قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، إنه لن يُسمح بعودة الفلسطينيين من محافظات جنوب غزة والوسطى إلى مناطق الشمال حتى يتم ترتيب الإفراج عن أسيرة “مدنية” تدعى “أربيل يهود”.
وأضاف في بيان صدر عن مكتبه: “تسلمت إسرائيل اليوم أربع مجندات مختطفات من حركة حماس، وفي المقابل ستفرج عن سجناء أمنيين وفق المفاتيح (عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل المجندات) المتفق عليها”.
وتابع: “لن تسمح إسرائيل لسكان غزة بالعبور إلى شمال قطاع غزة حتى يتم ترتيب إطلاق سراح المدنية أربيل يهود، الذي كان من المفترض أن يتم إطلاق سراحها اليوم”.
وكان من المفترض أن يتم السبت بعد تسليم كتائب “القسام” الأسيرات الإسرائيليات الأربع للجنة الدولية للصليب الأحمر التي بدورها تسلمهن للجانب الإسرائيلي، عودة النازحين من محافظات وسط وجنوب القطاع إلى محافظتي غزة والشمال.
وبعد تسليم الأسيرات الأربع، قال متحدث الجيش دانيال هاغاري في مؤتمر صحفي بثه الجيش على حسابه بمنصة إكس زاعما: “لم تلتزم حماس بالاتفاق فيما يتعلق بالتزامها بإعادة المدنيات أولا”.
وأضاف: “سنصر على عودة أربيل يهود، وكذلك على عودة شيري وأبناء عائلة بيباس، الذين نشعر بقلق بالغ بشأنهم، في أقرب وقت”.
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية كان من المفترض أن تطلق حماس خلال الدفعة الثانية من المرحلة الأولى من صفقة وقف إطلاق النار 3 مجندات ومدنية واحدة وهي “أربيل يهود”، لكنها أطلقت بدلا عن ذلك سراح 4 مجندات.
وقبل بيان مكتب نتنياهو، قالت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية: “بدأ الغزيون بالتجمع صباح اليوم في نقطة بشارع الرشيد غرب مدينة غزة، وذلك تمهيدا لعودتهم إلى شمالي القطاع بعد الإفراج عن المجندات الأربع”.
وفي وقت سابق السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان على إكس، وصول 4 مجندات أطلقت حماس سراحهن إلى الأراضي الإسرائيلية.
هذا وبدأت حافلات الصليب الأحمر الدولي، ظهر السبت، الخروج من سجن عوفر الإسرائيلي غربي رام الله، وعلى متنها الأسرى الفلسطينيون المقرر الإفراج عنهم، ضمن الدفعة الثانية في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري.
وقال مراسل سما في رام الله أن ثلاث حافلات تتبع الصليب الأحمر خرجت من سجن عوفر باتجاه مركز مدينة رام الله.
وتزامن ذلك مع اقتحام 15 آلية إسرائيلية وجرافة عسكرية بلدة بيتونيا المحاذية لسجن عوفر، وتفريق صحفيين وأهالي المعتقلين الذين كانوا ينتظرون خروجهم.
ودارت مواجهات متقطعة مع الشبان دون الإبلاغ عن إصابات، وفق مراسل الأناضول.
وفي وقت سابق السبت، سلمت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس، الأسيرات الإسرائيليات “المجندات” الأربع إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ميدان فلسطين بمدينة غزة.
وأفاد مراسل الأناضول بأن عناصر “القسام” سلموا المجندات الأربع من على منصة نصبت في ميدان فلسطين، بعد عملية توقيع بين الكتائب وطاقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وخلال التسليم، خرجت المجندات الإسرائيليات الأربع إلى المنصة وهن يرتدين الزي العسكري.
ومساء الجمعة، أعلن “أبو عبيدة” المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، أسماء الأسيرات الإسرائيليات الأربع، وهن من المجندات، المقرر الإفراج عنهن السبت.
ووفق آلية التبادل المتبعة، فإن إسرائيل تسلم قائمة الأسرى الفلسطينيين المنوي الإفراج عنهم بعد استلامها القائمة الخاصة بها.
وفي وقت سابق السبت، نشر مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة “حماس”، قائمة بأسماء 200 أسير فلسطيني مقرر الإفراج عنهم السبت بينهم 121 محكوما بالمؤبد و79 من ذوي الأحكام العالية.
وإجمالا، تحتجز إسرائيل حاليا أكثر من 10 آلاف و300 أسير فلسطيني في سجونها، وتقدر وجود نحو 96 أسيرا إسرائيليا بغزة.
فيما تضمن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، الذي بدأ سريانه في 19 يناير الجاري، صفقة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بغزة مقابل أعداد من الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية.
وفي المرحلة الأولى من الاتفاق، المكون من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، تنص البنود على الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين يُقدر بين 1700 و2000.
وبالفعل شهد التبادل الأول، الذي تم في أول أيام الاتفاق، الإفراج عن 3 أسيرات مدنيات إسرائيليات مقابل 90 معتقلا طفلا ومعتقلة فلسطينيين، جميعهم من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس.