استشهد نحو 100 فلسطيني في مجازر مروعة استهدفت شمال غزة فجر الجمعة، وأصيب وفُقد عشرات آخرون عقب شن طائرات الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على شمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، مساء اليوم، باستشهاد 103 مواطن وإصابة أكثر من 200 آخرين في مجازر الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة منذ فجر اليوم.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، وصول 93 شهيدا وأكثر من 200 مصاب، منذ فجر الجمعة، إلى مستشفيات القطاع جراء الغارات الإسرائيلية المكثفة.
وقالت الوزارة، في بيان، إن “93 شهيدا وأكثر من 200 جريح وصلوا إلى المستشفيات منذ ساعات الفجر وحتى الساعة 11:35 (ت.غ)، نتيجة مجازر واستهدافات إسرائيلية متواصلة”.
وأضافت أن “109 شهداء و216 مصابا، وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية جراء القصف الإسرائيلي”.
وتعليقا على الغارات الإسرائيلية المكثفة على كافة مناطق قطاع غزة، أفاد متحدث الدفاع المدني الفلسطيني في غزة محمود بصل بأن “هناك 50 شهيدا تم انتشالهم جراء القصف الإسرائيلي وما يزيد على 50 آخرين تحت أنقاض المنازل، ويوجد مناطق لم تستطع طواقم الإسعاف الوصول إليها بعد”.
وتمكنت الطواقم الطبية من انتشال 15 شهيدا وسط صعوبة في الوصول إلى غيرهم ومصابين عالقين تحت الأنقاض بسبب استهداف قوات الجيش الإسرائيلي لفرق الإسعاف والطوارئ.
من جهته، أوضح جهاز الدفاع المدني أنه خلال تفقده منزلا قصفته إسرائيل في مخيم جباليا شمالي القطاع تبين أن المنزل يتكون من طابقين وأن من بداخله دفنوا ولم يعثر لهم على معالم.
وبيّن الدفاع المدني أنه بسبب كثرة الاستهداف وانشغال الإسعافات، فإن طواقمه نقلت شهيدين بسيارة الإطفاء للمستشفى.
وحسب مصادر طبية، بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة منذ منتصف الليلة 16، بينما ارتفع العدد منذ فجر الخميس إلى 143.
يأتي ذلك في إطار تصعيد إسرائيل لعملياتها العسكرية في قطاع غزة بموجب خطة وافق عليها المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر الإسرائيلي في وقت سابق من الشهر الجاري تهدف إلى “السيطرة على القطاع والاحتفاظ بالأراضي” لتكثيف الضغط على حماس للقضاء عليها ودفعها للإفراج عن الرهائن.
وفي أحدث الغارات، ستشهد 7 مواطنين، بينهم أطفال، إثر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، على خان يونس جنوب قطاع غزة، ما يرفع عدد الشهداء منذ فجر اليوم الجمعة إلى 103.
وأفاد مراسلنا، بأن طائرات الاحتلال قصفت منزلا، ومركبة مدنية، بين بلدتي بني سهيلا والفخاري شرق خان يونس، ما أسفر عن استشهاد 7 مواطنين، بينهم 3 أطفال.
وقال إن الشهداء الذين ارتقوا إثر قصف المركبة هم، عطوة العمور و3 من أحفاده الأيتام، حيث كان والدهم قد استشهد قبل أشهر، مضيفا أنه تم جثامين الأطفال الثلاثة تفحمت وتقطعت إثر القصف.
وأفادت الطواقم الطبية المختصة، بأنها تمكنت من انتشال شهيدين، أحدهما من محيط مفترق أبو هولي جنوب دير البلح، وتم نقله إلى مستشفى شهداء الأقصى، والآخر وهو الشهيد محمود بشير أبو أمونة من منزل عائلته المستهدف سابقا شرق المستشفى الاوروبي شرق خان يونس.
وقصفت مدفعية الاحتلال، وأطلقت الآليات العسكرية الإسرائيلية النار بكثافة شمال بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، كما استهدفت شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
كما أحرقت طائرات الاحتلال الإسرائيلي المسيرة، خيام لنازحين في منطقة السكة بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وأفاد مراسلنا نقلا عن مصادر طبية، بأن مستشفيات قطاع غزة تعاني نقصا حادا في كميات الدم، نتيجة عدم توفرها، لافتا إلى أن المواطنين لا يستطيعون التبرع بسبب فقر الدم الناجم عن سوء التغذية.
وأضاف أن سوء التغذية في قطاع غزة وصل مرحلته الخامسة، وهي أخطر المراحل؛ تبعا لتصنيف منظمة الصحة العالمية، وأن آثار المجاعة أصبحت واضحة على أجساد المواطنين؛ وتؤثر على وظائفهم الحيوية، مؤكدا أن أعداد الإصابات والشهداء في مستشفيات القطاع زادت بنسبة كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية؛ نظراً لحجم الجرائم والاستهدافات الإسرائيلية المتزايدة.
ولفت إلى أن الاحتلال دمر 85% من مرافق الخدمة الصحية في قطاع غزة، ما تسبب في فقدان السيطرة على القطاع الطبي، حيث أصبح التعامل مع المصابين محدودا، وأن ما يحدث يفوق وصفه بالإبادة الجماعية؛ وهناك ملاحظات لأعداد خطيرة من الإصابات، وزيادة في أعداد الحرجة منها التي تصل المستشفيات.
وأوضح أن الوضع في شمال القطاع صعب جدا، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي العنيف، وتواجد عشرات الشهداء تحت الأنقاض وفي الطرقات، في حين يستهدف الاحتلال كل من يتحرك في تلك المناطق، وتجد الطواقم المختصة صعوبة في الوصول لإنقاذ المواطنين، بفعل تواصل القصف الإسرائيلي.
ولفت مراسلنا، بأن الاحتلال استهدف الطريق الرئيس في منطقة السلاطين غرب بيت لاهيا، لحظة دخول الطواقم لإنقاذ المواطنين، ما اضطرها بصعوبة شديدة للعودة من شوارع فرعية.
وذكر أن الاحتلال باغت المواطنين بشكل مباشر في المناطق الشمالية من قطاع غزة، وتحديدًا في المناطق الشرقية والغربية، كما استهدف أكثر من 10 منازل مأهولة بالسكان بشكل مباشر في بيت لاهيا وجباليا، ما أدى لاستشهاد العشرات، وفقدان آخرين.