“عملاء قطر بإسرائيل” سيُطيحون برئيس (شاباك)! فضيحة علاقات مساعدي نتنياهو تُثير ضجّةً عارمةً ..

الإثنين 17 فبراير 2025 09:36 ص / بتوقيت القدس +2GMT
“عملاء قطر بإسرائيل” سيُطيحون برئيس (شاباك)! فضيحة علاقات مساعدي نتنياهو تُثير ضجّةً عارمةً ..



القدس المحتلة/سما/

كشف محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، اليوم الاثنين، عاموس هارئيل، النقاب عن أنّ تحقيق جهاز الأمن العام (شاباك) سيتمحور حول علاقات عددٍ من مستشاري ومساعدي رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو مع دولة قطر، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الشبهات تحوم حول محاولة الدوحة “تجنيد” المساعدين ليكونوا بمثابة (وكلاء تأثير) من قبلها في دولة الاحتلال الإسرائيليّ.
وشدّدّ المحلل في تقريره على أنّ (شاباك) أصدر بيانًا خاصًّ لوسائل الإعلام الإسرائيليّة أوّل من أمس السبت جاء فيه أنّ (شاباك) قرر التحقيق في القضية، الأمر الذي أثار ردود فعلٍ غاضبةٍ وعصبيّةٍ في ديوان رئيس الوزراء نتنياهو، الأمر الذي دفع العديد من مؤيّديه إلى التهديد والوعيد بأنّ أيّام رئيس (شاباك) رونين بار في منصبه باتت معدودةً، وأنّ نتنياهو، المسؤول المباشر والوحيد عنه، سيقوم بإقالته من منصبه في غضون الأيّام القليلة القادمة، على حدّ تعبيرهم.

بالإضافة إلى ذلك، أكّد المُحلِّل العسكريّ على أنّ قطر لا تُعتبر بحسب القانون الإسرائيليّ دولة عدوّ، وأنّ الكيان يُقيم مع هذه الدولة الخليجيّة علاقات سياسيّةٍ واقتصاديّةٍ منذ أكثر من ثلاثين عامًا، وعلى الأقّل منذ توقيع اتفاق أوسلو في العام 1993 بين الكيان ومنظمة التحرير الفلسطينيّة، على حدّ تعبيره.
ولفت المُحلِّل أيضًا إلى أنّه في العقد الأخير تحسّنت العلاقات الإسرائيليّة-القطريّة، وتحديدًا في الوقت الذي شغل فيه نتنياهو منصب رئيس الحكومة، كما أنّ يوسي كوهين الرئيس السابق لمجلس الأمن القوميّ ومن ثمّ رئيس جهاز (الموساد)، قام بإيعازٍ من نتنياهو بإدارة العلاقات بين تل أبيب والدوحة، وفي العام 2018 توصّل كوهين لاتفاقٍ مع القطريين بموجبه تقوم الدوحة بتزويد حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) في قطاع غزّة بمبلغ 30 مليون دولار في كلّ شهرٍ، على حدّ قول المُحلِّل.
وأفاد تقرير أنّ اثنيْن من المستشارين المقربين لرئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو كانا وراء حملة علاقات عامة لتعزيز صورة قطر في العالم قبل استضافة الدوحة لكأس العالم لكرة القدم عام 2022.
وذكرت صحيفة (هآرتس) العبريّة في خبرٍ حصريٍّ أنّ يوناتان أوريخ ويسرائيل أينهورن، اللذين كانا في ذلك الوقت يعملان في شركتهما (بيرسبشن) للعلاقات العامة، تعاونا مع شركةٍ إسرائيليّةٍ أخرى لتنظيم حملةٍ نيابةً عن قطر لتسويق الدولة الخليجيّة باعتبارها أساسًا للسلام والاستقرار.
وقالت الصحيفة العبريّة في تقريرها إنّها حصلت على وثائق من حملة العلاقات العامة تضمنت شعار شركة (بيرسبشن). وتمّ حذف مقطع فيديو يروج لقطر على قناة أينهورن على يوتيوب بعد أنْ طلبت هآرتس من (بيرسبشن) التعليق على تقريرها، فيما نفى أوريخ و (برسبشن) تقرير (هآرتس) ووصفاه بأنّه “أخبار كاذبة”.
وقال التقرير إنّ الهدف الرئيسيّ للحملة هو مكافحة فكرة تمويل قطر للإرهاب، والترويج للدولة الخليجيّة كشريكةٍ في المفاوضات والسلام في الشرق الأوسط.
علاوة على ما ذكر أعلاه، أشارت التقارير إلى أنّ الحملة استهدفت يهود الشتات، وخاصة الأمريكيين، فضلاً عن الناشطين البيئيين ومشجعي كرة القدم، بهدف تغيير صورة قطر العالمية قبل كأس العالم، والتي كانت تركز في ذلك الوقت على سجل حقوق الإنسان وصناعة الوقود الأحفوري التي تشتهر بها البلاد.
ووفقًا للتقارير الإسرائيليّة، هدفت الحملة إلى جلب الصحفيين والمؤثرين الإسرائيليين واليهود إلى الملاعب قبل البطولة، لتسليط الضوء على الجهود المبذولة لاستيعاب الضيوف اليهود، مثل خيارات الطعام الكوشر (أيْ الحلال) وأماكن العبادة.
وكان نتنياهو رئيسًا للمعارضة في ذلك الوقت، لكنّ الحكومة حافظت على سياسته المتمثلة في إرضاء قطر مقابل إرسال عشرات الملايين من الدولارات شهريًا إلى حركة حماس في غزة من أجل منع الانهيار الاقتصادي في القطاع.
ومنذ عام 2018، قدمت قطر بشكلٍ دوريٍّ ملايين الدولارات نقدًا، بالتعاون مع إسرائيل، لدفع تكلفة الوقود لمحطة توليد الكهرباء في القطاع، ودفع رواتب موظفي حماس المدنيين وتقديم المساعدات لعشرات الآلاف من الأسر الفقيرة. وتشير تقارير استخباراتية إلى أنّ إجمالي الأموال التي حولتها قطر إلى حماس بلغ نحو ملياري دولار.
ورغم أنّ إسرائيل لا تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع قطر، كانت الدولة الخليجية شريكًا رئيسيًا في سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين لسنوات. وكانت قطر بمثابة قناة اتصال رئيسية بين الكيان وحماس، وخاصة أثناء الحرب الحالية في غزة، حيث كانت الدوحة الوسيط الرئيسي في الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.