نتنياهو إلى واشنطن خلال عطلة عيد الفصح

الجمعة 04 أبريل 2025 07:51 م / بتوقيت القدس +2GMT
 نتنياهو إلى واشنطن خلال عطلة عيد الفصح



واشنطن/سما/

قال مسؤول إسرائيلي، مساء اليوم، لموقع أكسيوس الأميركي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرس إمكانية القيام بزيارة قصيرة إلى واشنطن خلال عطلة عيد الفصح اليهودي للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن هناك محادثات تجري مع الإدارة الأمريكية في محاولة لتنسيق الموعد.

وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يزور الولايات المتحدة قريبًا.

وقال ترامب للصحفيين على متن طائرة “إير فورس وان” إن نتنياهو “قد يأتي الأسبوع المقبل”، لكن مسؤولًا أمريكيًا أوضح لاحقًا لموقع “أكسيوس” أن الزيارة لن تتم قبل عدة أسابيع. وقال مسؤول إسرائيلي للموقع ذاته إن ترامب وجّه دعوة لنتنياهو لزيارة البيت الأبيض، لكن لم يُحدد موعد حتى الآن.

وكان نتنياهو قد زار الولايات المتحدة في أوائل فبراير، ليصبح أول زعيم أجنبي يلتقي بترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض. ولم يذكر مكتب نتنياهو أي خطة وشيكة لزيارة واشنطن.


وقال مكتب رئيس الوزراء في وقت سابق الخميس إن نتنياهو تحدث مع ترامب برفقة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بشأن انسحاب بودابست من المحكمة الجنائية الدولية. وأكد ترامب إجراء الاتصال، لكنه لم يقدم تفاصيل إضافية حول فحواه.

ويتواجد نتنياهو حاليًا في المجر، ومن غير المتوقع أن يعود إلى إسرائيل قبل صباح الأحد. ومن المقرر أن تبدأ عطلة عيد الفصح اليهودي في نهاية الأسبوع المقبل، مساء 12 أبريل.

وإذا ما زار واشنطن قريبًا، من المرجح أن يكون على رأس جدول أعماله موضوع الرسوم الجمركية الأمريكية بنسبة 17٪ التي فرضتها إدارة ترامب على الواردات الإسرائيلية، وهي خطوة فاجأت القدس، خاصة أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أمر هذا الأسبوع بإلغاء جميع الرسوم الجمركية المتبقية على الواردات الأمريكية على الفور، في محاولة لتفادي مثل هذه العقوبة قبل إعلان ترامب عن الرسوم يوم الأربعاء.

ردا على سؤال عن جهود إحياء وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، قال ترامب: “سنحاول حل مشكلة غزة. إنها مشكلة قائمة منذ سنوات عديدة — عقود عديدة”.

“لقد التقيت بالعديد من الرهائن. إنه وضع مروع. ولكن كما لاحظتم، يتم إطلاق سراح الرهائن الآن، وهذا لم يحدث إلا بعد أن تدخلت. يتم الآن إطلاق سراح الرهائن – عدد لا بأس به”، أضاف، رغم أنه لم يُفرج عن أي رهائن منذ أكثر من شهر.


وضع محادثات الرهائن
انهار اتفاق وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن بعد اكتمال المرحلة الأولى منه في 1 مارس، والتي شهدت إطلاق سراح 33 رهينة، من بينهم 25 على قيد الحياة.

تسعى إسرائيل إلى إعادة صياغة الصفقة لإطلاق سراح المزيد من الرهائن في تمديد للمرحلة الأولى من وقف إطلاق النار المؤقت، بما يسمح لها بمواصلة العمليات العسكرية ضد حماس. وتُصر حماس على الالتزام ببنود الاتفاق الأصلية، والتي تنص على بدء المرحلة الثانية في 2 مارس وتشمل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين الأحياء (24 رهينة) مقابل انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية وإنهاء دائم للحرب — وهما بندان يرفضهما نتنياهو بحجة أنهما يُبقيان حماس في السلطة.

وأمر نتنياهو الجيش الإسرائيلي في 18 مارس باستئناف العمليات العسكرية المكثفة في غزة، بعد أن رفضت حماس عدة مقترحات لتمديد المرحلة الأولى من الصفقة.

وقال مسؤول فلسطيني رفيع مطّلع على المفاوضات لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الأربعاء إن حماس مستعدة للإفراج عن جميع الرهائن دفعة واحدة مقابل وقف دائم لإطلاق النار.

