: أحرق أهالي قرية الرفيد، في ريف القنيطرة في سوريا، أمس الإثنين، مساعدات غذائية وزعها جنود الاحتلال الإسرائيلي على بيوت القرية فجرا، بينما رفض أهالي أبو تينة المساعدات المقدمة ومنعوا جيش الاحتلال من دهم البيوت وتفتيشها.
الناشط الميداني أمير الطحان من ريف القنيطرة قال في اتصال مع «القدس العربي» إن دورية إسرائيلية دخلت بعد منتصف ليل الإثنين، إلى بلدة الرفيد في ريف القنيطرة الجنوبي تحمل مساعدات غذائية، حيث وضعت سلالا غذائية أمام نحو 15 منزلا، وفي اليوم نفسه احتجزت القوات الإسرائيلية 450 رأساً من الغنم في البلدة ذاتها.
وأضاف توغلت قوات الاحتلال الإثنين في قرى الرفيد وأبو تينة في ريف القنيطرة الجنوبي والعشة في الجهة الغربية، وبينما وضع جنود الاحتلال المساعدات الغذائية أمام البيوت في الرفيد، جابت قوات برية أخرى تابعة للاحتلال على الأهالي في قرية أبو تينة، لتوزيع المساعدات.
ولفت إلى أن سكان قرية أبو تينة رفضوا المساعدات التي قدمتها القوات الإسرائيلية، كما منعوهم من تفتيش منازلهم. وبعد ساعتين من دخولها، اضطرت الدورية إلى الانسحاب والعودة إلى مواقعها.
وحسب المصدر فإن «جيش الاحتلال يستغل فقر الأهالي، والوضع المعيشي المتدني، وخصوصا في القرى الريفية، حيث تمنع قوات الاحتلال المزارعين من زراعة أراضيهم أو رعي أرزاقهم من الأغنام وغيرها».
وفي رأي المتحدث، فإن قوات الاحتلال «تحاول وضع الناس تحت الأمر الواقع، وتفرض عليهم المساعدات، رغم أن الحصار المعيشي يفرض من قبل هذه القوات الإسرائيلية على كل القرى الواقعة على الشريط الحدودي، والتي تضم جباثا الخشب، والحميدية، والحرية، ورويحينة، ورسم الرواضي، وبريقة، والعشة، والرفيد، والأصبح، وكودنا، ورغم هذا التضييق على الأهالي، إلا أنهم يرفضون المساعدات الإسرائيلية».
في الموازاة، قالت قناة «الإخبارية السورية» الرسمية، إن غارة إسرائيلية استهدفت الإثنين موقعاً عسكرياً في قرية موثبين شرق مدينة الصنمين في ريف درعا الغربي.
وأضافت أن الطيران الإسرائيلي لا يزال يجري تحليقًا مكثفًا في سماء محافظة درعا.
في السياق، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن أي انتشارا عسكريا في المنطقة الفاصلة بين إسرائيل وسوريا يشكل انتهاكاً لاتفاق فك الاشتباك الموقّع عام 1974.
ودعت إلى احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها تطبيقاً لمضمون ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر وانتهاكات قوات الاحتلال المتكررة، مما يزيد من معاناة السكان في مناطق ريف القنيطرة الذين يواجهون توغلا يوميا لقوات الاحتلال.
انفجار يهز جوبر
في الموازاة، هز انفجار ضخم حي جوبر الدمشقي، تبين أنه ناتج عن التخلص من مخلفات الحرب في الحي المدمر.
وأفاد المكتب الإعلامي لحي جوبر، أن فريق الهندسة فجّر صاروخا من مخلفات قصف النظام المخلوع عام 2018، كان مخبأً في قبو المسجد الكبير داخل الحي.
وذكر عبر صفحته الرسمية، على فيسبوك، أن الصاروخ نقل إلى موقع خال من السكان قبل تفجيره، مؤكدا أن عملية التفجير جرت داخل الحي المدمر.
أنس عطايا، عضو مجلس الأمناء التابع للمجلس المحلي في حي جوبر، شرح في اتصال مع «القدس العربي» وضع حي جوبر وأقسامه والمناطق المدمرة والمأهولة فيه.
