كلاكيت مرات عديدة شاهدناه الاشهر الماضية لنهاية فيلم محتملة لم تنتهي في ظل تواصل المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، واصرار اسرائيل على مواصلة الحرب على غزة،
تميزت الأيام الماضية نشاطاً محموماً بشأن الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المختطفين الاسرائيليين بين إسرائيل وحماس. ومشاركة امريكية من قبل إدارة الرئيس جو بادين المنتهية ولايته، وادارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب وتضعان بكل ثقلهما لتنفيذ الاتفاق على الطرفي قبل استلام ترامب منصبه.
وسادت اجواء من الافراط في التفاؤل، وشارك الفلسطينيين في قطاع غرة في هذا الفيلم عدة مرات خلال العام الماضي، لكن هذه المرة يعتقد المحللين الاسرائيليين أن النهاية ستكون مختلفة، وأكثر تفاؤلاً.
وفي ظل التقارير الإسرائيلية التي ترسم صورة متباينة بين تفاؤل حذر وخلافات عميقة، وسط استبعاد لاتفاق وشيك
وأصدرت حركة حماس بيانًا رسميًا، الثلاثاء الماضي، أكدت فيه أن المباحثات غير المباشرة التي تجري في الدوحة بوساطة قطرية ومصرية كانت "جادة وإيجابية". وأن التوصل إلى اتفاق ممكن إذا "توقفت إسرائيل عن وضع شروط جديدة".
وبعد أن روجت اسرائيل ووسائل اعلامها للتفاؤل بخصوص المفاوضات مع حركة حماس، ما لبثت ان تراجعت اسرائيل عن التفاؤل عبر بث حطاب اعلامي أثل تفاؤلا واكثر حدرا ونقلت وسائل اعلام اسرائيلية أنه ما زالت هناك فجوات كبيرة تعيق التوصل إلى اتفاق نهائي حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وحسب ما تناوله عدد من المحللين الاسرائيليين ان هناك فجوات وأن المشكلة تكمن في الصفقة وتقسيمها إلى قسمين. كما تعتقد الولايات المتحدة والوسطاء، مصر وقطر، أنها ستكون قادرة على دفع إسرائيل إلى نوع من الخطورة: فمنذ اللحظة التي تبدأ فيها النبضة الأولى بالتحرك، سيجد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صعوبة في الانسحاب من الاتفاق.
وإن انفجار الصفقة في الفترة الانتقالية بين النبضات سيؤدي إلى تجدد الحرب وبقاء الرهائن المتبقين في الأسر في قطاع غزة، ولن تتمكن الحكومة من الصمود في وجه الضغوط التي ستمارس عليها سواء من خارج وداخل المجتمع الإسرائيلي.
لكن الخوف الذي يعبر عنه أهالي المختطفين، هو عدم التوصل إلى اتفاق كامل في نهاية المطاف. ووفقا لهم، فإن المفاوضات بين إسرائيل وحماس ستنفجر في الفترة الانتقالية بين النبضتين، بسبب صعوبة تلبية إسرائيل لمطالب حركة حماس.
ولذلك فإن الادعاء بضرورة المضي قدما في صفقة تأخذ في الاعتبار الخطوط الحمراء لليمين المتطرف.
وتشمل عودة جميع المختطفين كشرط لانسحاب شبه كامل من القطاع؛ وإنشاء منطفة عازلة على حدود قطاع غزة داخل الأراضي الفلسطينية، ويمنع الدخول إليها، وقطع التواصل التام بين قطاع غزة ومصر (من خلال الإغلاق. التكنولوجي المحكم لمحور فيلادلفيا، دون وجود إسرائيلي مادي وإنشاء معبر حدودي تحت السيطرة الإسرائيلية في (كيرم ابو سالم).
منع مشاركة حماس أو السلطة الفلسطينية أو ممثليهم في الإدارة المستقبلية للقطاع.
والإصرار على أن الاسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم في الصفقة لن يفرج عنهم إلى الضفة الغربية أو القدس، بل سيتم ترحيلهم إلى القطاع أو إلى الخارج.
إن تحقيق هذه الأهداف مرهون بتحركات مختلفة تمامًا من وجهة النظر الإسرائيلية. والتي ستتأثر أيضًا بتولي ترامب منصبه في الولايات المتحدة.
هذه أفكار بعيدة المدى، وتتطلب نظرة مختلفة تماماً إلى الوسطاء في الصفقة، وللوهلة الأولى، يمكن للمرء أن يجد فيهما نقطتي ضعف مركزيتين، دون الخوض في جوهر الخطوط الحمراء التي تم رسمها. أولاً، بدور الحديث الآن حول الصفقة في الخطوط العريضة التي اقترحها الأميركيون، على دفعتين، ربما لن تتحقق الثانية منها، ومن الممكن أن يتم الاتفاق عليها قريباً. وثانياً، حتى لو تحققت الخطوط الحمراء، فليس من الواضح من سيوافق في النهاية على قبولها في اليمين المتطرف.