نشوةٌ عارمةٌ في اسرائيل: طهران قد تلجأ لتسريع برنامجها للوصول للقنبلة النوويّة لإعادة الردع

الأحد 08 ديسمبر 2024 03:25 م / بتوقيت القدس +2GMT
 نشوةٌ عارمةٌ في اسرائيل: طهران قد تلجأ لتسريع برنامجها للوصول للقنبلة النوويّة لإعادة الردع



القدس المحتلة / سما/

قالت مصادر أمنيّةٌ إسرائيليّةُ وُصِفَت بأنّها واسعة الاطلاع صباح اليوم الأحد لصحيفة (هآرتس) العبريّة إنّ جيش الاحتلال قام بتعزيز قواته في الجولان العربيّ السوريّ المُحتّل، كما أنّ قوّات الاحتلال دخلت إلى المنطقة المحظورة-العمزولة، والتي بحسب اتفاق فصل القوّات من العام 1974 بين سوريّة وإسرائيل يجِب أنْ تكون منطقةً معزولةً من الأسلحة.

ونقلت الصحيفة عن كبار الجنرالات في جيش الاحتلال قولهم إنّهم قاموا بإدخال القوّات الإسرائيليّة إلى المنطقة كجزءٍ من عمليات الاحتلال استعدادًا لعمليات دفاعٍ، ذلك أنّه بحسبهم توجد في المنطقة قوّات مسلحة تابعة للتنظيمات المسلحة والتي لا تعتبر نفسها جزءًا من اتفاق وقف إطلاق النار منذ العام 1974 بين الدولتيْن.
عُلاوةً على ما جاء أعلاه، أعلن جيش الاحتلال رسميًا عبر الناطق العسكريّ أنّه قام الليلة الفائتة بالهجوم على قافلةٍ مسلحةٍ تابعةٍ لحزب الله اللبنانيّ والتي انسحبت من مدينة القصير، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ القصير كانت المسرب الرئيسيّ لنقل الأسلحة من سوريّة إلى حزب الله في لبنان، منذ أنْ سيطر عليها الحزب في العام 2013، وفق الناطق العسكريّ الإسرائيليّ.
أمّا صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة فقالت نقلاً عن مصادرها الرفيعة في تل أبيب، إنّ إسرائيل قامت الليلة الماضية بتوجيه رسائل تحذيرٍ وتهديدٍ للتنظيمات السوريّة التي احتّلت الجولان وأسقطوا نظام الأسد وحذّرتهم من اجتياز الخّط الفاصل بين الدولتيْن من العام 1974، وبالمُقابل، شدّدّت الصحيفة على أنّ جيش الاحتلال رفع حالة جهوزيته وقام بتفعيل خطّةٍ لتقوية الدفاع عن الجولان المُحتّل، لخشيته من أنْ تقوم العصابات السوريّة المُسلحّة بغزو الأراضي الإسرائيليّة، على حدّ تعبيرها.
في السياق عينه، قالت المصادر الإسرائيليّة إنّ جيش الاحتلال يُواصِل إقامة حاجزٍ هندسيٍّ جديدٍ على الحدود الإسرائيليّة-السوريّة، حيثُ يقوم الجيش في كلّ يومٍ بحفر قنواتٍ لمنع الدبابات من العبور، وذلك بهدف إعاقة دخول المخربين إلى المنطقة العازلة بين سوريّة والكيان، لافتةً إلى أنّ قوات من اللواء 210 في جيش الاحتلال تُرابط في المكان على أهبة الاستعداد لكلّ طارئٍ، بما في ذلك الدبابات الإسرائيليّة التي تمّ نشرها في المكان.
بالإضافة إلى ذلك، شدّدّت المصادر على أنّ أوامر البدء بإطلاق النار تمّ تغييرها ومن اليوم فصاعدًا يُسمَح للجنود والضباط بإطلاق النار على السوريين دون تحذيرٍ، بالإضافة إلى اعتقال بعضهم، بما في ذلك رعاة الأغنام الذين يقتربون من المنطقة، على حدّ قولهم.
على صلةٍ بما سلف، كشف الخبير العسكريّ الإسرائيليّ في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، النقاب عن أنّ المتمردين، المدعومين من تركيّا، وجدوا فرصةً ذهبيّةً في فشل المحور الإيرانيّ في الحرب ضدّ دولة الاحتلال في لبنان، ولذا قرروا انتهاز الفرصة والانقضاض على النظام السوريّ الضعيف، على حدّ تعبيره.
وتابع المحلل هارئيل قائلاً  إنّه في إسرائيل يجِدون نقطةً مهمةً تؤكِّد أفول التأثير الإيرانيّ في المنطقة، ولكن من الناحية الأخرى تزداد الخشية في دولة الاحتلال من قيام الجمهوريّة الإسلاميّة بتسريع برنامجها النوويّ بهدف الوصول للقنبلة النوويّة، والتي تؤكِّد إسرائيل أنّها ستمنعها من ذلك بشتّى الطرق والوسائل، مُضيفًا نقلاً لاعن مصادره في المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب، أنّه الآن عندما وصلت طهران إلى هذه الحالة، فهي قد تُقدِم على إنتاج القنبلة النوويّة دون الأخذ بعين الاعتبار ما تقوله إسرائيل والولايات المُتحدّة الأمريكيّة، وبذلك تستعيد قوّة الردع التي فقدتها في الفترة الأخيرة بالشرق الأوسط، طبقًا لأقواله.
وفي الختام أكّد المُحلِّل أنّ خطة الجنرال قاسم سليماني لإحاطة إسرائيل بحزامٍ ناريٍّ يُهددها بشكلٍ دائمٍ سقطت نهائيًا بعد سنواتٍ على اغتياله من قبل الأمريكيين في العراق، وذلك مع سقوط نظام الرئيس السوريّ د. بشّار الأسد في سوريّة، لافتًا إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، أجرى سلسلةً من الاجتماعات الطارئة مع كبار المسؤولين الأمنيين لدراسة تداعيات سقوط نظام الأسد على دولة الاحتلال، طبقًا لأقواله.