الأسير المحرر جبارين يصف السجون الإسرائيلية بـ"مقابر الأحياء"

الأحد 26 يناير 2025 12:04 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الأسير المحرر جبارين يصف السجون الإسرائيلية بـ"مقابر الأحياء"



رام الله/سما/

يصف الأسير الفلسطيني المحرر محمود سامر جبارين السجون الإسرائيلية بـ"مقابر الأحياء".

وجبارين، من مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، أطلق سراحه السبت، ضمن 200 فلسطيني مقابل 4 مجندات إسرائيليات في الدفعة الثانية بحسب المرحلة الأولى من انفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة مصرية قطرية أمريكية.

وقال جبارين، عقب الإفراج عنه من السجون الإسرائيلية للأناضول: "أمضيت 7 سنوات في السجون الإسرائيلية"، مشيرا إلى أن "فترة الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة كانت الأصعب جراء سياسة التنكيل والضرب والإهانة".

وأضاف: "المعاملة سيئة، كنا منفصلين عن العالم كله، سحبوا كل شيء منّا (...) كلنا تعرضنا للضرب والتعذيب إضافة إلى شح طعام. لم يرحموا عجوزا ولا طفلا ولا مريضا".

وأردف جبارين: "كانت قوات خاصة إسرائيلية تقتحم غرف الأسرى عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل وتنكل بهم، ترشهم بالماء البارد، وتطلق قنابل الغاز المسيل للدموع دون سبب".

وتابع: "نضرب ونتعرض للشتم والإهانة ونوصف بألفاظ نابية فقط بمزاج الجنود".

وبيّن جبارين، أن "غرفة الأسرى لا تتعدى 12 مترا مربعا، يعيش فيها 12 أسيرا بلا فراش".

وقال: "كان يوجه لنا كلام جارح، ويقولون لنا: أنتم يجب أن لا تعيشوا، يجب أن تقتلوا، يجب أن ندوس عليكم".

ووجه جبارين، الشكر لكل من ساهم في الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية.

وقال "أود أن أعود اليوم لبيتي في مخيم جنين، ولكن علمت أن الجيش الإسرائيلي ينفذ عملية عسكرية فيه، أسال الله أن يمن علينا بالفرج".

ولليوم الخامس على التوالي، يشن الجيش الإسرائيلي حملة عسكرية على محافظة جنين، أسفرت عن مقتل 14 فلسطينيا وإصابة نحو 50 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

واعتقل جبارين، في 4 فبراير/ شباط 2019، وحكم بالسجن 10 سنوات.

وظهر السبت، أفرجت حركة حماس عن 4 مجندات إسرائيليات سلمتهن للصليب الأحمر الذي سلمهن بدوره إلى الجانب الإسرائيلي، ضمن الدفعة الثانية للمرحلة الأولى من صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزة.

ومقابل كل مجندة إسرائيلية يتم تبادل 50 أسيرا فلسطينيا بينهم 30 من أصحاب المؤبدات و20 من ذوي الأحكام العالية، وفق ما أفاد به مصدر من حماس للأناضول، السبت.

وإجمالا، تحتجز إسرائيل حاليا أكثر من 10 آلاف فلسطيني في سجونها، وتقدر وجود نحو 96 أسيرا إسرائيليا بغزة.

فيما تضمن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، الذي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، صفقة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بغزة مقابل أعداد من الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية.

وفي المرحلة الأولى من الاتفاق، المكون من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، تنص البنود على الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين يُقدر بين 1700 و2000.

وبالفعل شهد التبادل الأول، الذي تم في أول أيام الاتفاق، الإفراج عن 3 أسيرات مدنيات إسرائيليات مقابل 90 معتقلا طفلا ومعتقلة فلسطينيين، جميعهم من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.