أُعلنت حالة الطوارئ في عدد من مستوطنات "غلاف غزة" في النقب الغربي، مساء اليوم السبت، عقب الاشتباه بجسم طائر، فيما هرعت قوات الجيش والشرطة إلى المكان، واضطر المستوطنون لدخول الملاجئ وسط إغلاق شارع 34 أمام حركة المرور.
ولم يمضِ وقت قليل على حالة الهلع حتّى تبيّن وفقاً لموقع "واينت" أن الجسم الطائر المشبوه ليس إلا إسرائيلياً يمارس رياضة القفز المظلي دون تنسيق الأمر مع الجيش. ولم تهرع قوات الشرطة والجيش فحسب، بل استدعي 28 عضواً في قوات الفرقة المتأهبة من مستوطنات "أور هنير" و"إيرز"، قبل أن تنتشر القوات في شارع 34 لتغلق الطريق الواصل بين مستوطنات "سديروت" و"نير عام" و"يد مردخاي". وشملت حالة التأهب إيقاف حركة القطار، فيما أُعلن في وقت لاحق استئنافها غداً في الخامسة صباحاً.
واستخدمت "كتائب القسام"، الذراع المُسلّحة لحركة حماس الطيران الشراعي والمظلي في هجوم "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023؛ في إجراء استبعدت إسرائيل استخدامه بسبب الجدار العازل ومنظومات المراقبة المتطورة المنتشرة على امتداده.
وتشير نتائج التحقيقات التي أجراها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بشأن إخفاق السابع من أكتوبر، وما سبقها، إلى أن الحكومة والجيش تمسكا بتصوّر مفاده أن حماس لا ترغب في مواجهة واسعة، على الرغم من أن المعلومات التي وصلت إلى المسؤولين كان ينبغي أن تزعزع هذا الافتراض. وذكر جيش الاحتلال ضمن نتائج تحقيقاته التي نشرها أن "التصوّرات الإسرائيلية كانت متجذرة وعميقة، وعلى مدار السنوات لم يكن هناك جهد منهجي وكبير لزعزعتها، ولم يتم عقد نقاش عميق حول السؤال: ماذا لو كنا مخطئين".
وتُوجّه التحقيقات انتقادات لتعريف التهديد من قطاع غزة باعتباره تهديدا ثانويا، ولاتّباع سياسة "إدارة النزاع" مع حماس دون تقديم بديل للحركة، ولتقييم إسرائيلي خاطئ لقدراتها ونواياها. كما خلص التحقيق إلى أنه سبق عملية السابع من أكتوبر "فشل استخباراتي على مستوى جمع المعلومات وعلى المستوى البحثي على مدار سنوات".