تجري في الأيام الأخيرة، محاولات لدفع صفقة إنسانية، تعيد فقط جزءاً من الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس في المرحلة الأولى. غير أن صوتاً ضد الصفقة الجُزئية سُمع اليوم، من جانب وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، دودي إمسالم الذي قال في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية العامة (كان- ريشت بيت) إنه "اعتقد أنه كان علينا من البداية أن ندفع باتجاه صفقة شاملة".
وأقر بأنه "لو حدث ذلك، كانت إسرائيل ستنهي الحرب بوتيرتها الحالية، على أن نواصل عمليات الاقتحام في القطاع، كما نفعل في الضفة الغربية".
أقوال إمسالم أتت فيما مسؤولون مطلعون على تفاصيل المباحثات بشأن الصفقة قالوا إن "إسرائيل تسعى لعقد صفقة ستكون جزئية، ومقسمة إلى مرحلتين؛ الأولى إنسانية، وفقط بعد إتمامها من المحتمل أن تؤدي إلى إنهاء الحرب وانسحاب الجيش من القطاع".
وكما رأى إمسالم فإن "اليوم علينا أن نركز على مسألة المختطفين، وأن نتوصل إلى صفقة شاملة تعيدهم جميعاً"، مشيراً إلى أن "محور فيلادلفي، هو الأمر الوحيد الذي يجب أن نتشدد حيال التمسك به، أمّا بقية الأمور فهي تفصيل، حيث سنواصل القتال في غزة لسنوات عدّة".
وادعى إمسالم أنه لا يوجد لإسرائيل ما يمكن أن تتشدد حياله بخصوص قضية إنهاء الحرب، بسبب أنه "لا يوجد شيء اسمه نهاية الحرب بشكل فعلي". وكما أضاف "نحن في الواقع يمكننا أن نوافق على خروج الجيش، فعودة المختطفين جميعاً، ستمكننا من أن ندخل مجدداً للقطاع، شريطة أن يبقى محور فيلادلفي تحت سيطرتنا، لأنه في الواقع محور فيلادلفي هو الصنبور الذي يعبأ كل البركة"، في إشارة إلى فيلادلفي هو المحور الذي يدعي الاحتلال أن المقاومة في القطاع تدخل السلاح والوسائل القتالية من خلاله.
وتعليقاً على تصريحات وزراء الحكومة، الذين يسعون جاهدين إلى إحياء فكرة الاستيطان في غزة، بموازاة طرح الائتلاف مشروع قانون يلغي حظر دخول الإسرائيليين إلى القطاع، ومن ثم يلغي فعلياً قانون فك الارتباط عن غزة والذي بموجبه أخلت إسرائيل مستوطناتها في القطاع عام 2005، وانسحبت منه، فاعتبر إمسالم أنه "لم يفكر الجيش ولو لمرة واحدة في البقاء طويلاً في القطاع. اعتقد أن إسرائيل يمكنها أن تقاتل بعد ذلك (انتهاء الحرب) بالطريقة ذاتها التي تقاتل فيها في الضفة. فهناك يوجد عدو نحاربه ليل نهار ويومياً، وهكذا سيكون الوضع في القطاع".
وفي السياق، ادعى وزير التعاون الإقليمي أن التصريحات التي يدلي بها وزراء في الحكومة، ونوّاب في الكنيست بشأن الاستيطان بغزة هي "محض كلام في الهواء"؛ إذ زعم أنه "أنا لا أعرف أمراً كهذا. هذه نكته... مجرد نكتة. وخسارة أن يتم تضييع الوقت على ذلك، فالاسيتطان في القطاع ليس موجوداً في الأدراج". وبحسبه فإنه حتّى في الجلسات الكثيرة التي عقدها الوزراء منذ بداية الحرب، لم يُطرح هذا الموضوع؛ إذ لفت إلى أنه "لم نتحدث حول ذلك إطلاقاً في الكابينت، ولا حتّى في اليوم الأول للحرب، حيث كانت مشاعر الغضب والاحتقان والانتقام قوية جداً... ومن يتحدث عن ذلك فهو يتحدث لمجرد الحديث".
ورغم ادعاءات إمسالم فإن منظمات استيطانية عدّة في مقدمتها "نحالا"، إلى جانب وزراء في الحكومة، بينهم في حزب "الليكود"، يسعون جاهدين لإعادة الاستيطان إلى غزة؛ حيث يخطط هؤلاء منذ الشهور الأولى للحرب، لبناء أنوية توراتية، وتوطين مئات العائلات الإسرائيلية، وخصوصاً في شمال القطاع، الذي هُجّرت الغالبية العظمى من سكانه الفلسطينيين.