أكد القيادي في حركة "حماس"، أسامة حمدان، أن إسرائيل لن تستعيد أسراها إلا عبر اتفاق تبادل، متهمًا رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بالتلاعب بمصيرهم.
وقال خلال مؤتمر صحفي عقده في دار الصحافة بالعاصمة الجزائرية، (الخميس)، إن "صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال لها قواعدها التي سوف تطبق، وعلى ضوء ذلك سيأخذ الاحتلال أسراه وسنأخذ أسرانا"، مشددًا على أنه "لكن بكل تأكيد، لن يستعيد أسراه أحياء إلا من خلال اتفاق".
واعتبر حمدان أن "نتنياهو يتلاعب بمصير الأسرى ضمن سعيه إلى صورة إنجاز، ولا يريد تحريرهم، ويتمنى لو ينجح بقتلهم، لأنه يعلم أن تحريرهم يعني تحرير أسرى فلسطينيين".
وتابع أنه "لا يهمنا ما يسعى إليه الاحتلال، ما يهمنا هو إنهاء العدوان وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة".
على صعيد آخر، حذر حمدان، من أن "مخططات الاحتلال الإسرائيلي تجاوزت الشعب الفلسطيني وباتت تهدد المنطقة بأكملها".
وأضاف أنه "نقوم بواجبنا على أكمل وجه لمواجهة الاحتلال، ونتوقع أن يقوم أشقاؤنا بواجبهم أيضًا. أي تقصير سيعود بتداعيات سلبية على المقصرين أنفسهم وليس فقط على الشعب الفلسطيني".
والخميس، قال ستيفن ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، للشرق الأوسط، في تصريحات للقناة 12 العبرية، إن إعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة هو "الأمر الأكثر أهمية" بالنسبة لترامب قبل تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني الجاري.
ولأكثر من مرة تعثرت مفاوضات تبادل الأسرى التي تجري بوساطة قطرية مصرية أميركية، وتصر حركة حماس على انسحاب كامل لإسرائيل من قطاع غزة ووقف تام للحرب، بغية القبول بأي اتفاق.
وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، فيما تقدر وجود 99 رهينة إسرائيلية بقطاع غزة، في حين أعلنت حماس مقتل عشرات منهم لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.
"حماس": "ننتظر الردّ الإسرائيلي"
وفي الغضون، قال الناطق باسم حركة "حماس"، جهاد طه، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إن نتائج ما توصل له الوسطاء في ملف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين هي في ملعب الاحتلال، وبانتظار ردّه.
وأكد طه أن حركة حماس تتعامل دائمًا بمسؤولية وطنية عالية في القضايا التي توقف سياسة المجازر والجرائم والتدمير بحق شعبنا، وتصل إلى خواتيم اتفاق ينهي العدوان بكافة جوانبه.
وأشار إلى أن حركة حماس تسعى لاتفاق يحقق للشعب الفلسطيني تطلعاته في الحرية، ونيل حقوقه المشروعة على أرضه.
إلى ذلك، اعتبر مصدر في المقاومة الفلسطينية أن المفاوضات غير المباشرة مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي "تسير بشكل بإيجابي"، مشيرًا، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، أمس الجمعة، إلى أن حركة حماس قدّمت رسالة جديدة عبر الوسطاء لحكومة الاحتلال، طرحت خلالها تفكيك النقاط الخلافية، والتي لم يتم التوصل لصيغة نهائية بشأنها، ويستغلها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في "تعطيل التوصل لاتفاق".
"ترحيل بحث النقاط الخلافية"
وبحسب "العربي الجديد"، نقلاً عن القيادي نفسه، فإن الرسالة التي قدمتها حركة "حماس" ارتكزت على ترحيل الحديث عن بعض النقاط الخلافية للمراحل التالية من الاتفاق، مع التوافق على تواصل تنفيذ المراحل تباعًا دون توقف، عقب تنفيذ استحقاقات كل مرحلة.
ودعم رسالة "حماس" الأخيرة، بحسب القيادي، تعهد مصري قطري أميركي بضمان تنفيذ الاستحقاقات المرحلية للاتفاق، مع تسهيلات من جانب مصر بشأن الموقف من الوجود الإسرائيلي جنوبي قطاع غزة في محور صلاح الدين (فيلادلفي) الحدودي، والذي يمثل انتهاكًا لاتفاق السلام الموقع بين الجانبين، إذ أبدت مصر مرونة بشأن الانتشار الإسرائيلي، وإرجاء الحديث عن الانسحاب من الممرّ لما بعد تنفيذ المرحلة الأولى.