بيروت أصدرت المحكمة العسكرية في لبنان أمس حكم إعدام بحق ضابط صف سابق في قوى الأمن الداخلي اللبنانية بعدما دانته بالتعامل مع إسرائيل وبضلوعه في عملية اغتيال اثنين من قادة حركة الجهاد الإسلامي في لبنان. ونص الحكم على إدانة محمود قاسم رافع (63 عاما) العضو السابق في قوى الأمن الداخلي «بالتعامل مع العدو الإسرائيلي والتجسس» لحسابه. ودين رافع أيضا بالمشاركة في تنفيذ اعتداء بسيارة مفخخة في صيدا في مايو (أيار) 2006، مما أدى إلى مقتل الأخوين محمود ونضال مجذوب، وهما قياديان في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان. وحكم على متهم ثان هو حسين سليمان خطاب بالإعدام غيابيا. وقد اعترف رافع لدى بدء محاكمته عام 2009 بأنه تعاون مع ضباط في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مقابل الحصول على آلاف الدولارات بين 1993 و2006، عام اعتقاله.من جهتها رحبت حركة "الجهاد الاسلامي" بحكم القضاء اللبناني بحق العميلين رافع وخطاب. وقالت الحرمة في بيان لها وصل سما نسخة عنه "بكثير من الارتياح، وبعد طول انتظار، تلقينا وعوائل الشهداء خبر حكم الإعدام الذي أصدره القضاء اللبناني بالعميلين محمود رافع وحسين خطاب، ليخفف بعضاً من معاناة الأمهات والزوجات الثكالى والأبناء اليتامى، الذين باتوا الليالي الطوال وهم ينتظرون هذا الحكم الذي يعتبر أقل ما يمكن أن يصدر بحق العملاء الذين تدنت في نفوسهم معاني الإنسانية، فباعوا أنفسهم ودينهم ودنياهم خدمة لمصالح عدو بلدهم وعدوّ أمّتهم". واضاف البيان "إننا في حركة الجهاد الإسلامي، نرحب بحكم القضاء اللبناني، وندعو الى أن يكون هذا الحكم هو مصير كافة العملاء بغض النظر عن ديانتهم أو جنسياتهم، لكي يكون رادعاً لكل من تسوّل له نفسه التعامل مع هذا العدو. ونؤكد أن قضية العملاء والعمالة لا ينبغي أن تصبح بحال من الأحوال مسألة سياسية فيها نظر". واكد" إنّ كشف عملية اغتيال الشهيد القائد محمود المجذوب وشقيقه نضال، والقرار الذي صدر عن القضاء يثبت مرة أخرى أن لبنان يقع في دائرة الاستهداف من قبل العدو الصهيوني وأجهزته وعملائه للعبث بأمنه واستقراره، وما تمّ كشفه من شبكات للعملاء لهو دليل على مدى الجهد الذي يبذله العدو من أجل اختراق ساحة المقاومة واستهداف المقاومين، وما يخطط له من عمليات تربك الاستقرار الأمني والسياسي ليس للبنان فحسب بل لكل الوطن العربي". ودعت الجهاد " القضاء اللبناني الى تنفيذ حكم الإعدام في أقرب وقت ممكن، وبالطريقة التي يستحقها هؤلاء العملاء في ملاقاة حتفهم الموعود". واوضحت " إن المعركة الأمنية التي تخوضها المقاومة والأجهزة الأمنية مع العدو الصهيوني معركة شرسة لا تقل أهمية عن المعارك الميدانية، وهي معركة مستمرة وطويلة، سيسهم الحكم الذي صدر عن القضاء اللبناني في تحديد معالمها وحسم نتائجها، وسيكون مصير العميلين رافع وخطاب عبرة لكل من تسوّل له نفسه التعامل مع هذا العدو والتآمر ضد شعبه ووطنه وأمته".