أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أنّ عملية "الوعد الصادق 3"، "ستنفذ حتماً في الوقت المناسب"، رداً على الهجوم الإسرائيلي في 26 أكتوبر/تشرين الأول، والذي وصفه عراقجي بأنه "هجوم جديد لن يبقى من دون رد".
وأفاد التلفزيون الإيراني، اليوم الثلاثاء، بأنّ عراقجي شدد في كلمة له في لقاء مع قادة الحرس الثوري الإيراني، الليلة الماضية، على أنه "لا ينبغي أن نسمح للعدو بأن يرتكب خطأ في الحسابات تجاه إيران"، مؤكداً أنّ "العدو عليه أن يفهم أنه إذا اعتدى على إيران فسيتلقى الرد".
وتابع عراقجي أنّ "ما يمنع الحرب هو الاستعداد لها ويجب إظهار الاستعداد للحرب والدفاع لمنع وقوعها"، مضيفاً أنّ "الأعداء الذين يهددون ينتظرون ضعف الطرف الآخر، فإذا وجدوه سينفذون تهديداتهم، ولذلك من الضروري جدا الوقوف بصلابة وقوة في ظروف الحرب".
عراقجي يستقبل الصباغ في طهران
في سياق منفصل، وصل وزير خارجية النظام السوري بسام الصباغ، اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة الإيرانية، في زيارة هي الأولى له بعد توليه المنصب خلفاً لفيصل المقداد، أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي. والتقى الصباغ وزير الخارجية الإيراني وبحث معه العلاقات الثنائية وملفات إقليمية ودولية، وفق التلفزيون الإيراني.
وأكد وزير الخارجية الإيراني في مؤتمر صحافي مع الصباغ أنه "لن نسمح بأن يبقى أي اعتداء على أرضنا من دون رد"، مضيفاً أن بلاده تعلن بصراحة للعالم أن الهجوم الأخير للكيان الإسرائيلي في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي "كان اعتداء جديداً والجمهورية الإسلامية الإيرانية محقة في الرد عليه"، قائلاً في الوقت ذاته: "لن نتردد في ذلك لكننا أيضاً لن نتسرع وسنرد في وقت مناسب".
وأوضح أن إيران تنسق جهودها السياسية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي مع الحكومة السورية، مشيراً إلى أن "التجربة تثبت أن سياسة الضغط على إيران لن تؤدي إلى نتيجة وسياسة الضغوط القصوى فشلت أيضاً، باعتراف من السلطات الأميركية"، محذراً الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب من تكرار "هذه التجربة الفاشلة". من جهته، قال وزير خارجية حكومة النظام السوري إن إسرائيل نفذت أكثر من 130 هجوماً على سورية.
مفاوضات "بناءة" مع السعودية
إلى ذلك، قال نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي، في منشور على منصة إكس، اليوم الثلاثاء، إنه أجرى مباحثات "بناءة ومثمرة للغاية" مع نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي في الرياض. وأضاف تخت روانجي أنّ لقاءه، أمس الاثنين، مع الخريجي تناول مواضيع مختلفة ذات الاهتمام المشترك للبلدين على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية، مشدداً على أنّ إيران والسعودية "بلدان شقيقان وجاران ولديهما مشتركات كثيرة وعلاقات وثيقة بينهما تخدم كل المنطقة".
وكانت وسائل إعلام إيرانية قد ذكرت، أمس الاثنين، أنّ نائب وزير الخارجية الإيراني أجرى في الرياض مباحثات بشأن بحث سبل تعزيز العلاقات وتوسيعها والتطورات الإقليمية والدولية. وتشهد العلاقات الإيرانية السعودية تقارباً متسارعاً خلال الآونة الأخيرة، عكسته زيارات متبادلة، من بينها زيارة رئيس الهيئة العامة للقوات المسلحة السعودية فياض الرويلي إلى طهران، وهي زيارة لأعلى مسؤول عسكري سعودي إلى إيران منذ عقود.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أدلى بتصريحات خلال القمة العربية والإسلامية، في 11 من الشهر الجاري، بشأن بحث العدوان على غزة ولبنان، لفتت انتباه الإيرانيين، حيث جدد التنديد بالهجوم الإسرائيلي على إيران، داعياً إلى إلى إلزام إسرائيل باحترام سيادة إيران وعدم الاعتداء على أراضيها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقايي، أمس الاثنين، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إنّ الحوارات والمشاورات بين طهران والرياض "مستمرة على مدى العامين وهي مفيدة للغاية"، معرباً عن أمله في أن تشكّل هذه الحوارات "أساساً لازماً لتعزيز العلاقات في جميع المجالات أكثر من ذي قبل".