نحو (مملكة إسرائيل الكبرى).. وزيرٌ صهيونيُّ يُطالِب بتقسيم سوريّة لكانتونات ونتنياهو سيَعقِد مؤتمرًا دوليًّا لطرح (نظرية العمل) لدمشق..

الإثنين 13 يناير 2025 10:06 ص / بتوقيت القدس +2GMT
نحو (مملكة إسرائيل الكبرى).. وزيرٌ صهيونيُّ يُطالِب بتقسيم سوريّة لكانتونات ونتنياهو سيَعقِد مؤتمرًا دوليًّا لطرح (نظرية العمل) لدمشق..



القدس المحتلة/سما/

 خريطة نشرها حساب (اسرائيل بالعربية) على منصة X موجة غضب عربية خاصة انها تدّعي أنّها “أرض إسرائيل التوراتية”. الخريطة تُشير الى ما تزعم أنّه حدود المملكتين التاريخيتين لإسرائيل ويهوذا في عام 928 قبل الميلاد وتشمل أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة بالإضافة إلى الأردن ولبنان وسورية. وكُتب في النص المرافق للخريطة: “هل تعلم ان مملكة إسرائيل كانت قائمة منذ 3000 سنة؟”.

 

منطقة سيطرة إسرائيليّة بسوريّة للحفاظ على أمن الكيان
ويبدو واضحًا وجليًا أنّ وراء الأكمة ما وراءها، فقد كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة في تقريرٍ النقاب عن أنّه في إسرائيل يقومون بصوغ (نظرية عمل) جديدة إزاء الواقع الجديد في سورية، ويُعبّرون عن غضبهم إزاء زيارات كبار المسؤولين في الغرب إلى النظام الجديد للمتمردين في دمشق. ويقول مسؤولون رفيعو المستوى إنّ إسرائيل في حاجة إلى الاحتفاظ بـ “منطقة سيطرة” تبلغ مساحتها 15 كيلومترًا داخل الأراضي السورية، حيث يتواجد الجيش، كي يضمن عدم إطلاق الموالين للنظام الجديد الصواريخ نحو هضبة الجولان، بالإضافة إلى الاحتفاظ بـ “منطقة نفوذ” تصل مساحتها إلى 60 كيلومترًا داخل الأراضي السورية تكون خاضعة للسيطرة الاستخباراتية الإسرائيلية للتأكّد من عدم نشوء تهديدٍ ضدها هناك.
وتابع التقرير، الذي نقلته للعربيّة (مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة):”يُدهَشون في إسرائيل مما يصفونه بـ “عمى” الغرب إزاء النظام الجديد وزعيم المتمردين الجهادي أبو محمد الجولاني، الذي كان في الماضي عضوًا في تنظيم القاعدة، لكنّه انفصل عنه، ويدّعي أنه أصبح معتدلاً. وهاجم مسؤول إسرائيلي ما يجري قائلاً: “الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا يحجون إلى دمشق وفق وتيرة الجولاني.”
وتابعت الصحيفة، نقلاً عن محافل واسعة الاطلاع في تل أبيب، “يأتي هذا الكلام على خلفية زيارة موفديْن غربييْن رفيعَيْ المستوى إلى دمشق، يتأملون أنّ تصريحات الجولاني المعتدلة وكلامه عن إقامة حُكم يحترم حقوق الإنسان سيتحقق، وأنّ سورية تحت زعامته ستسير نحو نظامٍ ديمقراطيٍّ، على الرغم من أن الجولاني نفسه صرّح أنّه من غير المتوقَع إجراء انتخابات في الدولة في السنوات المقبلة. وقد ألغت الولايات المتحدة الجائزة التي وضعتها في العقد الماضي في مقابل رأس الجولاني، والبالغة 10 ملايين دولار، وهذا الأسبوع خففت جزءًا من العقوبات المفروضة على سورية.”
“الغرب أعمى ويتعامل مع أخطر الأشخاص في العالم”
وبحسب الصحيفة، فإنّه برأي مسؤولٍ إسرائيليٍّ رفيع المستوى، فإنّ “الغرب يتعمد أنْ يكون أعمى، يتعامل مع أخطر الأشخاص في العالم، وقدامى عناصر القاعدة. ومن المدهش كيف وقع الغرب في الفخ مرة أُخرى. والعالم العربي حولنا يدرك ذلك، ويحذّر الغرب، لكن الغربيين لا ينصتون. إنّ سقوط الأسد والمحور الإيرانيّ في سوريّة هو أمر جيد، لكن هناك تهديدات جديدة تظهر.”
واستنادًا إلى هذا المسؤول، فإنّه صحيح أنّ المتمردين في سورية أرسلوا رسائل إلى إسرائيل فحواها أنهم لا يريدون الحرب معها، لكنّه يشكك في ذلك، ويقول: “ربما يكون هذا صحيحًا لمدة عامٍ أوْ عامين، وربما 10 أعوام أوْ 20 عامًا، لكن ليس في استطاعة أحد أنْ يضمن أنّهم لن يتوجهوا نحونا، فهؤلاء أشخاص خطِرون جدًا، يريد الجولاني رفْع العقوبات عن سورية من أجل وصول الأموال من الخارج، لكن على المدى البعيد، يتعيّن على إسرائيل المحافظة على منطقة سيطرة ونفوذ في سورية.”
ترامب سيؤدّب كلّاً من سوريّة ولبنان
