في شهادة هيغسيث وروبيو أمام الكونغرس: تجاهل لغزة وتأكيد على الولاء لإسرائيل

الجمعة 17 يناير 2025 06:31 م / بتوقيت القدس +2GMT
في شهادة هيغسيث وروبيو أمام الكونغرس: تجاهل لغزة وتأكيد على الولاء لإسرائيل



واشنطن/سما/

نشر موقع “ذي إنترسبت” تقريرا أعده مات سليدج، قال فيه إن وزير الدفاع المرشح، بيت هيغسيث، ووزير الخارجية المرشح، ماركو روبيو، سيعلبان دورا مهمة في السياسة الأمريكية المتعلقة بإسرائيل، لكنهما في جلسة الاستماع بمجلس الشيوخ لم يتعرضا إلى تدقيق كبير بشأن مواقفهما من حرب الإبادة في غزة.

فلم يواجه هيغسيث أثناء الإدلاء بشهادته أمام مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء والتي استمرت أربع ساعات سوى سؤال واحد عن غزة. وكان ذلك ردا على احتجاج منظمة “كود بينك”. وقد أعلن هيغسيث ومرشح وزارة الخارجية ماركو روبيو عن دعمهما غير المشروط لإسرائيل خلال جلسات تأكيد تعيينهما هذا الأسبوع، ولكنهما لم يواجها سوى قدر ضئيل من التدقيق بشأن استجابة الولايات المتحدة للخسائر المدنية وخطر المجاعة الجماعية في غزة.

وبدلا من ذلك، واجه هيغسيث الأسئلة التي وجهها أعضاء المجلس إليه حول شخصيته وصلاحيته للمنصب. أما روبيو فقد حذر من خطر الصين. وتمسك الديمقراطيون في الغالب بقائمة من الأسئلة التي لم تسلط الضوء على الانقسامات داخل حزبهم.

وفي إشارة إلى جلسة الاستماع التي عقدها هيغسيث، قال أحد أعضاء جماعة ضغط على الكونغرس من أجل زيادة الضغوط على إسرائيل، إنه منزعج من الافتقار إلى الجوهر. وقال حسن الطيب من مجموعة “لجنة الأصدقاء للتشريعات الوطنية” في جماعة الكويكر، إن “أهم ما يحبط في مشاهدة تلك الجلسة، هو الافتقار إلى الاهتمام بكيفية تأثير الجيش الأمريكي حقا على مليارات البشر على هذا الكوكب”، و”كان هناك الكثير من القضايا الملحة والقضايا الوجودية للولايات المتحدة وحلفائنا والكون ككل، والتي لم يتم تناولها”.

ومنذ هجمات حماس في 7  تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لعب وزير الدفاع الحالي لويد أوستن دورا رئيسيا في تحديد علاقة إدارة بايدن بإسرائيل، حيث كان يتواصل مع وزير الدفاع الإسرائيلي ويشرف على شحن الأسلحة مثل القنابل التي تزن 2000 رطل إلى الجيش الإسرائيلي.

وفي حين يلعب وزير الدفاع دورا في العلاقات الأمريكية مع إسرائيل، لم يطرح الموضوع إلا بالكاد يوم الثلاثاء أثناء جلسة الاستماع لخليفة أوستن المحتمل. وبدلا من ذلك، هيمنت على جلسة الاستماع الخاصة بهيغسيث أسئلة الديمقراطيين حول عاداته في الشرب واتهامات الاعتداء الجنسي والخيانة الزوجية والأسئلة الخفيفة والودية من الجمهوريين الذين  كانوا يسعون إلى دعم ترشيحه.

وكانت الفترة الوحيدة التي خرجت فيها الجلسة عن النص، عندما سأل النائب الجمهوري عن أركنساس توم كوتون، هيغسيث عددا من الأسئلة حول إسرائيل. وأشار كوتون إلى أن المحتجين من مجموعة الناشطين “كود بينك” عطلوا الجلسة بانتقادات لهيغسيث وطلبوا منه الرد. وقال كوتون: “أدعم الحرب الوجودية التي تقوم بها إسرائيل في غزة، وأفترض أنكم مثلي والرئيس ترامب تدعمون هذه الحرب، أليس كذلك؟”. فرد هيغسيث: “سيناتور، نعم.. أدعم  حرب إسرائيل وقتل كل عنصر في حماس”.

وفي اليوم التالي لجلسة الاستماع التي عقدها هيغسيث، واجه روبيو أسئلة في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، حيث بدأت تفاصيل وقف إطلاق النار في غزة تتضح. ولم يكن هناك سوى سؤال واحد من السيناتور الديمقراطي عن أوريغون، جيف ميركلي واقترب فيه من انتقاد إسرائيل. وقال: “أنا، بالمناسبة، أؤيد تماما إسرائيل وقدرتها في الرد على حماس، لكنني أشعر بقلق بالغ بشأن كيفية تطور الأمر من حيث الظروف الإنسانية الهائلة في غزة. هل ستساعد في قيادة العالم في الاستجابة لتلك الظروف الإنسانية؟”. مضيفا في سؤال آخر حول ما إذا كان روبيو سيدعم اتفاقا إقليميا يهدف إلى متابعة حل الدولتين. ولم يرد روبيو مباشرة وفيما إن كان سيعمل على تخفيف معاناة أهل غزة، بل انتقل للحديث عن دعمه لاتفاق وقف إطلاق النار.

وقال أيضا إن وقف إطلاق النار، إلى جانب هروب بشار الأسد من سوريا، وانتخاب رئيس جديد في لبنان، من الممكن أن تؤدي إلى اتفاق إقليمي أوسع. وأضاف: “لا نعرف على وجه اليقين بعد، ولكن هناك فرص موجودة الآن في الشرق الأوسط لم تكن موجودة قبل 90 يوما” و”سواء بسبب ما حدث في لبنان أو ما حدث في سوريا، وما نأمل أن يحدث مع وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بعد الاحتجاز المروع” لهم.

وفي جزء من الجلسة، انتقد روبيو المحكمةّ الجنائية الدولية لإصدارها مذكرتي اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق، يوآف غالانت.

وقال حسن الطيب من مجموعة “لجنة الأصدقاء للتشريعات الوطنية” في جماعة الكويكر، الذي ساعد في حشد الدعم لثلاث قرارات قدمها السيناتور المستقل عن ولاية فيرمونت في العام الماضي، لمنع شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، إنه ليس من المستغرب أن يتبنى مؤيد إسرائيل القوي منذ فترة طويلة مثل هذا الموقف، في إشارة إلى روبيو.

ومع ذلك، قال الطيب إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي باركه روبيو قد يعيش أو يموت بناء على ما إذا كانت الولايات المتحدة على استعداد لمراقبة الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق. وأضاف: “لم أر أي شيء من روبيو في تلك الجلسة يقول إنه على استعداد لممارسة أي قدر من النفوذ على الحكومة الإسرائيلية إذا سارت الأمور على نحو خاطئ. وهو ما أعتقد أنه سيكون مهما حقا”.