برلمان دبلن: تل ابيب ترتكب إبادةً جماعيّةً في القطاع

الرئيس الإيرلنديّ يُساوي بين فظائع النازيّة وجرائم إسرائيل بغزّة وساعر يصفه بالحقير والرخيص..

الأربعاء 29 يناير 2025 10:43 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الرئيس الإيرلنديّ يُساوي بين فظائع النازيّة وجرائم إسرائيل بغزّة وساعر يصفه بالحقير والرخيص..



القدس المحتلة/سما/

 بعد يومٍ تتعمّق الأزمة الدبلوماسيّة بين إيرلندا وبين دولة الاحتلال على خلفية مواقف دبلن من حرب الإبادة الجماعيّة التي تخوضها إسرائيل ضدّ الفلسطينيين في قطاع غزّة وأيضًا في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، مع الإشارة إلى أنّ تل أبيب تعتبر الموقف الإيرلنديّ الأكثر عداوةً لكيان الاحتلال ونصرةً لفلسطين.
 وفي هذا السياق وقف اليهود الأيرلنديون احتجاجًا عندما استخدم رئيس البلاد خطابه في مراسم يوم ذكرى الهولوكوست الدولي للتنديد بحرب إسرائيل مع حماس، منددًا بـ “الخسارة المروعة في الأرواح” في غزة، وأدان وزير الخارجية جدعون ساعر “استفزاز” هيغينز.

 وقال هيغينز، الذي طلبت منه الجالية اليهودية الأيرلنديّة عدم تحويل الحدث إلى سياسيٍّ، والذي يحيي ذكرى مقتل ستة ملايين يهودي على يد ألمانيا النازية، إنّ اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الذي دخل حيّز التنفيذ الأسبوع الماضي لاقى ترحيبًا من “أولئك في إسرائيل الذين ينوحون على أحبائهم، وأولئك الذين كانوا ينتظرون إطلاق سراح الرهائن”، فضلاً عن “الآلاف الذين يبحثون عن أقاربهم تحت الأنقاض في غزة”.
 وفي محاولة للمقارنة بين قتل اليهود خلال الهولوكوست والحرب في غزة، التي اندلعت في أكتوبر 2023 قال هيغينز: “عندما يتّم تقبل الحروب والصراعات أوْ تقديمها على أنّها لا نهائية، فإنّ الإنسانية تكون خاسرة، الحرب ليست من طبيعة البشر، بل التعاون هو من طبيعتهم”.
 وأضاف أنّ زعماء العالم يجب أنْ يكونوا “على درايةٍ تامّةٍ” بـ “الأفعال المتواطئة المتمثلة في الصمت أو التجاهل من جانب أولئك الذين سمحوا، بسبب لامبالاتهم، بالتخطيط للهولوكوست والإعداد له وحدوثه”.
 ومن الجدير بالذكر أنّ أيرلندا حافظت على سياسة الحياد الرسمية طوال الحرب العالمية الثانية.
 وانتقد وزير خارجية الكيان، جدعون ساعر خطاب هيغينز، وكتب على موقع (إكس) أنّ الرئيس الأيرلندي “فشل في الارتقاء ولجأ إلى الاستفزاز الرخيص والحقير”، وأضاف: “يا له من شخص حقير، يا لها من سياسة منحرفة”، وأشار إلى أنّ “أكبر هجومٍ قاتلٍ على اليهود منذ الهولوكوست جاء من قطاع غزة الجهاديّ”.
 وقال ساعر إنّه مع ذلك هيغينز “اختار أنْ يردد الدعاية الكاذبة المعادية للسامية التي تروج لها حماس، ممّا دفع اليهود، أحفاد الناجين من الهولوكوست، إلى الانسحاب من الحدث”.
 وعندما تمّ الإعلان عن خطط هيغينز لإلقاء خطابٍ في الحدث الشهر الماضي، قال بعض زعماء الجالية اليهودية في إيرلندا إنّه كان اختيارًا غير مناسب لهذا الحدث، بسبب عدم حساسيته الخطيرة تجاه اليهود الأيرلنديين.
وأشار الحاخام الرئيسيّ لأيرلندا يوني فيدر إلى أنّ هيغينز رفض في أيّار (مايو) المخاوف الإسرائيليّة بشأن تصاعد معاداة السامية في أيرلندا ووصفها بأنها “حملة للعلاقات العامة”، ممّا أدى إلى تنفير العديد من يهود البلاد.
وفي كانون الأوّل (ديسمبر) الماضي، أعلنت إسرائيل أنّها ستغلق سفارتها في أيرلندا، مشيرةً إلى “السياسة المتطرفة المناهضة لإسرائيل التي تنتهجها الحكومة الأيرلندية”.
وكانت أيرلندا واحدة من أبرز منتقدي إسرائيل طوال الحرب في غزة، التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023 في أعقاب هجوم حماس غير المسبوق الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251 رهينة.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّه في أيّار (مايو) الماضي، استدعت إسرائيل سفيرها لدى البلاد بعد أنْ أصبحت أيرلندا واحدة من ثلاث دول في الاتحاد الأوروبيّ أعلنت أنّها ستعترف من جانبٍ واحدٍ بدولةٍ فلسطينيّةٍ. ولم تستدعِ أيرلندا سفيرها لدى إسرائيل. وفي تشرين الثاني (نوفمبر)، أقر البرلمان الأيرلنديّ اقتراحًا غير ملزم يعلن أنّ “إسرائيل ترتكب إبادة جماعية أمام أعيننا في غزة”.
وفي كانون الثاني (ديسمبر)، صوت مجلس الوزراء الأيرلنديّ على الانضمام إلى القضية التي تتهم إسرائيل بارتكاب “إبادةٍ جماعيّةٍ” خلال حربها مع حماس في غزة، والتي رفعتها جنوب أفريقيا أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي العام الماضي.
إضافة إلى آراء الحكومة الأيرلنديّة وأفعالها فيما يتصل بالحرب، كشف تقرير نشرته الشهر الماضي مجموعة مراقبة التعليم عن تشوهات عميقة فيما بخص الهولوكوست وإسرائيل واليهودية والتاريخ اليهودي في الكتب المدرسية المستخدمة في المدارس العامة الأيرلندية.
وفي غضون ذلك، رفع متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين في دبلن خلال عطلة نهاية الأسبوع أعلام منظمتيْ حزب الله وحماس، إلى جانب العلم الوطنيّ الفلسطينيّ. كما ظهرت في الصور الملتقطة من المظاهرة لافتات تتهم السلطة الفلسطينيّة بالتعاون مع الاحتلال الإسرائيليّ.