووسائل الإعلام والمؤسسات بكل أنواعها.

ووفق إفادات سابقة لكل من اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، وأسطول الصمود العالمي، فإن الساعات الماضية شهدت إحاطة زوارق واقتراب نحو 20 سفينة إسرائيلية من سفن الأسطول.

وتجاوزت سفن الأسطول، وفق الإفادات، موقع الهجوم على سفينة مادلين التي هاجمتها إسرائيل في يونيو/حزيران الماضي، واقتربت من موقع الهجوم على سفينة حنظلة التي هاجمتها تل أبيب في يوليو/تموز الماضي.

وإثر تلك التطورات، لجأ نشطاء الأسطول لارتداء سترات النجاة تزامنا مع الإعلان عن حالة التأهب القصوى، حسبما أظهرت لقطات البث المباشر للأسطول وهو يقترب من قطاع غزة بهدف كسر الحصار.

وتزامنا مع هذه الاعتداءات ومحاولة السيطرة على السفن من قبل إسرائيل، أكد أسطول الصمود العالمي، مُضيه في طريقه إلى قطاع غزة، رغم قيام إسرائيل بالاتصال بالأسطول وطلبت منه تغيير مسار سفنه المتجهة إلى القطاع.

كما أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية، مساء الأربعاء، عن تشكيل “وحدة مراقبة دائمة” تابعة لها على خلفية الهجوم الإسرائيلي على “أسطول الصمود العالمي”، بعد اقترابه من سواحل غزة.

ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية (EFE) عن مصادر دبلوماسية، قولها إن الوحدة التي أنشأتها وزارة الخارجية لمتابعة الأسطول تضم السفير الإسباني لدى تل أبيب، الذي استُدعي قبل أسابيع إلى مدريد للتشاور.

وأوضحت الوكالة أن السفير تواصل مع وزارة الخارجية الإسرائيلية وبعثة الاتحاد الأوروبي في تل أبيب على خلفية الهجوم على الأسطول.

وذكرت المصادر، أن الهدف الأساسي من هذا التحرك هو الحصول على معلومات حول المواطنين الإسبان المشاركين في الأسطول وضمان حمايتهم الدبلوماسية والقنصلية بالكامل.

ولفتت إلى أن القنصليات الإسبانية في تل أبيب والقدس ونيقوسيا وُضعت في حالة تأهب أيضا.

كما أكدت المصادر الدبلوماسية، أن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، أجرى اتصالات مع نظرائه في دول أخرى لديها مواطنين على متن سفن الأسطول، لا سيما تركيا وأيرلندا.

من جانبها، وصفت نائبة رئيس الوزراء الإسباني ووزيرة العمل والاقتصاد الاجتماعي يولاندا دياث، عبر حسابها في شركة التواصل الاجتماعي “بلو سكاي”، الهجوم الإسرائيلي على أسطول الصمود بأنه “جريمة مخالفة للقانون الدولي”.

وطالبت دياث، الجانب الإسرائيلي بالإفراج الفوري عن جميع الموقوفين.

ودعت الاتحاد الأوروبي إلى قطع علاقاته مع إسرائيل بشكل فوري.

بدوره أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الأربعاء أنه أمر بطرد كل أفراد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية المتبقين في البلاد، على خلفية اعتراض القوات الإسرائيلية أسطول المساعدات المتّجه إلى غزة.

وكان بقي في كولومبيا أربعة دبلوماسيين إسرائيليين بعدما قطع الرئيس اليساري العلاقات مع إسرائيل في العام الماضي، وفق ما أفاد مصدر كولومبي. وقال بيترو إن إسرائيل احتجزت امرأتين كولومبيتين في “المياه الدولية” ودعا إلى “إطلاق سراحهما فورا”.

بدورها ندّدت حركة حماس باعتراض إسرائيل أسطول المساعدات لغزة، واصفة العملية الإسرائيلية بأنها “اعتداء غادر وجريمة قرصنة وإرهاب” ضد مدنيين.

وجاء في بيان للحركة “إن اعتراض بحرية الاحتلال الصهيوني لسفن أسطول الصمود في المياه الدولية، واعتقال النشطاء والصحفيين المرافقين لهم، يشكل اعتداء غادرا وجريمة قرصنة وإرهاب بحري على المدنيين. ندين بأشد العبارات هذا العدوان الهمجي.

كما وصفت وزارة الخارجية التركية، الاعتداء الإسرائيلي على “أسطول الصمود” العالمي المتجه لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، بـ “العمل الإرهابي”.

جاء ذلك في بيان، مساء الأربعاء، إثر بدء سلاح البحرية الإسرائيلي اعتراض بعض سفن “أسطول الصمود” والسيطرة عليها في المياه الدولية.

وأكد البيان من أن الاعتداء الذي شنته القوات الإسرائيلية في المياه الدولية، على “أسطول الصمود” الذي يهدف لإيصال مساعدات إنسانية إلى غزة، هو “عمل إرهابي” يعرض حياة المدنيين الأبرياء للخطر.

وأضاف أن الاعتداء الإسرائيلي يشكل انتهاكا صارخا للقانوني الدولي، لا سيما وأنه يستهدف مدنيين يتحركون لغايات سلمية دون استخدام العنف.

وشدد البيان على أن هذا الاعتداء يشكل دليلا واضحا على أن “السياسات الفاشية والعسكرية” لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يفرض حصارا مطبقا على غزة ويحكم عليها بالمجاعة، لا تقتصر على الفلسطينيين فحسب، بل تطال كل من يقاوم ظلم إسرائيل.

وأعربت الخارجية عن أمل أنقرة في ألا يلحق هذا الاعتداء الضرر بجهود تحقيق وقف إطلاق نار في قطاع غزة.

وفي سياق متصل، أشار البيان إلى أن تركيا ومنذ انطلاق رحلة “أسطول الصمود”، تنخرط في تنسيق وثيق مع الدول الأخرى التي يشارك مواطنوها في الأسطول.

وأكد أن أنقرة أطلقت المساعي اللازمة من أجل الإفراج في أسرع وقت ممكن عن المواطنين الأتراك وبقية الركاب الذين احتجزتهم القوات الإسرائيلية خلال الاعتداء، مؤكدا أنه سيتم اللجوء إلى المسارات القانونية لمحاسبة منفذي هذا الاعتداء.

واختتم البيان بالدعوة إلى أن تتحرك الأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية المعنية فورا من أجل رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وضمان حرية الملاحة في المنطقة

ومرارا، دعت منظمات دولية، بينها “منظمة العفو”، إلى توفير الحماية لـ”أسطول الصمود”، فيما أكدت الأمم المتحدة أن أي اعتداء عليه “أمر لا يمكن قبوله”.

وسبق أن مارست إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال في فلسطين، أعمال قرصنة ضد سفن متجهة نحو غزة، إذ استولت عليها ورحّلت الناشطين الذين كانوا على متنها.

وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها نحو 50 سفينة مجتمعة نحو غزة، وعلى متنها 532 متضامنا مدنيا من أكثر من 45 دولة.

وتحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ 18 سنة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.

وفي 2 مارس/ آذار الماضي، شددت الحصار عبر إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة أي مواد غذائية أو أدوية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.

وأحيانا تسمح إسرائيل بدخول مساعدات محدودة جدا لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين ولا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 66 ألفا و148 شهيدا، و168 ألفا و716 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 455 فلسطينيا بينهم 151 طفلا.