وجه الأسير الفلسطيني المحرر محمد العارضة، رسالة مؤثرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، داعيا إياه إلى التدخل لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
جاء ذلك في حديث مع الأناضول فور الإفراج عنه من السجون الإسرائيلية، السبت، ضمن الدفعة الثانية من الأسرى المطلق سراحهم في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة.
وقال العارضة: "يا رئيس أكبر دولة في العالم، يا سيد دونالد ترامب، حل مشكلة الشعب الفلسطيني. حط حالك محلنا (ضع نفسك مكاننا)، أنت رجل قوي، هل تقبل لأحد أن يُهين شعبك أو يذله!؟"
وأكد العارضة، أن الفلسطينيين "أكثر شعب مسالم، فهو يريد السلام والحرية، ولا يرغب في قتال أحد".
ووجه العارضة، الرسالة ذاتها إلى قادة العالم قائلا لهم: "أنصفوا الشعب الفلسطيني، وأوجدوا حلا لقضيته".
وشدد على أنه "بدون إيجاد حل عادل لهذه القضية لن يكون هناك سلام، بل سنظل ندور في دائرة العنف".
والأسير العارضة (43 عاما) من بلدة عرابة جنوب مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة، وهو معتقل بالسجون الإسرائيلية منذ 2002.
إذ كان محكوما بالسجن ثلاثة مؤبّدات و20 سنة، وكان من بين 6 أسرى تمكنوا من تحرير أنفسهم من سجن "جلبوع" عام 2021، قبل أن يُعاد اعتقالهم.
وبينما كان يهم بمغادرة رام الله إلى بلدته فور الإفراج عنه، ويبدو على جسده التعب والهزال، قال العارضة للأناضول: "الأسرى في ضغط كبير، ويعيشون أوجاعا وآلاما كبيرة".
وأضاف: "معاناة الأسرى لا يمكن أن يتصورها أي إنسان، فهم يعيشون ظروفا سادية وقهرية لم يعرفها التاريخ، ومع ذلك معنوياتهم صلبة".
ودعا العارضة، الإعلام إلى تسليط الضوء على قضية الأسرى ومعاناتهم.
وأعرب عن ثقته في أن "معاناة الأسرى ستنتهي (يوما ما)، ويعود الأمن والسلام".
ولفت العارضة، إلى أنه كان على يقين بأنه سيتحرر يوما ما.
وفي وقت سابق السبت، عاد إلى إسرائيل 4 مجندات بعدما تسلمتهم اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الفصائل الفلسطينية بغزة.
ومقابل ذلك، أفرجت إسرائيل عن 200 معتقل فلسطيني، حيث عاد 114 منهم إلى مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، و16 معتقلا إلى قطاع غزة، فيما تم ترحيل 70 آخرين إلى مصر.
ومن بين المعتقلين الفلسطينيين الذين أطلقت سراحهم إسرائيل، السبت، 121 محكوما بالمؤبد، و79 من ذوي الأحكام العالية.
ويأتي هذا التبادل الثاني للأسرى ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، الذي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري.
وجرى التبادل الأول في أول أيام الاتفاق، حيث شمل الإفراج عن 3 أسيرات مدنيات إسرائيليات مقابل 90 من المعتقلين الفلسطينيين، من النساء والأطفال، وجميعهم من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس.
وفي المرحلة الأولى من الاتفاق، المكون من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، تنص البنود على الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين يُقدر بين 1700 و2000.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.