خبر : في الطريق الى انتفاضة بيضاء / بقلم: شاؤول مشعل ودورون مصا / هآرتس - 23/2/2010

الثلاثاء 23 فبراير 2010 11:06 ص / بتوقيت القدس +2GMT
في الطريق الى انتفاضة بيضاء / بقلم: شاؤول مشعل ودورون مصا / هآرتس -  23/2/2010



   الوضع الراهن بين اسرائيل والفلسطينيين، الذي استمر في 2009، يخدم اهداف اسرائيل الاستراتيجية ويمكنها من مواجهة تهديد ايران. وضع أمني هادىء نسبيا واستمرار على المساومة في شروط مفاوضة السلطة الفلسطينية جزء من تصور الهدوء والاستقرار اللذين ينشأهما النقاش الموسمي للتفاوض مع سورية.             قد ينقضي الهدوء بين ليلة وضحاها. الضغوط على السلطة وعلى حماس تهدد بتغيير الوضع. بذرة الشغب كامنة في تقدير متراكم عند الكيانين الفلسطينيين في الضفة وفي غزة، في شأن نسبة القوة قياسا باسرائيل – التي تمكنها من السيطرة على جدول العمل السياسي ومنع احتمال تسوية يقبلانها في المستقبل القريب.             ينبغي ان نفترض ان اتجاه عمل الفلسطينيين الجديد سيتأثر بالتغييرات التي كانت في الساحة الدولية في العقد الاخير، والتي سببت مضاءلة مكانة القوى العظمى وزيادة وزن خطاب حقوق الانسان. تم التعبير عن ذلك بـ "الثورات المخملية" على سلطات الاضطهاد – "ثورة الورد" (جورجيا 2004) و "ثورة البرتقاليين" (اوكرانيا 2004) و "ثورة الملونين" (قرغيزستان 2005). كان هدفها الاتيان بالسلطات الى مائدة التفاوض، وتقرر نجاحها في الاساس باستعمال "سلاح" الاعلام.             ليس من الممتنع، ان نشاطا بهذا الهدي، يمكن ان نسميه "انتفاضة بيضاء" ، يصبح استراتيجية فلسطينية. تغيير اطار محادثة اسرائيل من خطاب ذي طرف واحد الى خطاب متعدد الاطراف، يكسر فيه الاحتكار الاسرائيلي والامريكي لصياغة جدول العمل السياسي.             ستكون "الانتفاضة البيضاء" استكمالا لنشاط اقامة دولة فلسطينية، يشتمل على بناء بنية تحتية مؤسساتية لدولة مستقبلة. وسيكون اعلان مغطى اعلاميا باستقلال فلسطيني، وبعد ذلك ستعرض مطالب على اسرائيل وعلى رأسها انسحاب من المناطق.             عدم تناول هذه المطالب قد يلقى حملة فرض عقوبات اقتصادية على اسرائيل، ولا سيما من دوائر اوروبية، واجراءات قطيعة وعزل. سيكون لاسرائيل بديلان سيئان: الخضوع للضغط الذي يعني مصادرة قدرتها على توجيه المسيرة السياسية؛ او الصمود للضغط وهو ما سيعرضها لعزلة دولية تزداد. وهكذا يحتمل تجنيد السكان الفلسطينيين لحركة احتجاج في مركزها موضوع المستوطنات. قد تفضي هذه الخطوة الى مصادمة عنيفة تعجل بتدخل دولي.             ان استراتيجية اسرائيلية لتقديم الدواء قبل الداء افضل من سياسة النعامة. يجب ان تقوم الاستراتيجية على عنصرين. الاول توسيع حدود المجال السياسي والدولي لتناول الموضوع الفلسطيني بتجديد التفاوض، عن موقف يمنح الفلسطينيين مكانة مساوين ازاء مساوين. والعنصر الثاني هو توسيع دائرة المشاركين في المسيرة السياسية في الساحة الاقليمية والدولية على نحو قد يحبط سلفا قدرة الجانب الفلسطيني على الاخذ باجراءات من طرف واحد ترمي الى تجنيد تأييد ودعم دوليين. بغير اجراء سياسي اسرائيلي مبادر اليه، ستزداد احتمالات "نتفاضة بيضاء". في سيناريو من هذا القبيل ستخسر اسرائيل من قدرتها على صوغ المجال الجغرافي السياسي بين البحر والنهر.   (البروفيسور مشعل يدرس في قسم العلوم السياسية في جامعة تل ابيب.  ومصا تلميذ بحث في قسم دراسات الشرق الاوسط في جامعة بن غوريون