يعتزم الجيش الإسرائيلي الانسحاب من جنوبي لبنان، غدا الثلاثاء، إلا أنه يريد البقاء في 5 نقاط، رغم الاعتراضات اللبنانية على ذلك، ضمن خروقات تل أبيب المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
وبموجب الاتفاق، فإنه ينبغي أن ينهي الجبش الإسرائيلي انسحابه من جنوب لبنان بحلول يوم غد الثلاثاء.
ونقل موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري عن مسؤول إسرائيلي (لم يسمّه) قوله: “تخطط إسرائيل للانسحاب من لبنان غدا”.
لكن صحيفة “إسرائيل اليوم” نقلت عن مسؤول إسرائيلي (لم تسمّه) قوله إن “الجيش الإسرائيلي سيبقى في 5 مواقع في جنوب لبنان”، دون تسمية هذه المواقع.
وأضافت: “يدعم المستوى السياسي مطلب الجيش الإسرائيلي بعدم إخلاء 5 نقاط استراتيجية في لبنان ما دام حزب الله لم يستكمل انسحابه”.
وتطالب إسرائيل حزب الله بالانسحاب إلى شمال نهر الليطاني.
و”يقدر الجيش الإسرائيلي أنه إذا تم الانسحاب من جنوب لبنان بالفعل، فسوف تكون قوافل حزب الله، التي تحمل الأعلام مرئية في القرى اللبنانية في نهاية ذلك الانسحاب، حيث سيقيمون مسيرات احتفالاً بعودتهم”، حسب ما زعمت الصحيفة نفسها.
وقالت: “من المهم أن نلاحظ أن معظم المنازل، وخاصة بالقرب من الحدود، قد دمرت، كما دمرت البنية الأساسية، وهو ما يتطلب إعادة تأهيل طويلة الأمد من جانب سكان القرى، والتي قد تستمر لعدة سنوات”.
وكان لبنان وحزب الله عارضا بقاء الجيش الإسرائيلي في أي مكان في جنوب لبنان غدا.
من جهته، أعرب الرئيس اللبناني جوزاف عون، الاثنين، عن تخوفه من عدم استكمال إسرائيل انسحابها من الجنوب اللبناني غدا الثلاثاء، وفق اتفاق وقف إطلاق النار.
حديث عون جاء خلال لقائه وفد نقابة المحررين الصحفيين، برئاسة النقيب جوزيف قصيفي، في قصر الرئاسة، وفق بيان لمكتب عون الإعلامي.
والأربعاء، وللمرة الثانية، أعلنت إسرائيل تنصلها من مهلة الانسحاب من جنوب لبنان بإعلان بقائها في مناطق محتلة حتى بعد 18 فبراير/ شباط الجاري.
وكان من المفترض أن يستكمل الجيش الإسرائيلي فجر 26 يناير/ كانون الثاني الماضي انسحابه من المناطق التي احتلها في جنوب لبنان وفق المهلة المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار بين بيروت وتل أبيب، والبالغة 60 يوما بدءا من دخوله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024.
ولم تحدد إسرائيل موعدا جديدا لاستكمال الانسحاب من جنوب لبنان، لكن هيئة البث العبرية الرسمية ذكرت أن تل أبيب طلبت من اللجنة الدولية المراقبة الاتفاق تمديد بقاء قواتها حتى 28 فبراير، أي لعشرة أيام إضافية، وهو ما رفضته بيروت.
وتتكون هذه اللجنة من لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا وقوة الأمم المتحدة المؤقتة جنوب لبنان (اليونيفيل).
وبدأ عدوان إسرائيل على لبنان في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وخلّف 4 آلاف و104 شهيدا و16 ألفا و890 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة لنزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ سريان الاتفاق ارتكبت إسرائيل ما لا يقل عن 925 خرقا له في لبنان، ما خلّف 74 شهيدا و265 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.