مسؤول إسرائيلي يعتبر مصافحة ترامب للشرع “فألا سيئا” ..

الخميس 15 مايو 2025 03:39 م / بتوقيت القدس +2GMT
مسؤول إسرائيلي يعتبر مصافحة ترامب للشرع “فألا سيئا” ..



القدس المحتلة/سما/

حذر الرئيس الأسبق لأركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت، الخميس، من تداعيات مصافحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنظيره السوري أحمد الشرع، معتبر إياها “فألا سيئا” لتل أبيب.
والأربعاء، التقى ترامب والشرع في الرياض، بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر الإنترنت.
ويعد هذا أول لقاء بين رئيسين أمريكي وسوري منذ 25 عاما.
وقال آيزنكوت، القيادي بحزب “معسكر الدولة” المعارض، لإذاعة “103 إف إم” العبرية: “من وجهة نظر إسرائيل، هذا فأل سيئ”.

وتابع: “هذا تماما مثل المحادثات المباشرة التي تجري بين حماس والولايات المتحدة من خلف ظهورنا”.
وأسفرت مفاوضات بين حماس وواشنطن عن إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي الأسير عيدان إلكسندر، الاثنين، من القطاع، حيث يوجد عشرات الأسرى الإسرائيليين.
وتسببت هذه المفاوضات الثنائية المباشرة وما نتج عنها من إطلاق ألكسندر في عاصفة انتقادات محلية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنامين نتنياهو، جراء تهربه من إبرام اتفاق شامل.

ورغم وصفه الشرع بـ”الإرهابي” وفق تقديره، إلا أن آيزنكوت، أعرب عن تأييده للتحركات الدبلوماسية في سوريا.
وقال: “نحن بحاجة إلى المبادرة، وليس إلى أن نكون سلبيين، وأن نتخذ قرارات قيادية من موقع القوة”.
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة، برئاسة الشرع، لم تهدد إسرائيل بأي شكل، تشن تل أبيب بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى لمقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
** سوريا ولبنان
ومحددا مطلبين، قال آيزنكوت: “نريد من الشرع، تعزيز اتفاقية الفصل (بين القوات) بقواعد واضحة تمنع أي أحد من الاقتراب من الحدود الإسرائيلية، وتوضيح أن أي تهديد للحدود الإسرائيلية سيُقابل بقوة هائلة”.
ومنذ 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام بشار الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.
كما احتلت “جبل الشيخ” الاستراتيجي، الذي لا يبعد عن العاصمة دمشق سوى بنحو 35 كلم، ويقع بين سوريا ولبنان ويطل على إسرائيل، كما يمكن رؤيته من الأردن، وله أربع قمم أعلاها يبلغ طولها 2814 مترا.
وتابع آيزنكوت: “والخطوة التالية هي تعزيز اتفاق يمكن أن يؤثر على لبنان (جارة سوريا). توجد فرصة، كما هو الحال بعد كل حرب، لتعزيز الترتيبات السياسية”.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
** فشل نتنياهو
وبخصوص حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، قال آيزنكوت: “في 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قيل إنه خلال عام سيتم تفكيك حماس”.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت نحو 173 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وأكد آيزنكوت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم ينجح، و”يجب استبداله.. علينا اتخاذ قرارات صعبة نابعة من الفشل الذي حدث في عهد حكومة نتنياهو”.
وأضاف: “يُعدّ إصرار رئيس الوزراء على اتفاق جزئي (بشأن غزة) خطأ فادحا ينبع من دوافع سياسية بحتة”.
واستطرد: “المطلوب من الحكومة هو التقدم بصفقة شاملة في أقرب وقت ممكن، وطرد ما تبقى من قيادة حماس، والمطالبة بنزع السلاح مقابل إعادة الاعمار”.
وأكدت “حماس” مرارا استعدادها لبدء مفاوضات شاملة، لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، أحدثها نزع سلاح “حماس”، وهو ما ترفضه الحركة طالما استمر احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
وتقول المعارضة وأهالي الأسرى إن نتنياهو مستمر في حرب الإبادة بغزة رضوخا للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الخاصة، ولاسيما البقاء في الحكم