نابلس / سما / دعا الأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات الحرة في العالم جاي رايدر، إلى ’دعم صمود الشعب الفلسطيني فوق أرضه وإزالة المستوطنات الإسرائيلية من الأرض المحتلة وليس وقف بنائها فقط’. جاء ذلك، خلال اجتماع عقد وقوف الاتحاد الدولي والاتحادات والنقابات العمالية المنضوية تحت لوائه إلى جانب العمال الفلسطينيين واتحاد نقاباتهم لمقاومة المشروع الإسرائيلي الذي يهدف لتدمير البنية التحتية وتجويع السكان الفلسطينيين وجعلهم تحت رحمة التبعية للاحتلال. جاء ذلك خلال اجتماع ’رايدر’ بقيادة الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين- أعضاء الأمانة العامة واللجنة التنفيذية بالاتحاد، الذين حضروا من جميع محافظات الضفة الغربية والقدس المحتلة، بحضور وزير العمل د. احمد مجدلاني وممثل منظمة العمل الدولية في فلسطين أ. منير قليبو ومدير عام وزارة السياحة ابراهيم الحافي إلى جانب الأمين العام لاتحاد نقابات العمال شاهر سعد. ورحب سعد باسم الجميع بزيارة الأمين العام للاتحاد الدولي للأرض الفلسطينية، واصفا أياها بالتاريخية والمهمة وخاصة أنها تأتي في ظل استمرار وتزايد الهجمة الإسرائيلية على العمال الفلسطينيين والتصعيد الخطير من قبل المستوطنين في مختلف محافظات الضفة والقدس. وأكد سعد على ضرورة أن يكون هناك تحرك جدي وفاعل من قبل الاتحاد الدولي ITUC للضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان في الضفة وإنهاء الاحتلال والانتهاكات التي يمارسها بحق الفلسطينيين في ظل الصمت الدولي. وأشار إلى أن الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين يبذل مساعي حثيثة لحشد الدعم والتضامن الدولي مع القضية الفلسطينية، ولإنهاء معاناة العمال اليومية على الحواجز والمعابر الإسرائيلية. وأشار د. مجدلاني خلال الاجتماع إلى أنه ولأول مرة في فلسطين يتم تأسيس إطار للحوار الاجتماعي الثلاثي، تشارك فيه أطراف الإنتاج الثلاثة (وزارة العمل، نقابات العمال، أصحاب العمل) في اشارة منه إلى أن هناك إرادة سياسية لتنفيذ هذا الحوار الذي يأتي ضمن الجهود المبذولة لتعزيز مشروع الوحدة الوطنية ودعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال. وأضاف أن ’ما تم انجازه في هذا الصعيد ما هو الا واحدة من المرتكزات الأساسية التي يتم العمل بها بالتعاون مع منظمة العمل الدولية ILO وأكد انه سيكون هناك لقاء موسع وجامع لأطراف الإنتاج لادارة الحوار سيعقد في مقر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين لاحقا’، لافتا إلى ان وزارة العمل تتطلع لتعاون دولي وشراكة تلبي متطلبات واحتياجات كافة شرائح المجتمع الفلسطيني وان يكون هناك نقابات قوية تقوم بدورها اتجاه العمال على اكمل وجه. وتطرق ممثل منظمة العمل الدولية في فلسطين منير قليبو إلى الدور الذي تقوم به المنظمة لتحسين اوضاع وظروف العمل والعمال الفلسطينيين، والجهود التي تبذل بالتعاون مع الوزارة واتحاد نقابات العمال. وأعرب عن امله في أن يتم انجاز وحدة الحركة النقابية في اقرب وقت ممكن وان تثمر جهود الحوار الاجتماعي القائمة. وتحدث قليبو عن مشروع العيادة القانونية التي تسعى منظمة العمل لإيجادها في الاتحاد العام لنقابات العمال، مشيرا الى التحضيرات لهذا المشروع ودراسته في مراحلها الأخيرة، إضافة لتفعيل العمل بصندوق الضمان الاجتماعي الذي يناقش مع وزارة العمل. وشكر رايدر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين وأمينه العام على دعوته وترتيبه لهذه الزيارة التي تهدف للاطلاع عن كثب على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة في الأرض الفلسطينية. وأكد أن الاتحاد الدولي يرفض فكرة الاحتلال جملة وتفصيلا في فلسطين، ويطالب بإنهائه ليعيش الشعب الفلسطيني في ديمقراطية وحرية وامن كباقي شعوب العالم. وتطرق رايدر للحديث عن تضامن الاتحاد الدول الدولي مع الفلسطينيين وقضيتهم العادلة، مشيرا الى انه ومن خلال موقعه كأمين عام للاتحاد العالمي للنقابات والتي تضم 174 اتحادا عماليا دوليا يمثلون 148 دولة ويضم أكثر من 289 مليون عامل سيبذل كل ما في وسعه للضغط على إسرائيل وإلزامها باحترام الارداة الدولية الهادفة إلى إيجاد تسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تقوم على أساس إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية في حدود الرابع من حزيران 1967. وأضاف رايدر انه ’فخور جدا بكونه موجود بين الفلسطينيين ولتعامله معهم’، لافتا إلى أن النقابات العمالية واتحادها العام إلى جانب الشعب الفلسطيني استطاعت ان تجعل القضية الفلسطينية محور اهتمام العالم وذلك انعكس على المجتمع الدولي. وأكد على ضرورة حشد التضامن الدولي وان اتحاده يعمل بقوة في هذا الاتجاه. وشدد على أهمية النقابات العربية وضرورة فتح علاقات التعاون والعمل معها وان يكون لها دور فاعل ومميز في دعم الشعب الفلسطيني، موضحا انه كان هناك موقفا واضحا للنقابات العمالية العربية في مؤتمر الخرطوم الأخير، والذي أكد على موضوعات الديمقراطية والحريات النقابية ودعم مختلف قطاعات العمال وقال: نحن في الاتحاد الدولي نتعامل مع النقابات وليس مع الحكومات. وقد استعرض أعضاء الأمانة العامة واللجنة التنفيذية بالاتحاد حسين الفقهاء وإبراهيم ذويب ومنويل عبد العال وناصر يونس وباير سعيد واحمد شقير وسهيل خضر وإبراهيم دراغمة الأوضاع الصعبة التي يعيشها العمال الفلسطينيون نتيجة الاحتلال وممارساته. ولفتوا إلى معدلات الفقر والبطالة ’الآخذة بالارتفاع نتيجة الحصار والإغلاقات وسياسة هدم المنازل والاستيلاء على الأرض من قبل الاحتلال’، وشرحوا الواقع ’المرير الذي أوجدته إسرائيل على الأرض في القدس ومختلف محافظات الوطن من بناء للجدار الفاصل وإقامة المعابر الحدودية والحواجز وإيجاد صعوبات على تحركات وتنقل الفلسطينيين’.