وأعرب المسؤول عن أمل إسرائيل بعد تنصيب الرئيس الأمريكيّ المنتخَب دونالد ترامب في العشرين من الشهر الجاري في أنْ يقدّم إليها دعمًا كاملاً في مواجهة سورية ولبنان. وتابع: “في هذه الأثناء، نحن مضطرون إلى البقاء والاحتفاظ بمنطقة 15 كيلومترًا من دون صواريخ، وأيضًا الاحتفاظ بمنطقة نفوذ على مساحة 60 كيلومترًا لضمان عدم نشوء تهديدات من هناك، ونعمل على إعداد خطة عمل للتعامل مع الواقع الجديد.”
كما تشعر إسرائيل، أضافت الصحيفة العبريّة، بالقلق من تمركُز (حماس) و (الجهاد الإسلاميّ) في سورية في ظل غضّ نظر الجولاني. ويقول المسؤول الإسرائيلي: “لن نسمح لهما بالتمركز في سورية كما لم نسمح لإيران أيضًا بالتمركز هناك. وفي تقديرنا، فإنّ الجولاني يُفضّل بقاءهما، وعندما يتحركان ضد إسرائيل، فسيكون لديه هامش من الإنكار.”
وتجدر الإشارة إلى أنّ إسرائيل سيطرت فور سقوط نظام الرئيس السابق، د. بشّار الأسد، في الشهر الماضي على منطقةٍ فاصلةٍ محددةٍ في اتفاق فصل القوات مع سورية بعد حرب يوم الغفران، أيْ حرب تشرين الأول (أكتوبر) 1973، كما احتلت جبل الشيخ السوريّ.
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، أوضحت الصحيفة العبريّة نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، أنّه في الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الشهر الماضي إلى جبل الشيخ برفقة وزير الحرب إسرائيل كاتس، قال: “سنبقى في هذا المكان المهم إلى أنْ يجري التوصل إلى ترتيب يضمن أمن إسرائيل، وسنحدد ما هو الترتيب الأفضل بالنسبة إلى أمننا.” وبعد سقوط الرئيس الأسد، نفذ سلاح الجوّ الإسرائيليّ عمليات قصف واسعة النطاق بهدف تدمير القدرات الاستراتيجية التي كان يملكها نظام الأسد، ومَنَع وقوعها في أيدي المتمردين، علمًا أنّ “المتمردين” لم يُحرّكوا ساكنًا خلال الهجمات الإسرائيليّة المكثفّة، واكتفى الجولاني بالقول إنّ سوريّة لن تكون منطقة حربٍ ضدّ دولة الاحتلال.
قلقٌ إسرائيليٌّ عارمٌ من التدّخل التركيّ
على صلةٍ بما سلف، تزداد النقاشات بشأن ما يحدث على الجبهة الشمالية، وقبل يومين، ترأّس وزير حرب إسرائيل كاتس نقاشاً في الكابينيت المصغر تحضيرًا لنقاش سيجري في الأيام المقبلة برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، سيتم خلاله التركيز على التدخل التركيّ في سورية. وقد عَلِمت صحيفة (إسرائيل اليوم) أنّ النقاش في الكابينيت مخصص للتغيرات في سورية، والشكوك بشأن الجولاني، والخوف على سلامة الأقليتَين الدرزية والكردية في المنطقة.
ومن أجل تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط، فقد اقترح الوزير وعضو الكابينيت إيلي كوهين، الذي شغل أيضًا منصب وزير الخارجيّة، العمل على الدفع قُدُماً من أجل عقد مؤتمرٍ دوليٍّ بشأن سورية، يكون هدفه ضمان أمن الحدود الشمالية والسماح لإسرائيل بالدفاع عن نفسها بصورةٍ فاعلةٍ في مواجهة التهديدات التي تشكلها تنظيمات المتمردين الذين لا يلتزمون اتفاقات فصل القوات.
وزيرٌ إسرائيليٌّ يقترح تقسيم سوريّة لكانتونات
وخلال النقاش، جرى ذكر المبادرة التي بحثها مسؤولون كبار من المستوى السياسيّ والأمنيّ منذ سقوط نظام الأسد، وهي تقسيم سورية إلى محافظات (كنتونات) من أجل ضمان حقوق كل المجموعات الإثنية في سورية، وهذا الاقتراح طرحه الوزير كوهين، وسيُدرس في المؤتمر الذي يمكن أنْ يُعقد، بَيْدَ أنّ التخوف الأساسي يكمن في أنّ هذه الفكرة التي تتماهى معها إسرائيل لن تحظى بتأييدٍ في سورية، ولذلك، فإنّ النقاشات بشأن هذا الموضوع تجري بصورة سريّةٍ.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إنّه ليس لدى إسرائيل نيات للغرق في سورية، لكنّها لن تخرج من المناطق التي دخلتها حتى استقرار الوضع في سورية، وإحدى الوسائل من أجل بلوغ هذا الهدف هو عقْد مؤتمرٍ دوليٍّ يعيد صوغ سورية وحدودها من جديد بصورة لا تكون إسرائيل مضطرة فيها إلى سحب قواتها من دون ضمان أمنها، طبقًا لأقوالها.