عقب الإفراج عنه ضمن 200 أسير فلسطيني السبت مقابل 4 مجندات إسرائيليات كن محتجزات في غزة، لفت المحرر بهاء عويسات، إلى الفرق الكبير بين معاملة إسرائيل معهم ومعاملة الفصائل الفلسطينية في غزة مع الأسرى الإسرائيليين.
عويسات، الذي أمضى 9 سنوات في السجون الإسرائيلية والمحكوم بالسجن 14 سنة، قال للأناضول إن "السلطات الإسرائيلية نكلت بالأسرى الفلسطينيين حتى الساعات الأخيرة قبل الإفراج عنهم".
** جوع ومرض وإهانات
وأضاف عويسات، وهو من مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية: "تعرضنا للجوع والمرض، ولأبشع الإهانات، وبشكل يومي، وحتى الساعات الأخيرة في السجن".
وأردف: الأربعاء الماضي، قمعتنا وحدات خاصة إسرائيلية ونكلت بنا، وأدخلت علينا الكلاب، واعتد عناصرها علينا بالضرب.
** معاملة الفلسطينيين
وتابع عويسات: "في المقابل كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) عاملت الأسرى لديها بكل إنسانية، ولكن هذا الاحتلال عبارة عن مرتزقة".
وقال: "رسالتي بعد الجوع وسنوات السجن، بأن المقاومة وعدت وأوفت، أُفرج عنا رغما عن الاحتلال، وعدنا الشهيد يحيى السنوار وأوفى".
وفي 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو قال إنه للحظات الأخيرة للسنوار، حيث ظهر وهو جالس داخل أحد المنازل برفح على مقعد (إسفنجي) مصابا في يده اليمنى، وملثما بالكوفية، فيما كان يحمل عصا رماها على طائرة إسرائيلية مسيرة كانت تصوره.
وقال الجيش في حينه إن قوة تابعة له "رصدت وقتلت 3 من عناصر حماس خلال اشتباك جنوبي قطاع غزة، وبعد استكمال عملية فحص الحمض النووي يمكن التأكيد أن السنوار قُتل".
وأضاف عويسات: "شكرا غزة، شكرا لكم قدمت الغالي ضحيتهم بعائلاتكم وبيوتكم من أجل الكرامة، من أجل رفع الحصار ومن أجل القدس والأسرى".
واعتقل عويسات بتهمة محاولة تنفيذ عملية طعن في مدينة القدس، وصدر بحقه حكما بالسجن 14 عاما، أمضى منها 9 سنوات.
وظهر السبت، أفرجت حركة حماس عن 4 مجندات إسرائيليات سلمتهن للصليب الأحمر الذي سلمهن بدوره إلى الجانب الإسرائيلي، ضمن الدفعة الثانية للمرحلة الأولى من صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزة.
ومقابل كل مجندة إسرائيلية يتم تبادل 50 أسيرا فلسطينيا بينهم 30 من أصحاب المؤبدات و20 من ذوي الأحكام العالية، وفق ما أفاد به مصدر من حماس للأناضول، السبت.
وإجمالا، تحتجز إسرائيل حاليا أكثر من 10 آلاف فلسطيني في سجونها، وتقدر وجود نحو 96 أسيرا إسرائيليا بغزة.
فيما تضمن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، الذي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، صفقة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بغزة مقابل أعداد من الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية.
وفي المرحلة الأولى من الاتفاق، المكون من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، تنص البنود على الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين يُقدر بين 1700 و2000.
وبالفعل شهد التبادل الأول، الذي تم في أول أيام الاتفاق، الإفراج عن 3 أسيرات مدنيات إسرائيليات مقابل 90 معتقلا طفلا ومعتقلة فلسطينيين، جميعهم من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 158 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.