قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن إسرائيل "حققت أهدافها" الاستراتيجية من الحرب في قطاع غزة، داعيا إلى إنهائها، مشددا على أهمية أن تكون هناك "خطة واضحة لمرحلة ما بعد الحرب".
وكشف على أن واشنطن قدمت مبادرة لحماس توفير ممر آمن للخروج من غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن.
وأكد بلينكن في ختام محادثته في مقر حلف الناتو في بروكسل، أن بلاده تسعى لضمان عودة السكان في قطاع غزة إلى منازلهم بعد انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وقال: "نريد أن نرى، إلى جانب المساعدات الإنسانية دخول شاحنات تجارية تدخل بسلع تجارية. هذا أمر بالغ الأهمية لأن العديد من الأشياء التي يجلبها التجار، بما في ذلك الفواكه والخضروات، ضرورية للغاية للتغذية المتوازنة للأشخاص في غزة. هذا بدوره حاسم لضمان أن يكون لديهم المناعة التي يحتاجونها لمحاربة الأمراض".
وتابع: "هناك مشكلة كبيرة بسبب انعدام القانون والنهب داخل غزة، والتي يجب معالجتها. ونحن نعمل على إيجاد حل لها".
واستطرد: "في الوقت الحالي، هناك 900 شاحنة داخل غزة، عند (معبر) كرم أبو سالم، لكنها متوقفة. لا يمكن توزيعها بسبب هذا النهب والإجرام. لذلك، من الضروري معالجة ذلك. لدى إسرائيل مسؤوليات للقيام بذلك، كما نعمل مع مصر".
وفي هذا الصدد، شدد بلينكن على الحاجة إلى "رؤية هدن حقيقية وممتدة في مناطق واسعة من غزة، حتى تتمكن المساعدات من الوصول بفعالية إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها".
وأضاف: "هناك تحديات ضخمة في هذا الصدد، لكننا رأينا حلولًا حقيقية أيضًا. كانت حملة التطعيم ضد شلل الأطفال الشيء الوحيد الذي كان ناجحًا للغاية في غزة".
وأكد وزير الخارجية الأميركي على ضرورة إنهاء الحرب، وقال: "أفضل طريقة للقيام بذلك هي إنهاء الحرب. ومن وجهة نظري، ما رأيناه هو أن إسرائيل، ووفقًا للمعايير التي حددتها.. فقد حققت الأهداف الاستراتيجية التي حددتها لنفسها".
ومن أجل إنهاء الحرب، أكد بلينكن الحاجة إلى "التأكد من عودة الرهائن إلى أوطانهم، بما في ذلك السبعة الأميركيين"، مضيفا: "حماس للأسف أظهرت أنها لن تتفاعل مع جهود وقف إطلاق النار. على الرغم من الجهود الجديدة التي بذلناها في الأسابيع الأخيرة، كان هذا أحد الأسباب التي جعلت قطر تطلب منهم مغادرة أراضيها".
وأضاف "سيكون من الجيد أيضا ممارسة بعض الضغوط الحقيقية والمستمرة والفعالة على حماس لإنهاء الحرب".
وتابع أنه يجب أن تكون هناك خطة لليوم التالي (بعد الحرب) "بحيث يمكن لإسرائيل الخروج من غزة، والتأكد من عدم عودة حماس إلى الداخل".
وأعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، أن سياسة إدارة الرئيس جو بايدن لم تتغير تجاه إسرائيل، وذلك بعد انتهاء مهلة الشهر التي مُنحت لإسرائيل لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية، فيدانت باتيل، خلال مؤتمر صحفي، إن إسرائيل "اتخذت عدة خطوات في الأيام الماضية لإدخال المساعدات، ولم نقم بأي تقييم يفيد بأن إسرائيل تخرق القانون، وسنواصل تقييم الوضع"،مؤكدا أنه "ليس لدينا أي إعلان بتغيير سياسة الإدارة تجاه إسرائيل حاليا".
وكانت الولايات المتحدة قد منحت إسرائيل مهلة 30 يوما، بداية من 13 أكتوبر، لإيصال المساعدات إلى غزة.
ويوم الثلاثاء، بعد انتهاء المهلة الأمريكية البالغة 30 يوما لإسرائيل لاتخاذ خطوات لمعالجة الوضع الإنساني في غزة، قالت واشنطن إن إسرائيل لا تمنع المساعدات لغزة وبالتالي لا تنتهك القانون الأمريكي.
وقالت ثماني منظمات إغاثة دولية إن إسرائيل فشلت في تلبية المطالب الأمريكية لتحسين إمكانية الحصول على المساعدة، فيما رجح خبراء الأمن الغذائي أن تكون المجاعة وشيكة في أجزاء من غزة.
ويدعم بايدن، الذي تنتهي ولايته في يناير والذي سيحل محله سلفه دونالد ترامب، إسرائيل بقوة منذ أن هاجمت حماس إسرائيل في أكتوبر 2023.
ومنذ ذلك الحين، قُتل أكثر من 43.500 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، في غزة، كما تم تهجير مليوني شخص وتحول معظم القطاع إلى أنقاض.
وقد دعم ترامب، وهو مؤيد قوي لإسرائيل، بقوة هدف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتمثل في تدمير حماس، ووعد بإحلال السلام في الشرق الأوسط، لكنه لم يوضح كيف سيحقق ذلك.