رئيس الشاباك دعا إلى هجوم ضد حماس قبل 7 أكتوبر ونتنياهو رفض

الأربعاء 05 مارس 2025 04:39 م / بتوقيت القدس +2GMT
رئيس الشاباك دعا إلى هجوم ضد حماس قبل 7 أكتوبر ونتنياهو رفض



القدس المحتلة/سما/

اعتبر رئيس الشاباك، رونين بار، خلال لقاء مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في 21 أيار/مايو العام 2023، وبعد انتهاء عملية عسكرية ضد حركة الجهاد الإسلامي، أن هذه العملية تشكل "جولة أولى ضد المحور الشيعي، والردع سيختبر مقابل الوقت. وينبغي الاستعداد لضربة البداية، لجولة اغتيالات. وحماس هي التحدي القادم أمامنا، ولن يكون هناك مفرا من معركة في غزة".

وأجاب نتنياهو على أقوال بار أنه "منذ حارس الأسوار (العدوان على غزة في أيار/مايو العام 2021)، حماس لم تطلق (قذائف صاروخية) أبدا على إسرائيل، بينما الجهاد الإسلامي تحدتنا. (نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في حينه صالح) العاروري أدرك خلال العملية العسكرية أنه ليس مجديا الاستمرار لأن سياسة الاغتيالات التي نفذناها أثّرت. ويوجد الآن توازن رعب قوي مقابل حماس".

أوردت هذه المحادثة صحيفة "هآرتس" في موقعها الإلكتروني اليوم، الأربعاء. ويبدو أن تسريب المحادثة للصحيفة تشكل بداية "حرب" بين الشاباك ونتنياهو، بعد تردد أنباء عديدة في وسائل الإعلام الإسرائيلية حول عزم نتنياهو إقالة بار من منصبه، في أعقاب دفع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الذي انتهت ولايته اليوم، هيرتسي هليفي، إلى الاستقالة قبل شهرين، بعد ممارسة ضغوط عليه لدفعه إلى ذلك، وبعد أن قال نتنياهو، أمس، إن "الشاباك لم يقرأ الصورة الاستخباراتية وكان أسير تصور معين"، محملا بذلك الشاباك مسؤولية الإخفاق الأمني في 7 أكتوبر.

وقال بار خلال لقائه مع نتنياهو، في أيار/مايو 2023، أن حربا ضد حماس "ستنشب إما نتيجة لعملية عسكرية واسعة في يهودا والسامرة أو نتيجة شيء آخر". ولم يعقب مكتب نتنياهو على تقرير الصحيفة، اليوم، فيما قال الشاباك إنه لا يتطرق إلى حوار يجريه مع المستوى السياسي.

وحسب الصحيفة، فإن المحادثة بين بار ونتنياهو مذكورة في تحقيق الشاباك حول الإخفاقات التي أدت إلى 7 أكتوبر، وجاء فيه أن المسؤولين في الشاباك أوصوا مرات عديدة أمام نتنياهو، وكذلك أمام حكومة بينيت – لبيد، باغتيال قادة حماس، "لكن نتنياهو لم يصادق أبدا على ذلك.

وأشارت الصحيفة إلى أن القناة 12 ذكرت، الشهر الماضي، أنه قبل عدة أيام من هجوم حماس في 7 أكتوبر، أوصى رئيس الشاباك باغتيال زعيم حماس، يحيى السنوار، خلال اجتماع شارك فيه نتنياهو.

ونقلت الصحيفة عن تحقيق داخلي أجراه الشاباك حول الإخفاقات التي أدت إلى هجوم 7 أكتوبر، أن "العام 2023 تميز بعدة إنذارات قدمها الشاباك وتتعلق بمحفزات الخصوم لمهاجمة إسرائيل، واستمرت حتى أيام سبق المجزرة" أي هجوم "طوفان الأقصى"، وأن تحقيق الشاباك ذكر أنه بدءا من العام 2021 صعدت حماس جهودها في توجيه عمليات مسلحة تنطلق من الضفة الغربية، وأنه على هذه الخلفية أوصى الشاباك باغتيال الذين يوجهون هذه العمليات المسلحة في غزة.


وبعد نشر تحقيق الشاباك، هاجم نتنياهو بار، حسب الصحيفة، وقال إنه "في التقديرات الاستخباراتية المتواصلة، وبضمن ذلك قبل أيام معدودة من المجزرة، كانت النظرية المركزية في الشاباك أن حماس مهنية بالحفاظ على هدوء ولن تُفتح معركة".

وأضاف نتنياهو أنه في بداية تشرين الأول/أكتوبر 2023، "أوصى رئيس الشاباك بمنح منافع مدنية لحماس مقابل شراء هدوء. وحتى أن بار قال إنه يجب الامتناع عن اغتيالات في قطاع غزة ولبنان من أجل الامتناع عن جولة (قتال) أخرى في غزة".


وحسب الصحيفة، فإنه "كُتب في تحقيق الشاباك، في المقابل، أنه في الشاباك أوصوا أمام المستوى السياسي بالمبادرة إلى العمل ضد حماس والامتناع عن الانجرار لجولات قتالية. ورغم ذلك، يؤكد التحقيق أن الشاباك فشل طوال سنين في رصد خطة حماس لشن هجوم، بالرغم من أنه كان لدى الشاباك وثيقة اشمل تفاصيل الهجوم، وأطلقت عليها تسمية ’سور أريحا’. وبموجب التحقيق، فإن الفشل المتواصل أدى إلى المس بجمع المعلومات الاستخباراتية وبالقدرة على اتخاذ القرارات في الليلة التي سبقت الهجوم".