خبر : هذا ليس يسارا مناورة البروفيسور/يديعوت

الإثنين 22 فبراير 2010 11:20 ص / بتوقيت القدس +2GMT
هذا ليس يسارا مناورة البروفيسور/يديعوت



البروفيسور يهودا شنهاف نشر في هذه الايام كتابا بعنوان "في شرك الخط الاخضر". بمناسبة صدور الكتاب أجرى شنهاف مقابلة صحفية وقال ضمن امور اخرى انه يوصينا بالتخلي عن تقسيم البلاد في صالح حل الدولة الواحدة. هذا النوع من الحلول معروف: شنهاف ينتهي الى مجموعة مثقفين ما بعد صهاينة، يتباهون بالقاب مثل "اليسار الراديكالي" و "ما بعد الكولونيالية" ويطالبون اليهود بالتخلي عن حقهم في تقرير المصير، باسم الديمقراطية، بالطبع. كل الموضوع محوط بلغة حقوق الانسان ومسنود الى موقف اكثر عمومية يكرر نفسه في الاكاديمية منذ سنين: التعليم ما بعد الكولونيالي. وحسب اصحاب هذا الموقف، فان الغرب هو عدو الديمقراطية اللدود، وكل ضحاياه هم على الاقل ضمنا، حماة الديمقراطية. هكذا، حسب شنهاف، عندنا ايضا: فقط نلغي الابرتهايد الغربي المسمى اسرائيل وستقوم هنا ديمقراطية رائعة مع اغلبية عربية.وكي تصمد هذه الفرضية الاساس، مطلوب بكائية لفظية غير صغيرة، واحيانا ذكاءا ثقافيا ما. عن البروفيسور شنهاف يمكن قول امور كثيرة، ولكن لا يمكن اتهامه بالذكاء. وعليه فان المقابلة معه تكشف العورة الاخلاقية، وليس فقط الثقافية للمفهوم الذي يدفعه الى الامام. حسب شنهاف، خط مباشر يربط بين 1948 و 1967، وعليه - على حد قول المستوطنين – لا فرق حقيقي بين اسرائيل داخل الخط الاخضر واسرائيل خارجه. في نظره، الفارق بين العيش تحت الاحتلال وبين المواطنة في دولة اسرائيل هو على ما يبدو ليس أكثر من طيف. من يحمي المشروع الصهيوني داخل الخط الاخضر في واقع الامر يشهد على كراهية الاخر الكامنة فيه، لانه لا يريد حقا "الانخراط في الرحاب" العربي. الانخراط في الرحاب العربي بهذا المعنى هي خطة لتقدم الديمقراطية. اما اسرائيل، التي هي "فرع لاوروبا" فينم عنها رائحة كريهة استعمارية تصل الى مسافات بعيدة. البلدان العربية هي على ما يبدو ديمقراطية نموذجية، اما اسرائيل، حسب شنهاف فتقوم على اساس "قوانين عنصرية وحالة طوارىء مستمرة". المقال مليء بالادعاءات من قبيل: شنهاف يجد نفسه يتفق مع بني بيغن وينفر من "وطنية" دافيد غروسمان؛ المستوطنون واليمين هم "ليسوا بالضرورة" وطنيين، اما اليسار الصهيوني "ميرتس – العمل – كديما" فهو وطني بوضوح. ما يمثل جوهر اسرائيل، حسب نظرية شنهاف، هو شعار ليبرمان لا مواطنة بدون ولاء، اما حقيقة أن اسرائيل رفضت كل مثل هذه الفكرة منذ لحظة وجودها فهي هامشية، وغيره وغيره.باختصار، من خلال شنهاف انكشفت المناورة الثقافية العقيمة هذه بكامل هشاشتها، وعليه لعله من المجدي ان نسمي الطفل باسمه: شنهاف ليس ما بعد استعماري بل استعماري جديد، وقريب من عائلته السياسية ليس ليسار بل جورج دبليو بوش وسياسته في العراق. مثل بوش، شنهاف يتجاهل الارادة الحقيقية لـ "لمحليين"، الذين ليسوا راشدين بما فيه الكفاية بعد لتقرير المصير، وبدلا من ذلك سيفرض عليهم ديمقراطية مشتركة على النمط "السليم". ومثل روديارد كبلينغ قبله يعرف افضل مما يعرف المحليون كيف ينبغي لهم أن يقرروا مصيرهم. واخيرا، ينبغي قول شيء ما ايضا عن انعدام المسؤولية الاخلاقية لمثل هؤلاء المثقفين الاسرائيليين. يحتمل أن يكون هذا يجامل جدا، في عصرنا، بعض الموضات في الاكاديمية في خارج البلاد، وان الاحاديث عن ثنائية القومية و "الانخراط في الرحاب" العربي جيدة للطرح. ولكن كل ذي عقل يفهم بان حل الدولة الواحدة معناه حربا اهلية عضال. كما أن هناك شيء مقرف في أن من يحث هذه الفكرة في البلاد هم اساسا اناس اثرياء، ذوو مهن متحركة ودولية، يمكنهم ان ينصرفوا من هنا الى ستانفورد او كامبردج في الوقت الذي لا يكون للكادحين مكانا يذهبون اليه – من يهود وعرب – فيغرقوا هنا في نهر من الدم.