ورغم رفض إسرائيل المتكرر لهذا النوع من المبادلات، قدمت حماس مطلع هذا الأسبوع اقتراحًا بتمديد المرحلة الأولى — وهو ما كانت ترفضه سابقا — في مؤشر على أن الحركة تتأثر من الضغط العسكري الإسرائيلي المكثف.

وقال المسؤول الفلسطيني إن مقترح حماس الأخير مشابهًا جدًا لمقترح المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الشهر الماضي، والذي كان سيشهد إطلاق سراح خمسة رهائن إسرائيليين. ولكن المقترح يشمل أيضًا ضمانات من الوسطاء بأن إسرائيل ستوافق على إجراء محادثات بشأن وقف دائم لإطلاق النار بمجرد بدء تمديد الهدنة.

لكن إسرائيل رفضت مقترح حماس الأخير وقدّمت مقترحا مضادًا يشمل إطلاق سراح 11 رهينة دون التزام بإجراء محادثات بشأن وقف دائم لإطلاق النار، وفقًا للمسؤول الفلسطيني، الذي قال إن هذا مرفوض بالنسبة لحماس. وأضاف: “المحادثات متوقفة الآن”.


وقال ترامب في حديثه مع الصحفيين يوم الخميس: “أرغب في استعادة أكبر عدد ممكن من الرهائن”.

وأضاف أن “غزة أمر مهم جدًا. لقد كانت تحت الحصار لسنوات طويلة”، مستخدمًا وصفًا كثيرًا ما يستخدمه منتقدو إسرائيل للإشارة إلى حصارها للقطاع.

وتابع: “هذا مؤسف. الكثير من الناس يموتون في غزة… أشياء سيئة كثيرة تحدث في غزة. سنرى ما يمكننا فعله بهذا الشأن”.

إيران ترغب بمحادثات مباشرة؟
كما سُؤل ترامب عما إذا كان مستعدا لإجراء محادثات غير مباشرة مع إيران عبر وسطاء.

ورد الرئيس: “المحادثات المباشرة أفضل. أعتقد أنها تسير أسرع، وتفهم الطرف الآخر بشكل أفضل مقارنة بالمرور عبر وسيط”.

وأضاف أن طهران لم تعد تريد استخدام الوسطاء، وترغب بالدخول في “مفاوضات مباشرة مع واشنطن”.

وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد قال الأحد إن بلاده رفضت عرضًا أمريكيًا لمحادثات مباشرة ردا على رسالة تلقاها من ترامب بشأن البرنامج النووي الإيراني المتسارع.

وأوضح بزشكيان أن “المفاوضات المباشرة (مع الولايات المتحدة) رُفضت لكن إيران شاركت على الدوام في مفاوضات غير مباشرة والآن أيضا أكد الزعيم الأعلى على إمكان استمرار المفاوضات غير المباشرة”.

ولم يوضح ترامب كيف علم بتغيير موقف إيران، ولكنه قال: “أعتقد أنهم قلقون. يشعرون بالضعف. لا أريدهم أن يشعروا بذلك. أعلم ذلك بشكل مؤكد. أعتقد أنهم يرغبون بمحادثات مباشرة”.


ويشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي كان قد وصل إلى هنغاريا فجر يوم الخميس، متحديا مذكرة توقيف أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحقه على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم حرب في غزة.

وستستمر زيارة نتنياهو إلى هنغاريا أربعة أيام يجري خلالها محادثات مع نظيره الهنغاري فيكتور أوربان، ومسؤولين آخرين قبل أن يعود إلى إسرائيل الأحد المقبل.

ووجه أوربان دعوة الزيارة إلى نتنياهو بعد يوم واحد من إصدار الجنائية الدولية مذكرة الاعتقال بحقه في 21 نوفمبر الماضي، والتي ندد بها بشدة، معتبرا أنها "معيبة".

وتمثل زيارة نتنياهو إلى بودابست أول رحلة له إلى أوروبا وثاني رحلة خارجية منذ أن أصدرت الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحقه وبحق وزير الدفاع السابق يوآف غالانت.

وزار نتنياهو واشنطن في فبراير للقاء حليفه المقرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ولم تنضم إسرائيل والولايات المتحدة إلى عضوية المحكمة الجنائية الدولية إذ تقول واشنطن إن المحكمة يمكن أن تستخدم لمحاكمات ذات دوافع سياسية.

وتزامنا مع زيارة نتنياهو أعلنت هنغاريا يوم الخميس، الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية.