أكدت ندوة أقامها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية بفندق فور سيزون بالقاهرة صباح اليوم الأربعاء حول غزة أن كل تجارب إعادة الإعمار حول العالم قامت على إعادة النازحين لمواطنهم وليس العكس.
وأكدت الندوة أن دروس التاريخ في افريقيا واوروبا واسيا والشرق الاوسط تؤكد أن تهجير السكان من مناطقهم تزيد الصراعات وتنقلها الى ميادين أوسع.
وجاء في الندوة التي تحدث فيها د.خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن كل عمليات اعادة الإعمار الناجحة منذ الحرب العالمية الثانية قامت من أجل البشر والسكان المحليين وضمان أمنهم وتنمية مواطنهم، وأن المشروعات الأمريكية والاسرائيلية لتهجير الفلسطيين قديمة قدم نشأة دولة اسرائيل.
وحذرت الندوة من أن التهجير فكرة صهيونية مزمنة لان اسرائيل قامت على تهجير اليهود من دول العالم الى اسرائيل، وتهجير عكسي للفلسطينيين من اراضيهم، مشيرة إلى أنه في حالة غزة والضفة الغربية ، لا فارق بين التهجير القسرى ومايسمى بالهجرة الطوعية.
الندوة تحدث فيها عدد كبير من الدبلوماسيين والسياسيين وحرص على حضورها قيادات في الجيش المصري.
السفير محمد محمد العرابي وزير خارجية مصر الأسبق استهل الحديث بقوله إن التوقيت الحاسم الذي تمر به المنطقة يدعو مؤسسات المجتمع المدني لتعبر عن موقفها كانعكاس لإرادة الشعب المصري الذي قرر وعزم على مساندة القضية الفلسطينية.
وأضاف العرابي أن الرؤية المصرية للتنمية تقوم على ثلاثة أعمدة هي: السلام والاستقرار والتنمية، مؤكدا أن ما يجري في الإقليم الآن هو عبث بقدرات الإقليم وبما يعوق قدرته على تحقيق التنمية ويساعد شعوبها على أن تحيا حياة بها قدر من الرفاهية.
وقال العرابي إن القضية الفلسطينية تتعرض لأكبر هجمة شهدتها في تاريخها، منذ عام 1948، لافتا إلى أننا في مرحلة تفكيك القضية الفلسطينية وإعادة تركيبها مرة أخرى بمفاهيم شاذة بعيدة عن تطلعات الشعب الفلسطيني والشعوب العربية وغيرها من الدول المهتمة بالسلام، ولا تعبر عن النظام العالمي الذي نتمسك به في ظل القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والأعراف الدولية.
وقال العرابي إن الموقف المصري كان حاسمًا وصارمًا منذ 8 أكتوبر 2023 برفض تهجير الشعب الفلسطيني سواء من قطاع غزة أو الضفة الغربية، مؤكدا أنه يجب أن ننظر إلى ما يجري في الضفة الغربية، لأنه في نفس خطورة الأوضاع المتفاقمة في قطاع غزة.
العرابي قالها صراحة: “يبدو أن إسرائيل خرجت عن محددات الإقليم بطريقة من الصعوبة قبولها في هذا الإقليم”.
وأردف: “وهذا رأي شخصي”.
واختتم لافتا إلى أنه يجب أن نؤكد الأفكار الخاصة بالسلام وإقامة الدولة الفلسطينية، فهو مطلب مشروع يعالج الأمور من جذورها، مؤكدا أن هذا المؤتمر يمثل بداية لأفكار سريعة وحاسمة تتوافق مع المخططات المصرية في موضوع إعادة إعمار غزة بكامله وبسواعد الفلسطينيين وبدعم عربي ودولي، مشيرا إلى أن من المؤكد أن الرأي العام في مصر و العالم العربي يتطلع لنتائج هذا المؤتمر الذي يقام توقيت حاسم؛ إذ إنه من المهم أن يكون هناك رأي لمنظمات المجتمع المدني، وهو شاهد على إرادة مصرية حقيقية لدعم القضية الفلسطينية.