رغم التفاؤل الذي عبّرت عنه التقارير الصحافية خلال الأيام الماضية بشأن مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، يبدو أن عملية التوصل إلى اتفاق لا تزال تواجه عقبات كبيرة في ظل التعنت الإسرائيلي المتواصل على مواصلة الحرب.
وفي حين أشار وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الأربعاء، إلى "فرصة لصفقة جديدة قد تسمح بإطلاق سراح جميع الرهائن"، استبعد مصدر "مطلع على المفاوضات"، تحدث لصحيفة "يسرائيل هيوم"، إمكانية التوصل إلى اتفاق خلال الفترة القريبة المقبلة.
وقال المصدر إن حركة حماس لم تُرسل أي رسالة تفيد بتنازلها عن مطلبها الأساسي بإنهاء الحرب كشرط لإتمام أي صفقة. وتابع أن "المحادثات لم تشهد تغييرا جوهريا في هذه القضية الحاسمة، التي تعرقل إتمام الصفقة منذ أكثر من عام".
وذكر أنه "رغم التصريحات المتفائلة من كلا الجانبين، لا يزال المفاوضون يواجهون صعوبة في تجاوز نقطة الخلاف الكبرى". وأضاف المصدر أنه بناءً على ذلك، لا يتوقع أي تقدم في صفقة تبادل الأسرى سواء كانت جزئية تشمل نحو 14 أسيرًا فقط أو صفقة شاملة تشمل جميع الأسرى".
وفي وقت سابق اليوم، جاء في بيان صدر عن وزارة الأمن الإسرائيلية، أن كاتس أطلع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، في محادثة هاتفية، على "المفاوضات المتعلقة بتحرير الرهائن"، وقال إن "هناك الآن فرصة لصفقة جديدة قد تسمح بإطلاق سراح جميع الرهائن، بما في ذلك حاملي الجنسية الأميركية".
ومن المتوقع أن يزور مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أن إسرائيل ومصر وقطر هذا الأسبوع، في مسعى أخير للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة، وذلك قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، في غضون أسابيع.
ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، شون سافيت، أن سوليفان سيبدأ رحلته إلى المنطقة الأربعاء، على أن يلتقي غدًا الخميس رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وغيره من المسؤولين الإسرائيليين، لـ"مناقشة مجموعة من القضايا، تشمل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين، والتطورات في سورية".
وقال مصدران مطلعان إنّ سوليفان سيزور القاهرة والدوحة خلال الرحلة وسيلتقي مسؤولي البلدين لبحث جهود الوساطة، مشيرين إلى أنه "يخطط لضغط على الإسرائيليين والقطريين والمصريين للقيام بكل ما يلزم لإبرام الصفقة في غضون أيام، والبدء في تنفيذها في أقرب وقت ممكن".
ولفت الموقع إلى أنه "في حين لا يمتلك الرئيس المنتهية ولايته، جو بايدن، نفوذًا على قادة المنطقة بما تبقى له من أسابيع، تشكل دعوة الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، العلنية لإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه في 20 كانون الثاني/ يناير المقبل، ضغوطًا على كافة الأطراف للتوصل إلى اتفاق.
وكان سوليفان قد التقى عائلات المحتجزين الأميركيين في غزة، الليلة الماضية، وأبلغهم أنّ إدارة الرئيس بايدن تعمل مع ترامب وفريقه لتأمين الإفراج الآمن عن جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، مشيرًا إلى أن ذلك "يبقى أولوية بالغة لإدارة بايدن".
وأمس الثلاثاء، زار وفد إسرائيلي أمني رفيع المستوى، القاهرة، لبحث ملف وقف إطلاق النار في قطاع غزة وصفقة تبادل الأسرى. وضم الوفد كل من رئيس الشاباك رونين بار، ونائبه، ورئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هليفي.
وبحسب التقارير، تم التباحث خلال اللقاء حول الأسماء المقرر إطلاق سراحها في المرحلة الأولى من الاتفاق الذي يتم التفاوض بشأنه بشكل غير مباشر مع حركة حماس؛ وناقش الوفد الإسرائيلي مع المسؤولين في جهاز المخابرات المصرية مجموعة من النقاط التي من المتوقع أن يتضمنها الاتفاق.
ومن بين تلك النقاط، الوضع المحتمل لمعبر رفح خلال مدة الاتفاق، والترتيبات الأمنية على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة. ووفقا للتقارير، من المقرر أن يخفف الجيش الإسرائيلي وجوده في بعض النقاط ويخلي مواقع أخرى في ممر صلاح الدين (فيلادلفي).