قال ممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين، ريك بيبركورن؛ إنّ: "الكثير من المرضى في قطاع غزة، يموتون بسبب فقدان العلاج اللازم ونقص الأدوية"، وذلك جرّاء الحصار الخانق الذي تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي فرضه على كامل القطاع، مع استمرارها في حرب الإبادة الجماعية.
وأضاف بيبركورن، في حديثه لوكالة "الأناضول"، أنه يسافر إلى غزة بشكل منتظم، فيما أعرب عن قلقه من تزايد الأمراض مع قدوم فصل الشتاء والنقص شبه الكامل في الخدمات الصحية في بعض المناطق.
وأشار إلى أن البنية التحتية والخدمات الصحية في قطاع غزة قد وصلت حد الانهيار، وذلك على هامش جلسة نظمتها شبكة مستشفيات القدس الشرقية و"منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان"، في مستشفى أوغستا فيكتوريا في القدس الشرقية المحتلة.
وفي السياق نفسه، شدّد أنه: "لا يزال كثير من الناس في غزة يموتون أو يصابون بالمرض دون داع؛ لأنهم لا يستطيعون الحصول على العلاج اللازم وبسبب نقص الأدوية".
وأبرز أنّ: "الوقود يعد عنصرا حيويا آخر لاستمرار الخدمات الصحية في غزة، مذكرا بأن هناك نقصا في الوقود في المنطقة".
إلى ذلك، أكد أن 1.9 مليون شخص في غزة، التي يبلغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة مليون، نزحوا ويعيشون في خيام غير مقاومة لظروف الشتاء. وأن هناك 17 مستشفى من أصل 36، و50 مركزا صحيّا من أصل 150، تعمل جزئيّا، وهناك عدد قليل من المستشفيات الميدانية.
اقرأ أيضا:
قاتلوا فيها سابقا.. هذه أسباب رفض جنود إسرائيليين العودة إلى غزة
أما فيما يتعلٍّق بالاحتياجات الطارئة والعاجلة، فإن بيبركورن قد دعا جميع الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، إلى: "ضمان دخول الوقود والغذاء والمياه والإمدادات الطبية إلى غزة بانتظام لتوزيعها، حيث تكون هناك حاجة إليها داخل غزة".
وأوضح أن "الحل الرئيسي هو وقف إطلاق النار ومفاوضات السلام، وإذا لم يكن هناك وقف لإطلاق النار، فمن الضروري فتح ممر إنساني حتى تتمكن منظمة الصحة العالمية ومنظمات الأمم المتحدة الأخرى من الوصول على الأقل إلى سكان غزة".
من جهته، قال رئيس مجلس إدارة مستشفى أوغوستا فيكتوريا، فادي الأطرش؛ إن "المرضى من غزة، ليس فقط الجرحى، ولكن أيضا مرضى السرطان والأطفال، يجب أن يتاح لهم جميعا فرصة تلقي العلاج".
وأشار الأطرش في حديثه لـ"الأناضول" إلى أنّ: "الطريقة الأقصر والأكثر فعالية للقيام بذلك، هي السماح لهم بالانتقال من غزة إلى مستشفيات القدس الشرقية والضفة الغربية، والعلاج في المستشفيات التي أتوا إليها قبل الهجمات".
أيضا، قال مدير منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، غي شاليف؛ إنّ: "رؤية كيف أدى العدوان الإسرائيلي إلى انهيار النظام (الصحي) في غزة، واعتقال مئات الأطباء وقتلهم، وتدمير جميع المؤسسات والمستشفيات وعدم خدمة الناس، أمر مدمر للغاية".
ووفقا لبيان منظمة الصحة العالمية في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، نفّذت دولة الاحتلال الإسرائيلي ما مجموعه 137 هجوما على المرافق الصحية في غزة، أدت لاستشهاد ما لا يقل عن 521 شخصا، بينهم 16 عاملا صحيا.
وأفادت الصحة العالمية، أيضا، بأن 18 من أصل 36 مستشفى و46 من أصل 72 مركزا صحيّا، خرجت عن الخدمة بسبب نقص الكهرباء ونقص الوقود. والخميس، دعت وزارة الصحة في قطاع غزة، المؤسسات الدولية، إلى: ضرورة التحرك لحماية المستشفيات من "العدوان الإسرائيلي السافر".