تحذيرات إسرائيلية: حكومة نتنياهو تواصل الحرب لأهداف غير معلنة.. الاستيطان في غزة

الثلاثاء 07 يناير 2025 04:43 م / بتوقيت القدس +2GMT
تحذيرات إسرائيلية: حكومة نتنياهو تواصل الحرب لأهداف غير معلنة.. الاستيطان في غزة



القدس المحتلة/سما/

 تقول محاضرتان إسرائيليتان في جامعة تل أبيب إنَّ راية سوداء ترفرف فوق الحرب المُكلفة في غزة، التي يُقتل فيها جنود إسرائيليون عبثاً، فيما يؤكد الجنرال في الاحتياط متان فلنائي، رئيس منتدى “قادة من أجل الأمن”، أنَّ الحل العسكري غير ممكن، ولا بدَّ من حلٍّ سياسي للقضية الفلسطينية يُنهي الاحتلال.

في مقالٍ مشترك تنشره صحيفة “معاريف”، تقول الأستاذتان الإسرائيليتان، دافنا هاكر ودافنا يوئيل، إنَّ مواصلة الحرب في القطاع تتناقض مع أهدافها المعلنة، وإنه كلما مرَّ الوقت يتصاعد الشكُّ بأن حكومة نتنياهو تدفع نحو تحقيق هدفٍ آخر، وهو الاحتلال والاستيطان في غزة.

وتوضحان أنَّ هدفي الحرب المعلنين في غزة هما استعادة الرهائن وإسقاط “حماس”، لكنَّ استمرارها بالذات يُبعد إسرائيل عن تحقيقهما، فعدد المحتجزين الأحياء يتناقص كلما طالت الحرب؛ فهم يموتون نتيجة القصف، أو ظروف الأسر القاسية جداً.


وتتابع المحاضرتان الإسرائيليتان، وهما من مؤسِّسي منتدى “اليوم التالي للحرب”: “في الشهور الأخيرة لا تساهم الحرب في تحقيق الهدف الثاني- الإطاحة بـ “حماس”- فالجيش قام بمهامه ووجَّه ضربة مدمرة لقدرات “حماس” العسكرية، لكن لا يمكن قتل كل جندي في “حماس” وتدمير كل صاروخ، كما تدلل عمليات إطلاق النار من غزة نحونا في الأسبوع الأخير. وحكومة إسرائيل ترفض ترجمة النجاحات العسكرية لمكاسب سياسية، وتعطِّل كل احتمال لمفاوضات حول إنهاء السيطرة العسكرية على القطاع واستبدالها بسيطرة عربية دولية تتعاون مع جهات فلسطينية لتوزيع المساعدات الإنسانية، وترميم القطاع، وبناء أجهزة حكم فلسطيني معتدل”.


وتحذِّران من أنه بسبب عدم وجود بديل سلطوي لـ “حماس”، فإنها ستواصل السيطرة على غزة من الناحية المدنية، حيث تعود للمناطق التي يُخليها الجيش، وتتحكم بالمعونات الإنسانية، وتمسُّ بكل من يعارضها، وتواصل تجنيد الناشطين. ومعنى ذلك أن الحكومة تهدد حياة جنودنا عبثاً. “أكثر من ذلك، فلا نقاش على أن الجيش يسبّب دماراً واسعاً في غزة في هذه الأيام مع مساسٍ صعب بالمدنيين وبالبنى التحتية”.

وتريان أن التدمير لا يقود لتحقيق أيٍّ من هدفي الحرب (الإفراج عن الرهائن وإسقاط “حماس”)، بل يعطِّل تحقيقهما، وهذا يعني أن راية سوداء ترفرف اليوم فوق استمرار الحرب.


التغلب على “حماس” بالدبلوماسية

المحاضرتان الإسرائيليتان اللتان تعتمدان خطاب المصالح في مقالهما المشترك تقولان إنه من المهم التشديد على أن “حماس” هي عدو مرٌّ لإسرائيل، لكن الطريق للتغلُّب عليها، منذ شهور، لا يمرّ عبر ساحة القتال، بل عبر غرف المفاوضات، وينبغي أن تكون استعادة المخطوفين هي الخطوة الأولى.


