كشفت مصادر أمنيّة وعسكريّة، وصفت بأنّها رفيعة المستوى في تل أبيب، عن أنّ قيادة المنطقة الوسطى، في جيش الاحتلال الإسرائيلي، تستعد لسيناريوهات مرعبة، من قبيل إغلاق الطرق وتنفيذ هجمات متزامنة في عدة مواقع في جميع أنحاء الضفّة الغربية المحتلة، على غرار ما حدث في 7 تشرين الأول في العام 2023، حين تسلل مسلحين إلى عشرات النقاط، وفقًا لما نشره موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ. بالإضافة إلى ذلك، تابعت المصادر قائلةً، يخشى جيش الاحتلال زعزعة استقرار النظام في الأردن، واستغلال العناصر المسلحة المنتشرة في جميع أنحاء العالم للوضع في منطقة غرب آسيا (الشرق الأوسط). وللتعامل مع هذه السيناريوهات، قام الجيش بتوزيع نحو 7000 قطعة سلاح على مجموعات الجهوزية من المستوطنين في المستوطنات، بما في ذلك الأسلحة الرشاشة، على ما نقل الموقع عن المصادر عينها. وبحسب الموقع: “لقد بدأت العناصر المسلحة، في مختلف أنحاء الضفّة الغربية، العمل في السنتين الأخيرتين بأنماط تذكرنا بتشكيل الكتائب، حيث تشبه (جيش الإرهابيين). ومن الناحية العملية، النشاط المكثف، والذي بدأ خلال ولاية القائد السابق للقيادة الوسطى اللواء يهودا فوكس، منع تلك العناصر من خلق إطار مسلح فعّال”. وأردفت المصادر الإسرائيليّة قائلةً إنّه “ومن بين جملة الأمور، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي إجراءات من الجو لإحباط عمليات نقل السلاح، وشن حصارات قوية وواسعة النطاق تباعًا داخل مخيمات اللاجئين”. وبالرغم من هذا النشاط المكثف، تمكّنت التنظيمات “الإرهابية” من تهريب الأسلحة، بما فيها العبوات الناسفة بهدف تفخيخ مناطق، ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في عدة حالات، وحتّى سقوط قتلى. هذا؛ وأكّدت المصادر التي تحدثت للموقع العبريّ على أنّه “تجمع هيئة الأركان العامة في جيش الاحتلال الإسرائيليّ على أنّ الأضرار الجسيمة التي لحقت بحماس، في قطاع غزّة، ستحول الانتباه إلى الضفّة الغربية، والتي تحولت إلى “ملعب” لقيادات المسلحين في الخارج”. وتابعت قائلةً إنّه “وعلى الرغم من الادّعاء بتخفيف عديد القوات النظامية ونوعيتها، كما أكّد قائد القيادة الوسطى اللواء آفي بيلوت، على أهداف القيادة العليا والوحدات: تعزيز ثقة الجمهور وتحصين المستوطنات وتشكيل المنطقة وتحقيق الاستقرار فيها ومبادرات هجومية ضدّ أوكار المسلحين”، على حدّ تعبيره إلى ذلك، مارس المستوى السياسي والجيش الإسرائيلي ضغوطًا شديدة على السلطة الفلسطينية. ونتيجة لذلك قرّر رئيس السلطة محمود عبّاس إصدار الأوامر بتنفيذ عمليات في مخيمات اللاجئين، وعلى رأسها العملية الجارية حاليًّا في مخيم جنين للاجئين، والتي حصلت في أعقاب سرقة عربتين تابعتين لقوى الأمن الفلسطينية بأيدي عناصر مسلحة. واختتمت المصادر الإسرائيليّة قائلةً إنّ قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال لا تعارض تقديم الذخيرة ووسائل القتال لأجهزة الأمن الفلسطينية، طالما ذلك لا يعرّض قوات الجيش الإسرائيليّ والمستوطنين للخطر، على حدّ تعبيرها. إلى ذلك، قال مسؤولون عسكريون في تل أبيب إنّ الجيش الإسرائيليّ يؤيد تعزيز السلطة الفلسطينية حتى تتمكن من مكافحة الهجمات في الضفة الغربية بشكل أكثر فعالية، في الوقت الذي يبدو فيه أنّ السلطة الفلسطينية تكثف جهودها ضد حماس والجهاد الإسلامي. وقال مسؤولون لمجلة (تايمز أوف إسرائيل) إنّ الجيش الإسرائيليّ يدعم الجهود الرامية إلى زيادة التنسيق والتعاون مع السلطة الفلسطينية بناء على أوامر الحكومة وليس كمبادرة خاصة به، على الرغم من تصريحات بعض وزراء الحكومة الذين حثوا على إضعاف السلطة الفلسطينية. ويأتي هذا التعليق في الوقت الذي تنفذ فيه قوات الأمن الفلسطينية عملية ضد العناصر المسلحة في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، بما في ذلك قتل واعتقال أعضاء من حماس والجهاد الإسلامي، والاستيلاء على أسلحة، وتحييد العبوات الناسفة. وقال مسؤولون عسكريون إنّ السلطة الفلسطينية اكتسبت بعض القوة هذا الأسبوع عندما دخل أعضاؤها إلى جنين ومخيم للاجئين مجاور. ويأمل الجيش في تشجيع السلطة الفلسطينية على مواصلة تنفيذ مثل هذه العمليات. وقال المسؤولون إنّ الجيش سيبذل قصارى جهده لضمان أنْ تكون السلطة الفلسطينية قوية بما يكفي للعمل بنجاح ضد المسلحين، وهو ما من شأنه أن يعود بالنفع أيضًا على الجيش الإسرائيلي، لكنهم لم يقدموا تفاصيل حول الخطوات التي يجري اتخاذها لدعم القوات الفلسطينية.