محمد الهندي: وجود قوات عربية أو دولية داخل غزة غير مطروح

الأحد 29 ديسمبر 2024 06:54 م / بتوقيت القدس +2GMT
محمد الهندي: وجود قوات عربية أو دولية داخل غزة غير مطروح



غزة/سما/

تحدث نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، في حوار مع "العربي الجديد"، عن مستجدات المباحثات حول وقف العدوان على غزة وصفقة تبادل الأسرى، إضافة إلى اليوم التالي للحرب وموقف الحركة من إمكان وجود قوات عربية أو دولية داخل غزة ومحور صلاح الدين (فيلادلفي) مستقبلاً، والعلاقة مع حركة فتح، وغيرها من الملفات.

* ما توصيف حركة الجهاد الإسلامي للوضع الراهن في غزة؟

ما يجري في غزة هي إبادة جماعية تقوم بها إسرائيل بدعم وغطاء أميركي كامل في محاولة لفرض التهجير على أهلنا في القطاع.

"الجهاد" جزء أساسي من مباحثات وقف العدوان وصفقة تبادل الأسرى

* هل "الجهاد الإسلامي" منخرطة في اتصالات مع الوسطاء بخصوص وقف إطلاق النار؟ وما مبادئ "الجهاد" لأي اتفاق لوقف إطلاق النار؟

حركة الجهاد جزء أساسي من المباحثات حول وقف العدوان على شعبنا في غزة في سياق صفقة تبادل الأسرى. صحيح أن "حماس" مخوّلة بالتفاوض، ولكن المشاورات مع الحركة مستمرة. في الأسبوع الماضي، أُجريت لقاءات مطولة مع قادة "حماس" في القاهرة للتباحث حول وقف العدوان وصفقة التبادل.


* هل تقبل "الجهاد الإسلامي" بأي قوات عربية أو دولية داخل غزة ولا سيما محور صلاح الدين (فيلادلفي) ومعبر رفح؟


غير مطروح وجود قوات عربية أو دولية داخل غزة أو محور صلاح الدين، والتباحث حول انسحاب تدريجي من محوري صلاح الدين ونتساريم.

* ما رؤية الحركة لإنهاء الحرب في ظل الاتصالات الحالية؟

إتمام صفقة التبادل بوساطة مصرية وقطرية ينتهي بوقف العدوان والانسحاب من القطاع، وتجاوز كل العراقيل التي تضعها حكومة بنيامين نتنياهو أمام الوصول إلى اتفاق تبادل الأسرى، وأي استمرار في العدوان معناه أن تتحول المواجهة إلى حرب استنزاف طويلة الأمد.

لجنة الإسناد تتشكل من الخبراء وليس من الفصائل، ونحن لا نشارك فيها

* ما رؤية "الجهاد" للمشهد ما بعد الحرب، أو ما يسمى باليوم التالي؟ كيف تتابع الحركة جهود إقامة لجنة الإسناد المجتمعي وهل ستشاركون فيها؟

في اليوم التالي لوقف العدوان، هناك معركة إغاثة شعبنا وإعادة الإعمار، وفي هذا السياق، كان هناك مسار تشكيل حكومة توافق وطني تدير الضفة وغزة وتأخذ على عاتقها هذه المهمة، وأمام رفض السلطة الفلسطينية، اقترحت مصر، وبغطاء من قمة الرياض، تشكيل لجنة إسناد غزة، واستجابت لكامل شروط السلطة في تشكيل اللجنة ومرجعيتها القانونية والإدارية لحكومة أبو مازن وتشكيلها بمرسوم منه، وحتى الآن، لم تصل موافقة السلطة على المشاركة فيها. لجنة الإسناد تتشكل من الخبراء وليس من الفصائل، ونحن لا نشارك فيها، ولكن ندعم هذا التوجه والاقتراح المصري.

* كيف تبدو علاقة الجهاد بحركة حماس في ظل الحرب؟

"الجهاد" و"حماس" في مقدمة الصفوف لمواجهة العدوان وحرب الإبادة في غزة، وكذلك العدوان الذي لا يتوقف في الضفة الغربية، والأطماع المعلنة تجاه القدس والأقصى، والعلاقة بين الحركتين قوية وفي أفضل حالاتها.

