ما سر استدعاء الرئيس السيسي لقصة السيدة فاطمة مع النبي عن “الكرب”؟

الأحد 24 نوفمبر 2024 11:52 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ما سر استدعاء الرئيس السيسي لقصة السيدة فاطمة مع النبي عن “الكرب”؟



سما / وكالات /

“يومان على وش الدنيا، وبعد كده هانموت”.
بتلك الكلمات فاجأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الحضور في لقائه الخميس الماضي مع عدد من قادة القوات المسلحة.
السيسي حكى قصة السيدة فاطمة حينما دخلت على النبى صلى الله عليه وسلم وهو يصارع سكرات الموت، وقالت: “واكرباه” ورد عليها النبى صلى الله عليه وسلم قائلا: “ليس على أبيك كرب بعد اليوم”.

اللافت في المشهد المؤثر أن الرئيس السيسي لم يستطع أن يغالب دموعه أمام عدد من قادة القوات المسلحة، وهو يتذكّر هذا الموقف حينما طُلب منه أن يهوّن على نفسه.
فكيف كانت الردود على كلام السيسي الذي استغربه قوم، وتعاطف معه آخرون؟
برأي عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين المصريين الأسبق فإن دموع الرئيس وكلماته تلخّص حجم العبء النفسي والمعنوي، والمسئولية الضخمة والثقيلة التى تتحملها مصر ورئيسها وسط ظروف دولية وإقليمية بالغة التعقيد والتشابك، ومن هنا لا يمكن أن تكون هناك راحة، ولابد أن تكون الدولة كلها فى قمة الجاهزية لمواجهة أى موقف «طارئ»، أو أية حسابات إقليمية مغموسة بغرور «القوة»، ووهم «النشوة الكاذبة» لعدو جاهل وأحمق.
وأوضح ” سلامة” أن الرئيس العائد من قمة العشرين، وقبلها قمة البريكس، يعمل ليل نهار من أجل أن تعود مصر قوية، قائدة للإقليم كله، ورقما صحيحا وقويا فى المعادلة الدولية، وهو ما يظهر بوضوح فى حضور مصر تلك القمم المهمة، لكن الرئيس لا يركن إلى ذلك، ولا يستهين بالمواقف، فى ظل وضع إقليمى معقد للغاية فى الاتجاهات الإستراتيجية الثلاث (شمال شرق، والجنوب، والشمال).
وقال إن المخاطر الخارجية ربما تكون هى الأعلى فى تاريخ الدولة المصرية، لكن حرص الرئيس واهتمامه، وجاهزية قواتها المسلحة جعلت من مصر مركزا للأمن والأمان والاستقرار فى المنطقة كلها.
في ذات السياق يرى السفير فوزي العشماوي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أن اللقطة العاطفية بين الرئيس والمتحدث العسكري طغت علي اللقاء المهم الذي جمعه بقادة الفرق والألوية بحضور وزير الدفاع ورئيس الأركان.
وأضاف أن مصر بالقطع تواجه تحديات جسيمة سواء بالداخل والوضع الاقتصادي الصعب أو بالإقليم المتفجر شمالا في غزة وجنوبا في السودان فضلا عن الوضع غير المستقر بعد في الغرب في ليبيا، مشيرا إلى أن وسائل التواصل – رغم ذلك- لم تلتفت لما قاله الرئيس حول هذه التحديات قدر التفاتها للحوار العاطفي والبكاء!
وأضاف أنه لو كان في مكان الرئيس، لحدد التحديات، وصارح الشعب بالمصاعب والقدرات، وحرص علي اختيار أفضل الكفاءات، واعتمد تماما علي إرادة الشعب في الاستمرار أو النزول علي إرادته لو كانت غير ذلك.
من جهته قال الإعلامي مصطفى بكري إن حديث الرئيس السيسي مع قادة القوات المسلحة يعكس الحرص علي التشاور مع القادة فيما يتعلق بالتحديات التي تواجه مصر في الوقت الراهن علي كافة الاتجاهات الإستراتيجية، كما أن حديث الرئيس علي أن القوات المسلحة كانت دوما عامل استقرار علي صعيد الداخل والخارج ، خاصة أن المنطقة تشهد اضطرابات ومصر عنصر الاستقرار فيها.
وأضاف ” بكري” أن الرئيس أراد أن يبعث من خلال هذا اللقاء بعدد من الرسائل أبرزها:
– الإشادة بجهود القوات المسلحة ودورها علي الصعيدين الداخلي والخارجي.
– التأكيد علي أن إدارة مصر المتزنة أسهمت مساهمة كبيرة في الاستقرار، وأنها
ليست في معزل عما يدور حولها من أزمات وتحديات.
وأشار إلى أن من بين الرسائل التي أراد الرئيس إيصالها ضرورة الحفاظ علي التدريب والجاهزية لقواتنا المسلحة للحفاظ على أمن مصر القومي.
دموع الرئيس التي لم يستطع مغالبتها اعتبرها البعض مؤشرا على أن الأيام القادمة ستكون صعبة للغاية.