اعتقال ضابط من قوات الأسد شارك في استهداف الأمن في الساحل
وقال: حي جوبر مقسم إداريا لأربعة أقسام، فهو أربعة أحياء ضمن المحافظة، حي المامونية وهو حي مأهول، إضافة إلى حي الاستقلال وحي جوبر الشرقي وحي جوبر الغربي وهي أحياء مدمرة بالكامل.
وتابع: حي المامونية قريب من ساحة العباسيين وسط العاصمة، ولم يكن تحت سيطرة فصائل المعارضة، لذلك لم يتعرض للدمار، كما أن سكان الحي بقوا في منازلهم ولم يضطروا إلى التهجير أو النزوح.
وكان يضم حي جوبر نحو 150 ألف نسمة، قبل اندلاع الثورة السورية، ولكن بعد حملة القصف والتدمير الممنهجة التي نفذتها قوات الأسد البائد تفرق نحو 100 ألف من أهالي حي جوبر حسب المتحدث ما بين إدلب والغوطة الشرقية وأحياء دمشق المجاورة، بينما هاجر قسم كبير خارج البلاد.
وأكد أن الأحياء المدمرة هي غير مخدمة، كما أنها غير صالحة للسكن، لأنها غير أمنة وفي حاجة ماسة إلى التخلص من مخلفات الحرب وإعادة إعمار.
وتحدث عن مبادرات محلية، مقدمة من أهالي جوبر، لترميم بعض الأحياء والمساكن، وترميم مساجد الحي وخاصة مسجد جوبر الكبير لما له من رمزية في قلوب الأهالي.
حملة أمنية
في غضون ذلك، ألقت مديرية الأمن السورية القبض على ضابط من بقايا قيادات نظام الأسد، شارك في استهداف القوات الأمنية والعسكرية في الساحل السوري، وذلك في عملية أمنية في ريف دمشق، حيث جرى ذلك بالتزامن مع حملة أمنية واسعة شنتها قوات الأمن العام بحثا عن مطلوبين في ريف إدلب شمال غربي سوريا.
وأفادت وزارة الداخلية في بيان، أن قوات الأمن العام ألقت القبض على شادي عادل محفوظ الذي عمل لدى شعبة المخابرات العسكرية فرع 277 زمن النظام البائد والمسؤول عن التجنيد لصالح شعبة الأمن العسكري.
ولفتت الوزارة الى أن محفوظ متورط بجرائم حرب، كما شارك في الفترة الأخيرة مع فلول النظام البائد باستهداف القوات الأمنية والعسكرية في الساحل وسيتم تقديمه للقضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وكانت إدارة الأمن العام أعلنت الأحد القبض على عنصرين تابعين لنظام الأسد المخلوع، أحدهما شارك في مجزرة التضامن.
حملة أمنية في إدلب
ونفّذت حملة أمنية واسعة ضد فلول النظام المخلوع في ريف إدلب الجنوبي، يوم الأحد، وتمكنت من إلقاء القبض على عدد منهم.
وذكرت الصفحة الرسمية لمحافظة إدلب أن الأمن الداخلي بوزارة الداخلية «أطلقت حملة أمنية في قرى ريف جسر الشغور في ريف إدلب الغربي».
وأشارت المحافظة إلى أن الهدف من الحملة هو «ملاحقة فلول النظام البائد، أسفرت عن إلقاء القبض على عدد من المطلوبين، وضبط أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم.
وأظهرت صور نشرتها المحافظة، رتلا عسكريا لقوات الأمن يتنشر ضمن مناطق ومساحات زراعية، كما ظهر في الصور بعض المعتقلين وتم العثور على أسلحة.
وفي طرطوس، شهد معبر «حكر ضاهر» غير الرسمي، في ريف طرطوس عودة لبعض العائلات السورية التي نزحت إلى لبنان خوفا من المجازر الطائفية التي شهدتها مدن الساحل السوري قبل أسابيع.
ونشرت صفحات محلية في طرطوس صورا تظهر فيها عودة لعشرات المدنيين المحملين بمتاعهم وحوائجهم، وهم يقطعون أنهارا وأراضي زراعية، مشيرة إلى أن هؤلاء عادوا الإثنين، عبر المعبر الحدودي بعد تأمينهم من قبل قوات الأمن العام.
وقالت مصادر محلية إن عناصر الأمن العام السوري انتشرت في محيط المعبر لتأمين العائلات العائدة، وضمان وصولهم الآمن إلى قراهم ومناطقهم الأصلية التي غادروها.