وتؤكِّدان أنه كلما مرَّ الوقت، كلما تعزَّز الانطباع بأن للحكومة هدفاً آخر للحرب في الواقع، وهو هدف مختلف كلِّياً عن الأهداف المعلنة من قِبل الحكومة: احتلال واستيطان قطاع غزة.


وتقولان إنَّ قسماً من وزراء ونواب الائتلاف الحاكم، بمن في ذلك أعضاء حزب “الليكود” الحاكم، يعلنون ذلك بملء الفم، لكنَّ الحكومة لم تتخذ قراراً يُدخل ذلك ضمن أهداف الحرب، وهذا لم يحدث صدفة. فالحرب من أجل الاحتلال والاستيطان تتناقض مع القانون الدولي، وبحال اتخذت الحكومة قراراً كهذا ستتعرض إسرائيل لعقوبات صعبة من بينها حظر للسلاح. كما أنَّ هذا الوضع يدفع الجنود نحو واقع مرير: فإذا كانت أهداف الحرب هي تلك المعلنة، فإن الحرب لا تخدمها، ولذا فإنَّ المشاركة في الحرب هي تبذير مريع لحياة البشر، وراية سوداء تبدو فوقها.


وتمضيان في نقدهما لحكومة الاحتلال: “بحال كان هدف الحرب احتلالاً واستيطاناً يهودياً، فسيكون القرار قد اتُّخذ بما لا ينسجم مع القانون الإسرائيلي، وهي تشكِّل انتهاكاً فظَّاً للقانون الدولي. وبين هذا أو ذاك، فإنَّ جنودنا يخاطرون بحياتهم في حرب ليست حتمية، ويُعرِّضون أنفسهم لتهم ارتكاب جرائم حرب ومقاضاتهم”.

حرب “السيوف الحديدية” كانت حتمية، ولم يكن هناك خيار آخر لها، فإسرائيل كانت دولة تحت تهديد كبير من قِبل “سوار النار” الإيراني الجهادي الذي رغبت “حماس” في إشعاله في السابع من أكتوبر.

وتعتبران أنَّ إسرائيل نجت من الخطر بتجنُّد لافت من قِبل المواطنين في إسرائيل – سواء في جيش الاحتياط أو التطوع في الجبهة الداخلية.

وتتابعان: “بعد الضربة الصعبة لحزب الله، وبعد سقوط الأسد، انقلب العجل، وإسرائيل اليوم تقف أمام فرصة لتغيير وجه الشرق الأوسط بشكل يخدم أمنها وازدهارها”.

وتخلصان للقول إنَّ حكومة إسرائيل عملياً تُبعدنا من هذه الإمكانية، وبدلاً من هذا الخيار تُغرق الجيش والدولة كلها في حرب يوجد خيار بديل لها، وراية سوداء ترفرف فوقها.

الحل السياسي

ويتقاطع معهما نائب قائد جيش الاحتلال، وقائد جبهة الجنوب فيه سابقاً، الجنرال في الاحتياط متان فلنائي، رئيس “منتدى ضباط من أجل الأمن”، الذي قال للإذاعة العبرية، اليوم، معقِّباً على الحرب وعلى مجمل الصراع مع الشعب الفلسطيني، إنَّ الحل العسكري عقيم، وإنه لا بدَّ من حلٍّ سياسي، علماً أنَّ هذا الحل شبه مغيَّب في إسرائيل منذ 7 أكتوبر.


ويؤكد فلنائي أنه لا يمكن الفوز بالأمن بالرهان على القوة فحسب، وتابع: “هذا لن ينتهي بالقوة، بل بالحل السياسي… فدول أكبر منا لجأت للحل السياسي. الحل هو الانفصال عن الفلسطينيين، وهذا ما يحدث في كل العالم”.


وكان فلنائي قد قال، في مقابلات إعلامية، في الشهور الأخيرة، إنَّ صفقة تبادل أسرى ستمنع تحطُّم إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية، معتبراً أنَّ استعادة المخطوفين انتصار إستراتيجي.

وتابع: “ينبغي فعل كل شيء من أجل إتمام الصفقة وقطع الطريق على انتحار قومي وانهيار إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية متساوية”.

في المقابل، تطالب قيادة المستوطنين بحملة عسكرية واسعة على الضفة الغربية المحتلة لـ “تدمير جيوب الإرهاب، لأن حكم طولكرم ومخيم جنين كحكم جباليا”.