قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان فجر الجمعة، إن الجيش الإسرائيلي ارتكب مجزرة وحشية مروعة بقصف مربع سكني في مخيم النصيرات راح ضحيتها 33 فلسطينيا وأكثر من 84 مفقودا ومصابا.
وذكر المكتب أن الجيش الإسرائيلي قصف مربعا سكنيا يضم عدة عمارات يقطنها عشرات المدنيين وغالبيتهم من الأطفال والنساء، في مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى.
وأشار إلى أن “الجيش كان يعلم أن هذا المربع السكني يضم عدة عمارات سكنية وفيه عشرات المدنيين والأطفال والنساء والنازحين الذين شرّدهم من منازلهم وأحيائهم السكنية المدنية في ظل سياسة التهجير القسري الممنهجة التي يرتكبها الاحتلال كجريمة ضد الإنسانية وجريمة مخالفة للقانون الدولي”.
وأفاد بأن هذه الجريمة تأتي بالتزامن مع خطة تل أبيب بإسقاط المنظومة الصحية في قطاع غزة وفي ظل الضغط على الطواقم الطبية والصحية بشكل هائل مع مواصلة استهداف المستشفيات والمراكز الطبية وإخراجها عن الخدمة تزامنا مع منع إدخال العلاجات والأدوية والمستلزمات الطبية في إطار جريمة الإبادة الجماعية.
وأدان المكتب بأشد العبارات ارتكاب الجيش الإسرائيلي لهذه المذبحة الوحشية الجديدة ضد المدنيين والأطفال والنساء، وطالب كل دول العالم بإدانة هذه المذابح المروعة ضد النازحين وضد المدنيين وضد الأطفال والنساء.
وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي بغزة تل أبيب والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية وخاصة المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، كامل المسؤولية عن استمرار حرب التطهير العرقي وحرب الاستئصال وجريمة الإبادة الجماعية ومواصلة ارتكاب هذه المجازر ضد المدنيين في قطاع غزة.
وطالب المكتب في بيانه المجتمع الدولي وكل المنظمات الأممية والدولية بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل والطرق لوقف جريمة الإبادة الجماعية ووقف شلال الدم المتدفق في قطاع غزة ووقف الحرب ضد الأطفال وضد النازحين.
وفي وقت سابق أعلن الدفاع المدني في غزة استشهاد 58 شخصا في غارات إسرائيلية الخميس بينهم 12 حارسا كانوا يقومون بتأمين شاحنات مساعدات في جنوب القطاع.
وجاءت الغارات بعد ساعات من دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار في القطاع المدمّر.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس “استشهد 12 من عناصر تأمين المساعدات إثر غارات جوية إسرائيلية”، مبينا أن “7 حراس استشهدوا في غارة جوية في منطقة المواصي في رفح، واستشهد 5 حراس آخرون في غارة أخرى في منطقة المواصي في خان يونس” في جنوب القطاع.
وأضاف بصل أن “30 مواطنا أخرين غالبيتهم من الأطفال أصيبوا نتيجة للقصف الجوي الإسرائيلي، ونقلوا إلى مستشفيات في رفح وخان يونس”.
وأشار إلى أن “الاحتلال يواصل مجازره حيث استهدف فجر اليوم عناصر تأمين شاحنات المساعدات”، لافتا إلى أن عناصر تأمين المساعدات كانوا يحرسون 6 شاحنات تحمل الدقيق، وكانت في طريقها إلى مخازن الأونروا، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” معتبرا أن “الاحتلال يريد تدمير كل الخدمات للمواطنين في أنحاء قطاع غزة”.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته نفذت خلال الليل “ضربات دقيقة” على مسلحين من حماس كانوا متواجدين في الممر الإنساني في جنوب غزة.
وأضاف في بيان “إن جميع الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم كانوا أعضاء في حماس وكانوا يخططون لاختطاف شاحنات المساعدات الإنسانية بعنف ونقلها إلى حماس لدعم النشاط الإرهابي المستمر ومنعها من الوصول إلى المدنيين في غزة كما حدث في حالات سابقة”.
وعصر الخميس، وجه الجيش نداء جديدا دعا فيه الى إخلاء خمس “مناطق” في مدينة غزة شمالا “ينشط فيها مسلحون”.
وشكلت شخصيات فلسطينية مستقلة بالتعاون مع عائلات فلسطينية مجموعات تضم عشرات الشبان بعضهم زود أسلحة خفيفة أو هروات لتأمين المساعدات بالتنسيق مع المنظمات الدولية، وأحيانا مع شرطة حماس.
وتعرضت عشرات الشاحنات خلال الأشهر الماضية لعمليات سطو وسرقة.
وقتلت حماس الشهر الماضي نحو عشرين مسلحا تتهمهم بالانتماء إلى “عصابات سطو وسرقة المساعدات”.
– “نهاية العالم” –
وقالت المتحدثة باسم الأونروا لويز ووتريدج للصحافيين خلال زيارة إلى النصيرات في وسط غزة “إن الظروف التي يعيشها الناس في جميع أنحاء قطاع غزة مروعة وكأنها نهاية العالم”.
وأضافت أن المساعدات المنقذة للحياة إلى “المناطق المحاصرة في محافظة شمال غزة تم منعها إلى حد كبير” منذ شن الجيش الإسرائيلي هجوما كاسحا قبل عدة أسابيع.
وفي مخيم النصيرات، أسفرت غارات استهدفتا منزلين عن استشهاد 21 شخصا بينهم أطفال.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس “تم انتشال 15 شهيدا بينهم ستة أطفال على الأقل، وأكثر من 17 مصابا جراء القصف الإسرائيلي الجوي في حوالى الثانية فجر اليوم الخميس” على منزلين في “مخيم النصيرات وسط القطاع”.
وأضاف أن “مسعفين من الهلال الأحمر الفلسطيني نقلوا 6 شهداء وعددا من الجرحى الى مستشفى المعمداني في مدينة غزة على إثر استهداف الطيران الحربي الاسرائيلي بصاروخ شقة سكنية في برج الملش السكني في حي الجلاء” في مدينة غزة.
وفي دير البلح بوسط القطاع، تحدث باسم الحبشة لفرانس برس عن ضربة اسرائيلية ليلا قضت فيها عائلة من اقربائه، ولم تنج سوى فتاتين فقدت احداهما قدمها. وقال “نناشد الشعوب الحرة وضع حد لهذه المجازر اليومية”.
وأسفرت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي اندلعت عقب الهجوم غير المسبوق لحركة حماس على جنوب الدولة العبرية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، عن استشهاد 44835 شخصا وتدمير القطاع بشكل كبير.
وأدّى هجوم حماس إلى مقتل 1208 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، غالبيتهم من المدنيين، بحسب إحصاء أعدّته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية. وتشمل هذه الحصيلة رهائن قتلوا أو ماتوا في الأسر.
وخطِف أثناء الهجوم 251 شخصا من داخل الدولة العبرية، لا يزال 97 منهم محتجزين في القطاع، بينهم 35 شخصا أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم ماتوا.
وفي أحدث محاولة دبلوماسية لإنهاء الحرب، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء قرارا يدعو إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار.
وصوتت الولايات المتحدة، الداعم العسكري الرئيسي لإسرائيل، ضد القرار غير الملزم.


