رام الله / سما / أكد رئيس الوزراء الفلسطيني في رام الله سلام فياض, اليوم, أن قضية استعادة جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين تحمل إجماعا وطنياً لكل أبناء شعبنا الفلسطيني, مشيراً إلى أنها قضية تجمع بين قضيتي الشهداء والأسرى معاً وبالإضافة إلى البعد الإنساني والأخلاقي الذي تحمله هذه القضية. وحيا فياض في كلمة حفل إطلاق كتاب "لنا أسماء ولنا وطن" والذي نظمته الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب والكشف عن مصير المفقودين, الحملة على تنظيمها هذا الحفل الذي يضم ممثلين عن أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم والمفقودين من مختلف محافظات الوطن , والذي يتزامن مع اجتماع تعقده الحملة في قطاع غزة، وبحضور هذا الحشد من ممثلي القوى الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني, واعتبر أن هذا يؤكد الإجماع الوطني على مطلب استرداد جثامين الشهداء المحتجزة لدى إسرائيل والكشف عن مصير المفقودين باعتبارها قضية وطنية وإنسانية. وأكد فياض أن الحكومة عبرت عن دعمها للحملة ومطالبها، بالقرار الذي اتخذه مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة بتاريخ 3/8/2009 والذي قرر فيه اعتبار يوم 27 آب يوماً وطنياً لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين، والذي أعطى توجيهات واضحة للوزارات ذات الاختصاص بالعمل المشترك مع الحملة من أجل تمكينها من الوصول لهدفها باسترداد جثامين الشهداء المحتجزة وحتى يتمكن ذووهم من تشييعهم ودفنهم وفقاً للتقاليد الدينية وبما يليق بكرامتهم الإنسانية والوطنية. وأشار فياض إلى أن الحكومة إذ تقدر للحملة نجاحاتها في خلق جسم منظم لذوي الشهداء والمفقودين، وبناء إجماع وطني رسمي وشعبي حول مطالبها، فإنها تحيي كل الجهود التي أوصلت الحملة إلى ما هي عليه وتخص بالذكر جهود ذوي الشهداء والمفقودين والمتطوعين من مؤسسات المجتمع المدني والقوى الوطنية والإعلاميين الذين آزروهم. وشدد على أن الحكومة تعتبر نجاحات الحملة درساً يؤكد على قدرة المواطنين على الإبداع عندما يجدون من ينير طريق كفاحهم لأجل مصالحهم، وحيا مركز القدس للمساعدة القانونية ومجلس إدارته الذي قرر إطلاق هذه الحملة وإعطائها طابعها الوطني والإنساني، وكذلك طابعها الشعبي العام. وأضاف " إننا ونحن نحتفي اليوم بصدور كتاب "لنا أسماء ولنا وطن" الكتاب الأول الذي يوثق لقضية الجثامين المحتجزة والمفقودين، نتوجه بالتحية لكل الجهود التي بذلت لإصداره مؤكدين أنه لولا جهود ذوي الشهداء والمفقودين ومن آزرهم لإخراج هذه القضية من طي النسيان وتحويلها إلى قضية رأي عام وإجماع وطني لما كان لهذا أن يصدر و يحتل الكتاب الأهمية التي يستحوذ عليها ". وأكد رئيس الوزراء إن الحكومة ستستمر في تقديم كل الدعم السياسي والمادي لتمكين الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين من فضح السياسة الإسرائيلية في هذا الملف وما يتضمنه من ممارسات لا إنسانية. ووعد فياض باستمرار تقديم الحكومة لدعمها السياسي والمادي وثمن فياض الدور الذي تقوده الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير معتبراً إياه ركناً هاماً في هذا النضال الوطني والإنساني والأخلاقي الذي تدعمه الحكومة بكل قوة وحزم, وقال " إننا ندعوكم إلى مواصلة هذا الطريق الذي بدأتموه حتى نستعيد جثامين شهداءنا فحق لهم علينا أن نشيعهم وأن ندفنهم وفقاً لتقاليدنا الدينية وبما يليق بكرامتهم الإنسانية والوطنية، حق لهم أن نشيد نصباً لذكراهم، يمجدهم ويكرمهم باسم الوطن والشعب الذي استشهدوا لأجله، حق لهم أن تزرع على قبورهم ورداً وأن نغسل أضرحتهم الطاهرة بماء الزهر والياسمين، وحق لكل عائلة أن تعرف مصير من تفقد .. فكفى للوعة الفراق الذي ينهش قلوب الأمهات والزوجات والآباء والأبناء والأخوة والأخوات. آن لهذا الليل أن ينجلي ".