* هل هناك لقاءات خلال الوقت القريب مع حركة فتح أو المجموع الوطني؟

لنا علاقات مهمة مع قيادات تاريخية في حركة فتح، فضلاً عن العلاقات القوية والثابتة مع مجاهدي شهداء الأقصى في الضفة وغزة ونعمل على تطويرها باستمرار، فنحن أبناء شعب واحد ونواجه عدواً واحداً يستهدفنا جميعاً، وأمامنا مشوار طويل من المقاومة والتضحيات. أما السلطة فالعلاقة معها متوترة على خلفية عدوانها المفتعل على المقاومة في مخيم جنين خدمة لأجندة العدو.


* ما أسباب زيارة القاهرة الأخيرة وأهم ملفاتها ونتائجها؟

زيارة القاهرة بدعوة من المسؤولين المصريين القائمين على الوساطة في صفقة التبادل ووقف العدوان استمرت أكثر من أسبوع، وتخللتها عدة لقاءات مع طاقم التفاوض ولقاء مهم مع الوزير حسن رشاد (رئيس المخابرات العامة المصرية)، تناولت تطورات صفقة التبادل، كما تناولت تطورات تشكيل لجنة إسناد غزة، إضافة إلى لقاءات مع قادة في حركة حماس والجبهة الشعبية وفصائل موجودة في القاهرة. القاهرة والدوحة تلعبان دوراً مهماً في التفاوض لإتمام الصفقة؛ صحيح أن نتنياهو لديه حسابات سياسية وشخصية لعرقلة الصفقة ولكن هناك جهوداً تبذل لتجاوز أي عقبات.

* كيف ترى "الجهاد الإسلامي" التغيرات الأخيرة في المنطقة؟ وما تأثيرها على الحرب في غزة؟

نقرأ اسرائيل على أنها مشروع استعماري غربي للهيمنة على الشرق الإسلامي واستنزاف المنطقة ونهب ثرواتها ومنع نهضة أي قُطر من أقطارها، ولذلك فهي تستعمل كل الوسائل المتاحة وتستغل أي أحداث لتمزيق المنطقة وإشغالها في صراعات داخلية لا تنتهي. وقد واجهت انتصار الثوار في سورية باحتلال جزء من الأراضي السورية وتدمير السلاح والمقدرات السورية على أمل أن تصبح شريكاً في رسم مستقبل سورية، ومن جانب آخر، بدأت بث نار الفتنة الطائفية خصوصاً مع الدروز والأكراد. نحن في المقاومة الفلسطينية نعتبر أن نهضة وقوة وحرية واستقلال أي قُطر من أقطار الأمة هو في صالح القضية الفلسطينية، وأن هناك علاقة جدلية بين نهضة أي قُطر ومواجهة اسرائيل، فكيف إذا كان هذا القطر من أقطار الطوق المحيطة بإسرائيل. من جانب آخر، فإن الغرب وإسرائيل لا يطمئنان لأي تطمينات من جانب العرب والمسلمين، فما بالك بالإسلاميين الذين تدرك إسرائيل أن قلوبهم تنبض بحب الأقصى، مسرى نبيهم. إذا تجاوزت الأمة أطماع الغرب وأداته في المنطقة، إسرائيل، وتجاوزت الفتنة الطائفية التي تحاول نبش تراكمات الماضي، وتجاوزت بذلك محاولات الهيمنة الأميركية على المنطقة، فإن التغييرات الأخيرة في المنطقة لها تأثير إيجابي على القضية الفلسطينية.

* هل التنسيق مع محور المقاومة ما زال قائماً؟ وهل ما يجري يزيد ويشد العلاقات بين فصائل المحور؟

مساندة محور المقاومة غزةَ قائمة على مدى 14 شهراً في لبنان رغم التضحيات الجسام، ومستمرة في اليمن الذي يرسل كل يوم رسائل الإسناد القوية ولا يأبه لأي اعتداءات أو تهديدات أميركية وصهيونية، لأن معركة فلسطين والقدس هي معركة كل شرفاء وأحرار الأمة، وأنه لا حرية ولا استقلال حقيقياً لأي قُطر ما لم يعمل على مواجهة إسرائيل.