رام الله / سما / تعهد وزير الاعلام الفلسطيني السابق نبيل عمرو بأن لا يعود الى الواجهة السياسية الا من خلال الانتخابات فقط ، رافضا فكرة العودة لاي منصب سياسي بعد استقالته من منصبه كسفير فلسطين في القاهرة اثر خلافات علنية مع الرئيس محمود عباس. وحول ما اذا كان يقصد الانتخابات الرئاسية او التشريعية ، قال عمرو للقدس العربي " كلاهما والخيارات مفتوحة امامي في هذا الاطار ". وأضاف:" انه لم يتغير تجاه الرئيس عباس لكنه الذي تغير تجاهه شخصيا"، مشيرا الى ان الجوانب الشخصية لها تاثير دوما بالعمل السياسي ولكنها يجب ان لا تحكم الموقف، معبرا عن اسفه من بعض المواقف الشخصانية التي اتخذت ضده والتي لا يريد التوقف عندها. واكد عمرو ان الرئيس محمود عباس لم يعرض عليه الانضمام للمجلس الاستشاري الجديد، وقال: " ولا أنا مستعد لقبول اي عرض فقد تركت العمل الرسمي لأتحرك في فضاء خال من القيود ، ونذرت نفسي لخدمة ما اعتقد انه اهداف وطنية ". وقال:" ان حركة فتح ستبقى عالمه في اطار الانتماء الواعي لها بعيدا عن المؤتمرات والوظائف والمناصب "، معتبرا نفسه من مؤسسي حركة فتح ومن اقرب المقربين لقائدها ورمزها الراحل ياسر عرفات ، وهو وضع يسمح له بالاختلاف مع الرئيس عباس وهو بكل الاحوال اختلاف لا يؤسس على اعتبارات شخصية ، مستذكرا كيف ابلغ بعض الرفاق بانه ليس كوافير الحركة انما هو معتنق لها. وتابع عمرو:" ان المجلس الاستشاري الذي يقترحه الرئيس عباس كهيئة جديدة لحركة فتح يبدو انه في سياق ارضاء الحردانين والزعلانين ، وهذا مؤسف لأن هناك وسائل كثيرة لترضية هؤلاء بدون خلق اطارات جديدة لهم ومع قناعته بأن الصيغة المقترحة للاستشاري ترجح هدف الترضية ، وليس التطوير الا انه يتمنى ان تنجح هذه الصيغة رغم الاقرار بصعوبة ذلك ". وقدر عمرو ان الاسرائيلي يرى في رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض وحكومته نمطا جديدا وغير مرغوب فيه ولولا حماية الامريكي والاوروبي لهذا النمط لالحقت اسرائيل الاستعصاء السياسي بالاستعصاء التنموي ، معربا عن قلقه من المحاذير التي تخلقها تجربة التنمية بدون تقدم سياسي ومع انعدام التقدم السياسي في الواقع ، وهي محاذير تشكل علامة استفهام حول النقطة التي يصل اليها المشروع الوطني الفلسطيني. واستبعد عمرو في السياق نظرية المؤامرة او المكيدة ، مشيرا الى انه معتنق لفتح بالجملة والتفصيل ولان مأزقها جزء من المازق العام في المشهد الوطني حيث لا يوجد جواب منطقي على السؤال التالي لماذا تتراجع فتح ولا تتقدم حماس . وقال عمرو :" انه ليس من الطراز الذي يتخذ مواقف ثم يتراجع عنها لكن الوتيرة تهدأ احيانا بسبب ظروف غير مواتية، ويتعهد بالاعلان عن الخطأ عند حصوله والاشادة بنفس الوقت بالموقف الصحيح "، معتبرا انه ليس من وظيفة اي شخص البقاء منتقدا وان ما اعترض عليه في الماضي لا يزال يعترض عليه.