ركز تقرير إخباري إسرائيلي على ملف التطبيع ما بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، في الحقبة المقبلة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وقعت في عهده اتفاقيات التطبيع العربية، وأكد أنه رغم التقاربات السابقة، إلا أن الأمر أصبح بسبب الحرب ضد غزة بعيد المنال، وأن الآمال تتلاشى.
وذكرت قناة “i24NEWS” الإسرائيلية أنه بعد الحديث السابق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حين قال في رده خلال مقابلة تلفزيونية مع إحدى المحطات الأمريكية عن التطبيع “كل يوم نقترب أكثر”، فإن الأمر بات صعبا في هذا الوقت، بعد أن أصبح ولي العهد يتبنى حاليا طلب تجميد عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة.
وركز التقرير الإسرائيلي على الآمال التي تعقدها حكومة تل أبيب اليمينية، بان عودة ترامب للحكم وإدارة البيت الأبيض من جديد، ستسهل التطبيع مع المملكة العربية السعودية، وسيصبح الأمر وشيكا، وذكر أن الحكومة تعتقد أن الأمر أصبح محسوما بمجرد عودة ترامب إلى المكتب البيضاوي.
وحسب التقرير يصف الساسة والمحللون الإسرائيليون بالتفصيل كيف أن ترامب عازم على استكمال ما بدأه في نهاية ولايته الأولى بـ “اتفاقية إبراهام”، التي شهدت قيام الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب بإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل.
ويوضح التقرير أن متبني هذا الموقف يزعمون أنه بمجرد تولي ترامب منصبه، سوف تكون المملكة العربية السعودية سريعة في إحياء جهود التطبيع. لكنه أكد أن التطورات على الأرض تشير إلى العكس، مما يبعث على خيبة أملهم.
وتطرق إلى أن الهدف الذي وضعته حركة حماس، في الهجوم الذي شنته يوم السابع من أكتوبر من العام الماضي، إضافة إلى إلحاق أكبر ضرر وإذلال للإسرائيليين، كان أيضا إفشالا لجهود التطبيع بين إسرائيل والسعودية، ويضيف التقرير “من بين كل أهدافهم، ربما كان هذا هو الهدف الوحيد الذي نجحوا في تحقيقه”، خاصة وأن الأشهر التي سبقت الهجوم شهدت زخمًا إيجابيا في هذا الصدد.
ويشير التقرير إلى أنه بعد السابع من أكتوبر، والحرب المتواصلة على غزة، غيرت الرياض خطابها، مطالبة بمزيد من التقدم فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن قرار قمة الرياض الأخيرة ذهب إلى حد الدعوة “إلى تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة مع الدعوة إلى منح فلسطين وضع العضوية الكاملة”.
وجاء في نهاية التقرير الإسرائيلي “ليس من السخف أن نعتقد أنه بمجرد عودته (ترامب) إلى البيت الأبيض، سيعمل على إعادة إشعال جهود التطبيع الإسرائيلية السعودية”.
وأكد أن الشرق الأوسط مختلف عما كان عليه قبل السابع من أكتوبر، وأنه ربما تغيرت آراء ترامب بشأن المنطقة أيضا، وأنه بسبب خيبة أمله في ما يسمى “التصويت اليهودي” في الانتخابات الأمريكية، والارتفاع المفاجئ لمن صوت له بين الناخبين العرب والمسلمين، قد يقرر ترامب “تعديل” وجهة نظره بشأن المنطقة، والتي كان يُعتقد حتى الآن أنها تستند إلى الدعم الثابت لإسرائيل، حيث هناك احتمال حقيقي أن يفاجأ الإسرائيليون بحلول العشرين من يناير/كانون الثاني.
وأضاف “أما بالنسبة للسعوديين، فما دامت الصور اليومية القادمة من غزة لا تزال تصور الموت والدمار على نطاق واسع، فلن يتمكنوا من التحرك قيد أنملة نحو التطبيع بسبب الرأي العام الداخلي الذي يدعم الفلسطينيين على نطاق واسع”.